كاتدرائية نوتردام دو باريس تعود بعد عام | | صحيفة العرب

  • 12/7/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعود الكاتدرائية الباريسية شديدة الرمزية نوتردام السنة المقبلة لتستقطب الفرنسيين والسياح، بعدما كان عدد زوار هذه التحفة المعمارية القوطية التي بنيت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر يبلغ في المتوسط 12 مليوناً سنوياً قبل الكارثة. ومع قرب حلول الذكرى الخامسة لحريق 15 أبريل، يؤمل في أن تكون الكاتدرائية وسهمها المحاطين اليوم بالسقالات والرافعات، جزءاً من مشهد دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها باريس من 26 يوليو إلى 11 أغسطس. وحُدِّد تاريخ 8 ديسمبر 2024 موعداً لإعادة افتتاح هذا الصرح الذي يُعدّ في كل أنحاء العالم مرادفاً لباريس، تماماً كما هو برج إيفل. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدّد بنفسه هذا التاريخ، إذ وعد في خطاب متلفز غداة الحريق، بإعادة بناء “الكاتدرائية أجمل مما كانت (..) في غضون خمس سنوات”. ويتفقد ماكرون الجمعة أشغال ترميم الكنيسة، بحسب ما أفادت أوساطه الاثنين، في أول زيارة ميدانية له للورشة من دون المسؤول عنها رئيس أركان الجيش الفرنسي السابق الجنرال جان لوي جورجلان، الذي توفي هذا الصيف من جرّاء حادث جبلي تعرّض له. وأكّد فيليب جوست الذي حَلَف جورجلان في حديث أدلى به أخيراً عبر محطة “بي إف إم بيزنس” أن الأعمال مستمرة وفق الجدول الزمني المقرر لها. وقال “نحن واثقون ومصمّمون، لكنها تبقى معركة يومية، كما كان الجنرال جورجلان ليقول”. وبات البرج الذي يعلوه السهم المطابق للسابق الذي صممه المهندس المعماري فيوليه لو دوك في القرن التاسع عشر وتسبّب الحريق بانهياره، مؤشراً إلى مدى التقدم في إعادة الإعمار. وخلال الأسبوع الماضي، ظهر شكله خلف المشد المعدني حيث يعمل النجارون. وأوضح فيليب جوست في حديثه إلى “بي إف إم بيزنس” أن “هذا البرج سيكون قد وصل إلى 96 متراً في سماء باريس في نهاية سنة 2023، وما شوهد (أخيراً) هو الجزء المصنوع من خشب البلوط من البرج”. وأضاف أن “المراحل التي ستشهدها الأيام المقبلة ستجعل البرج يصل إلى 96 متراً”، إذ سيغطى بالرصاص بما يتيح إزالة السقالات التي لا تزال تحجب البرج إلى حد كبير.وبعد انتهاء مرحلة بناء الأسقف، ستأتي مرحلة “أقل إثارة ولكنها ضرورية للتمكن من استخدام الكاتدرائية، وهي مرحلة المعدات الكهربائية التي بدأت في الصيف الماضي وستستمر إلى الصيف المقبل”. أما تركيب الأثاث الليتورجي فمقرر “خلال خريف 2024، في الوقت المناسب لإعادة الافتتاح”. وأشار فيليب جوست إلى أن هذا الترميم “ذا الطابع الاستثنائي” تم “تمويله بالكامل” من تبرعات من فرنسا وخارجها بقيمة 848 مليون يورو. ففي زمن الشبكات الاجتماعية، شاهد العالم أجمع مباشرة على الهواء السهم وهو يحترق في 15 أبريل 2019، وأتيح للمهتمين أينما كانوا متابعة مسيرة ولادته من جديد، وما رافقها من صعوبات وجدل. فعملية إعادة الإعمار كانت أشبه بدرب الجلجلة منذ البداية، إذ تأخر إطلاق الورشة في صيف 2019 بسبب تدابير ضد التلوث بالرصاص، وسوء الأحوال الجوية في نهاية العام مما أدى إلى عرقلة العمل، ثم جمّد بفعل في ربيع 2020 بفعل جائحة كوفيد – 19 وما استتبعته من إجراءات إقفال وحجر أثّرت على كل القطاعات. ولم يخل الأمر من جدل حاد، فأبرز الجوانب التي تناولها الجدل مسألة إعادة بناء البرج بشكل مطابق لتصميم المهندس المعماري للكاتدرائية، أو الإقدام على خطوة معمارية جريئة، كما كانت السلطة التنفيذية تفضّل. وكانت الغلبة في نهاية المطاف للخيار الأول الذي فضّلته غالبية الشعب الفرنسي. وقدّمت كل منطقة فرنسية مساهمتها. وفي يوليو الماضي، أجريت بروفة عامة لتجميع الطابق الأول من البرج في منطقة بريي، حيث يقع المشغل الذي صُممت فيه الأجزاء الخشبية للهيكل. وفي بلدة أجيتمو الصغيرة، تحتفل منجرة عائلية السنة المقبلة بالذكرى السنوية الستين لتأسيسها من خلال تسليم الطلبية الأهم في تاريخها، وهي عبارة عن 1500 كرسي مخصص للكاتدرائية، تتيح مجدداً إقامة 2500 قداس و150 حفلة موسيقية فيها سنوياً. أما التحقيقات التي يجريها ثلاثة قضاة لمعرفة سبب الكارثة، فلا تزال مستمرة. وانتهى التحقيق الأولي إلى ترجيح حصول الحريق عرضاً.

مشاركة :