بيروت - أثار إعلان حركة حماس تشكيل قوة جديدة تحت اسم "طلائع طوفان الأقصى" في لبنان غضب قوى سياسية يتقدمها حزب القوات اللبنانية الذي رأى في هذا الإعلان مساس بالسيادة اللبنانية وأنه ما كانت الحركة الإسلامية الفلسطينية لتعلنه دون ضوء أخضر من حزب الله. وكانت حماس قد حثت الجماعات الفلسطينية في الأراضي اللبنانية للانضمام لطلائع طوفان الأقصى لتعزيز صفوف المقاومة، في دعوة تشكل محاولة لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل انطلاقا من لبنان الغارق بطبعه في دوامة أزمات أمنية واقتصادية وسياسية. ويخشى لبنانيون خاصة في الجنوب من اتساع نطاق الحرب أو انجرار حزب الله للحرب الدائرة بين حماس وإسرايل، فيما لا تزال الاحتكاكات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية محدودة بالرغم من سقوط قتلى من الجانبين آخرهم عسكري لبناني قضى نحبه في قصف إسرائيلي. والتزم حزب الله إلى حد الآن برد محدود ونأى بنفسه عن قرار علية طوفان الأقصى التي نفتها حماس فجر السابع من أكتوبر/تشرين الماضي وقتلت خلالها 1200 إسرائيلي معظمهم من الجنود والمستوطنين واحتجز 240 رهينة بينهم عسكريون وأجانب ومدنيون أفرج عن البعض منهم في إطار صفقة تتبادل قادتها قطر بدعم من مصر والولايات المتحدة. وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تعليقه على اعلان حماس تشكيل "طلائع طوفان الأقصى" إن ذلك يعتبر "مسا بالسيادة اللبنانية"، متهما حزب الله بتزكية هذا القرار وأنه ما كان لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لتتخذ مثل هذه الخطوة من دون موافقة الجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران. وقال في بيان أمس الأربعاء "كان مأمولا أن يشكّل إعلان فلسطين في عام 2008، الذي أعلن بوضوح تام الالتزام الكامل بلا تحفّظ، بسيادة لبنان واستقلاله"، مضيفا "أنّ السلاح الفلسطيني في لبنان، ينبغي أن يخضع لسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها وأن يشكّل هذا الإعلان طبيعة العلاقة بين الدولة اللبنانية والفلسطينية". وتابع "بالتوازي مع هذا المسار الذي تُرجم رسميا من خلال استئناف العلاقات الرسمية بين منظمة التحرير الفلسطينيّة والدولة اللبنانيّة، توافق اللبنانيّون في جلسات الحوار في عام 2006 وبمشاركة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا على نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيّمات وتنظيمه في داخلها وإذ بنا نشهد منذ أيام قليلة بيانا صادرا عن حركة حماس دعت فيه إلى تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى". وشدد كذلك على أن "هذا البيان غير مقبول لا شكلا ولا مضمونا وهو يمسّ بالسيادة اللبنانية كما يحاول من جديد الإساءة إلى العلاقة بين اللبنانيّين والفلسطينيّين"، مضيفا أنه "من الثابت أنّ حماس وسواها من المنظمات تخضع في لبنان لإمرة حزب الله وقراره". وهاجم جعجع حزب الله بشدة وقال إن "ما تقدّم يشكّل دليلا إضافيا بأنّ حزب الله لم يلتزم يوما بأيّ أمر أعلن موافقته عليه بدءا من مقررات الحوار الوطني، وصولا إلى القرار 1701 وليس انتهاء بإعلان بعبدا والمؤلم والمؤسف في هذا المشهد كيف أنّ السلطة اللبنانيّة، الممثلة بالحكومة ولا سيّما رئيسها ووزيرَي الدفاع والداخلية، لم يصدر عنهم مواقف حازمة أو تدابير عملية وكأنّ ما نسمعه ونشهده هو في بلد آخر ودولة أخرى، فيما الحكومة مطالبة بوضوح شديد بالضغط على حزب الله لوقف كل هذه المهزلة". ويقول لبنانيون إن بلادهم في غنى عن أي تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة وأن ترسانة حزب الله لوحده مشكلة لم تحسم فكيف تظهر قوة أخرى غير لبنانية وعلى خلاف ما تم الاتفاق عليه في ترتيب الوجود الفلسطيني في الأراضي اللبنانية. ويسود اعتقاد لدى قوى لبنانية بأن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على الحدود قد يتطور في أي لحظة لحرب مدمرة أسوأ من تلك التي تفجرت عام 2006 بعد خطف حزب الله جنديين إسرائيليين. ويشير هؤلاء إلى أن الائتلاف الحاكم في إسرائيل الذي يهيمن عليه اليمين الديني المتطرف مستعد للمضي في الحرب إلى ابعد من نطاقها الجغرافي مستفيدا من موجة الدعم الغربي مع جرائمه في غزة والتي سوق لها تحت عنوان الدفاع عن النفس.
مشاركة :