عمليات قصف دامية .. الجيش الإسرائيلي يحاصر خان يونس وسط معارك عنيفة

  • 12/6/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نفّذ الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عمليات قصف جديدة دامية على مدينة خان يونس المحاصرة في جنوب قطاع غزة حيث يحاول السكان الاحتماء من القصف والاشتباكات على الأرض وهي الأعنف منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة حماس. وقال المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في مؤتمر صحافي في جنيف الأربعاء، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم". وأضاف تورك أنه بعد شهرين على "الهجمات المروّعة التي نفّذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلّحة أخرى على إسرائيل... ما زال المدنيون في غزة يتعرّضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي". ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن. وكانت شوارع مدينة خان يونس التي قال الجيش الإسرائيلي إنه يحاصرها شبه خالية الأربعاء، بينما كان يمكن سماع أصوات الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس في المنطقة. وتواصل تدفّق القتلى والجرحى إلى المستشفيات، لا سيما الى مستشفى ناصر، المستشفى الأكبر في جنوب قطاع غزة. وشوهد آلاف المدنيين يفرّون من المنطقة مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محمّلة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعا إنسانيا كارثيا. يجب أن نفهم وقال حسن القاضي لفرانس برس "نحن في وسط منطقة خان يونس. هذه المنطقة كلّها مدنيون ولا يوجد فيها مسلحون. هناك أطفال تائهون يبحثون عن عائلاتهم". وأضاف "نحن نريد أن نفهم، إذا كانوا يريدون قتلنا، فليجمعونا في مكان ويبيدونا (...) نحن لسنا مجرد أرقام نحن بشر". ووصل فادي أشي وهو من سكان مدينة غزة إلى رفح بعد رحلة شاقة سيرا على الأقدام. وقال الرجل "لم تتوافر سيارات أو أي وسيلة نقل أخرى"، "لجأنا إلى ثمانية أو تسعة منازل قبل الوصول إلى هنا". وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان "قواتنا تحاصر خان يونس في جنوب قطاع غزة. لقد سيطرنا على الأمن في معاقل عدة لحماس في شمال قطاع غزة ونجري عمليات الآن ضد معاقلها في الجنوب". وأضاف "قواتنا تعثر على أسلحة في كل الأبنية والمنازل تقريبا وعلى إرهابيين في منازل كثيرة وتواجههم". وقالت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين لوكالة فرانس برس إن مقاتليهما يتواجهون في اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية لمنعها من الدخول إلى خان يونس والمناطق الواقعة شرق المدينة فضلا عن مخيمات اللاجئين القريبة. وبدأ الهجوم البري الإسرائيلي في 27 أكتوبر ضد حماس في شمال قطاع غزة لكن الجيش الإسرائيلي وسّع نطاق عملياته لتشمل القطاع برمته بعد شهرين تقريبا على بدء الحرب التي سببها هجوم دام شنته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وقتل في إسرائيل 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين في هجوم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية. وقتل 83 جنديا في المعارك في قطاع غزة. وقتل في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصا منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال. وتفيد إسرائيل أن 138 رهينة اقتيدوا إلى قطاع غزة في يوم الهجوم لا يزالون محتجزين بعد الإفراج خلال الهدنة عن 105 رهائن من بينهم 80 إسرائيليا أفرج عنهم مقابل إطلاق الدولة العبرية سراح 240 معتقلا فلسطينيا من سجونها. ووجّه الجيش الإسرائيلي الأربعاء "دعوة عاجلة" الى الصليب الأحمر للتدخل "للوصول إلى الرهائن المحتجزين لدى حماس". وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان "بينما يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته لتفكيك حماس في غزة، لم نتخل... عن مهمتنا المتمثلة في إعادة الرهائن إلى الوطن". لا مكان آمنا وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (أوتشا) إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي توزّع فيها المساعدات الإنسانية بكميات محدودة فيما لم تعد تصل بشكل شبه كامل تقريبا إلى خان يونس والوصول إلى المناطق الواقعة شمالا غير ممكن. ويلقي الجيش الإسرائيلي يوميا على خان يونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه "من المستحيل" إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل. وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث في بيان "لا مكان آمنا في قطاع غزة، لا المستشفيات ولا الملاجئ ولا مخيمات اللاجئين. ولا الأطفال ولا الطواقم الطبية ولا الطواقم الإنسانية. هذا الاستهزاء الصارخ بأسس الإنسانية يجب أن يتوقف". والثلاثاء، تكرّرت مشاهد الفوضى في مستشفى ناصر حيث يعالج المرضى على الأرض. وأظهرت مقاطع مصوّرة لوكالة فرانس برس جرحى يُنقَلون في سيارات إسعاف وآخرين في عربات أو يحملهم أقاربهم. وتفيد الأمم المتحدة أن 1,9 مليون شخص أي 85% من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.     تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :