أُعلن، أمس، إنجاز أول رحلة طيران في دبي لاختبار إمكانية تحويل الميثانول إلى وقود مستدام للطائرات، وذلك بالتعاون بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، الرائدة عالمياً في قطاع الطاقة، و«توتال للطاقات»، والهيئة العامة للطيران في الإمارات، و«إيرباص» وشركة «فالكون» لخدمات الطيران، وشركة «أكسينز»، الجهة المانحة لتراخيص التقنيات، وجرى هذا الإعلان على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف (COP28). وقد تم اعتماد مسار «الكيروسين البرافيني الاصطناعي» من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي في عام 2016 باعتباره يفي بالمعايير الدولية لوقود الطائرات. في حين لا تشمل قائمة المواد الكحولية المحددة مادة الميثانول. ومن شأن رحلة الطيران التي تم فيها استخدام وقود طيران مصنوع من مزيج من مركبات الأولفين، المساعدة في تحصيل المصادقة على المسار الجديد لإنتاج وقود الطائرات المستدام من الميثانول. ومع إمكانية الاعتماد على الكهرباء المولدة من طاقة متجددة، فمن الممكن أن يقود المسار الجديد إلى إنتاج وقود طائرات أخضر مستدام، وهو عامل أساسي لمواجهة التحدي المتمثل في إنتاج وقود طائرات مستدام للحد من الانبعاثات في قطاع الطيران. وبهذه المناسبة، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: «يمثل المسار الذي أعلن عنه اليوم لوقود الطيران المستدام خطوة مهمة على الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطيران. وتعكس هذه الرحلة التجريبية الأهداف المشتركة لكل من «مصدر» و«توتال للطاقات» الرامية إلى تعزيز الاعتماد على وقود الطائرات المستدام، وتوفير خيار آخر يدعم الجهود المتواصلة لإزالة الكربون من قطاع الطيران. ويتمتع وقود الطائرات المستدام بإمكانيات كبيرة للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران كثيف الانبعاثات، وتفخر مصدر بالمساهمة في تطوير ونمو هذا القطاع، كما أننا ملتزمون بإقامة العديد من الشراكات الاستراتيجية في هذا المجال». من جهته، قال باتريك بوياني، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «توتال للطاقات»: «يسرنا التعاون مع (مصدر) في إجراء هذا الاختبار الناجح، حيث تتمحور أهدافنا المشتركة كشركات تعمل في قطاعي الطاقة والاستدامة حول العمل على تطوير الجيل القادم من وقود الطيران النظيف الذي يمكن أن يكون مكملاً لوقود الطائرات المستدام الذي يتم إنتاجه حالياً من مخلفات زيت الطهي. ويعد هذا المسار الجديد لإنتاج الوقود المستدام لتشغيل الطائرات النفاثة خطوة مهمة تدعم جهود إزالة الكربون من قطاع الطيران». ويمثل وقود الطائرات المستدام حلاً متاحاً بشكل فوري للحد بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ضمن قطاع النقل الجوي. ويمكن أن يستخدم كوقود جاهز من دون الحاجة إلى تعديل كل من البنية التحتية القائمة الخاصة بالتخزين وإعادة التزوّد بالوقود، والطائرات، والمحركات. ويسهم الاعتماد التدريجي على هذه الحلول في خفض الانبعاثات الكربونية للنقل الجوي بمقدار كبير، حيث يمكن وسطياً لوقود الطائرات الحيوي الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80% خلال مختلف مراحل الإنتاج، وذلك عندما يتم تصنيعه من النفايات والمخلفات. ويعد وقود الطائرات الأخضر المستدام وقوداً اصطناعياً مشتقاً من مصادر الطاقة المتجددة، ويتوافق مع المحركات النفاثة وهو بديل مستدام للوقود الأحفوري.
مشاركة :