قمّة الدعابة السوداء هي أننا بتنا نرثي لحال الجامعة العربية، وهي التي كان حريّاً بها، لو كانت الدنيا دنيا والعرب عرباً كما ينبغي، أن تشفق علينا. الظروف تشدو للأمين العام الجديد: جئنا به يشفع في حاجةٍ.. فصار محتاجاً إلى شافعِ. يشهد الله أن تسلّم مهمّة كهذه يدلّ على شجاعة غير محسوبة العواقب. دعك من أهل الدعابة فسوف يقولون إنها عين العقل: إجازة طويلة براتب وبلا أيّ عناء، فلا يوجد عربيّ عاقل ينتظر من المنظمة غير أن تكون مشغولة وفاضية ولكن في غير عرس. في الحقيقة، التي لا يريدها أحد، يجب أن يكون لدينا الحدّ الأدنى من منطق من لا حول له ولا طول. النظام العربيّ اليوم لا يتمنى شيئاً غير أن تلقى إليه الغاصبة بغمزة موافقة على استئناف المفاوضات السرابية. والنظام العربيّ لا يريد إفساد لعبة التفاوض العبثيّ على الأشقاء الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون التفرّغ لحظة للقضية المركزية سابقاً، وهم منكبّون على عظائم نزاعهم في ما بينهم. هم على حق، فنحن نريد أن نصرفهم عن صراعاتهم إلى أمور الخيال العلمي في تحرير فلسطين. لقد أصبحوا إمّا يقهقهون للنكتة، وإما يشكّون في سلامة مدارك من يفتح أمامهم موضوع التحرير. من السذاجة تناول موضوع الجامعة من زاوية التدقيق والمحاسبة، فهذا الكلام مردود عليه. إذ إن الدول العربية أهدرت في الخمسين سنة الأخيرة، مئات المليارات في سبيل بلوغ جنّة النعيم هذه، فهل سنكترث لرواتب موظفي الجامعة؟ الحمدلله على أن اللحوم لا تزال فوق العظام والجلود فوق اللحوم. ثم إن المهدّم جرّاء الغزو والاحتلال وتسونامي الربيع، لا يعدو أن يكون طوباً وطيناً، اسألوا السماء ألاّ يطالبكم أقوياء الأرض بتسديد فواتير تسوية ما كان قائماً بالأرض، وخفض عدد السكّان حتى تقدر الميزانيات الكسيحة على سدّ رمق الباقين على قيود الحياة وأغلالها. لزوم ما يلزم: النتيجة المنطقية: ضربة حظ من السماء أن تتقلد الأمانة العامّة مسؤولية يبصم ثلاثمئة مليون عربيّ بالعشر على أن النجاح فيها تاسع المستحيلات، مع كل الامتيازات. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :