ياسر رشاد - القاهرة - شهد عدد من المواقع الثقافية بالمحافظات، عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية التي نظمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ضمت الاحتفال بذكرى ميلاد الأديب الراحل نجيب محفوظ واليوم العالمي للغة العربية. ففي محافظة الغربية، استعرض الشاعر أحمد عيد، عضو نادي أدب قصر ثقافة المحلة السيرة الذاتية للأديب العالمي نجيب محفوظ، موضحا أنه قد تأثر كثيرا بالحارة المصرية، حيث إنه من مواليد حي الجمالية بالقاهرة في عام 1911م، وتابع بأن كتابات نجيب محفوظ استطاعت الوصول للعالمية والفوز بأعلى الجوائز في الأدب وهي جائزة نوبل لما تحتويه من قيم ثقافية وأدبية متعددة تمتلك حسا فلسفيا لدرجة كبيرة. هذا وقد واصل فرع ثقافة الغربية إقامة الفعاليات للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وذلك بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش، حيث عقد بيت ثقافة السنطة بحضور عدد من الأطفال ورشة فنية بعنوان "لغتي هويتي"، تعرف خلالها المشاركون على تاريخ اللغة العربية، وكيفية كتابة حروفها بأنواعها المختلفة، مثل الكوفي، والرقعة، والنسخ، والديواني، فيما توافد الأطفال على مكتبة إبيار الثقافية للمشاركة في ورشة حكي عن آداب الطريق. من جانبه، استعرض بيت ثقافة الفريق سعد الدين الشاذلي مخاطر العنف الأسري، وذلك خلال محاضرة توعوية ألقتها منى هديب مشرفة التثقيف الصحي بالإدارة الصحية في بسيون، والتي أكدت بأن للعنف الأسري عدد من التداعيات الخطيرة، ومن بينها: فقدان الأمان الذي قد يدفع بعض الأطفال والمراهقين لتعاطي المخدرات أو الانتحار. وفى ثقافة الفيوم شهدت مكتبة مطرطارس الفرعية، الأربعاء، محاضرة بعنوان "أدب نجيب محفوظ من الحارة الشعبية إلى العالمية". شارك بالندوة الأديب والناقد د. عمر صوفي، وبحضور طلاب مدرسة الشهيد محمد عبد الفتاح الثانوية المشتركة، والمعهد الأزهري بنين بمطرطارس، وتأتي تزامنا مع الاحتفال بذكرى ميلاد نجيب محفوظ. استهل "صوفي" حديثه عن أهمية القراءة، مشيرا إلى انتشار المواقع الإلكترونية التي تتيح قراءة الكتب من خلالها، ثم تحدث صوفي عن نشأة نجيب محفوظ قائلا: نشأ نجيب محفوظ في بيئة مصرية صميمة، وظل حياته كلها مرتبطا بالتراب المصري، نافرا من السفر والهجرة، حيث ولد محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911م بحي الجمالية بالقاهرة لأسرة تعود جذورها إلي مدينة رشيد، موضحا تأثير أسرته في نشأته وكتاباته مضيفا: كان لأبيه تأثير كبير في طفولته، فكان يصطحبه لبعض المسارح، كما تأثر به في ميوله السياسية، حيث كان يتحدث عن الخليج 365 والزعماء الوطنين، مثل "مصطفى كامل"، و"محمد فريد"، و"سعد زغلول"، كأنهم من المقدسات، إلا أن التأثير الأكبر كان للأم، فرغم عدم تعليمها، فإنها كان تصطحبه لزيارة المتاحف والمساجد الأثرية ومنطقة الأهرامات ونهر النيل، وكانت تلك المواضع مجال أحداث روايات نجيب محفوظ، كما تأثر ببعض آرائها وقيمها وتسامحها. ثم تطرق إلى إبداعات نجيب محفوظ، مشيرا إلي أن إبداعات نجيب محفوظ عالم متنوع الرؤى، متعدد المداخل، ثري المعرفة، عميق التغلغل داخل العقل والوجدان المصري، يستوعب ثلاثة أرباع قرن من التلاحم بين المكان والإنسان، بما فيها من تحولات مجتمعية، وتفاعل معها نجيب محفوظ وسلط الضوء علي أبعادها، انطلاقا من إدراكه لمسئولية المفكر نحو مجتمعه. واستعرض صوفي كتابه الصادر بعنوان "أدب نجيب محفوظ.. رؤية تربوية"، والذي يقدم فيه دراسة تحليلية للمضامين التربوية في أدب نجيب محفوظ، مشيرا إلى أن أدب نجيب محفوظ تناول العديد من القضايا التربوية، مثل المعرفة الإنسانية، من حيث مصادرها وإمكانياتها، وتعمق في التنقيب عن جذور الشخصية المصرية، وأدرك العديد من مزاياها وعيوبها، وعكس أهم سماتها في أدبه، كالتناقض والتدين والإعتزاز بالشرف، والاعتقاد في الخرافات وروح المرح الممزوجة بحزن دفين، كما أن محفوظ أدرك الصراع بين التقليد والتجديد، وأثر التعليم في الحراك الاجتماعي والثقافي. ثم أشار إلى إسهاماته السينمائية، فهي تكاد تساوي في عددها مجموع إبداعاته الأدبية، ومن أفلامه: "التوت والنبوت"، و"درب المهابيل" و"الكرنك" و"قلب الليل" و"اللص والكلاب" والشحاذ". أوضح أيضا أن نجيب محفوظ كانت قراءاته واسعة، وكان بسيطا في تعامله مع الناس، وكانت كتاباته تنبع من الواقع، وتميز نجيب محفوظ بعدة سمات ساعدت على تدفقه الإبداعى وثراء إنتاجه، أهمها: حبه للدقة والنظام فى المواعيد، والتواضع الشديد، والإيمان بالحرية، والاستقلال الفكرى، وقوة الملاحظة والتأمل للبشر والأمكنة. واختتم صوفي حديثه أن نجيب محفوظ هو الذي رسخ دعائم الفن الروائي في الأدب العربي الحديث، وأبدع عددا كبيرا من الأعمال الروائية والقصص القصيرة، على مدى زمني طويل، لذلك حظى نجيب محفوظ بأكبر قدر من الاهتمام والبحث الأدبي والتنقيب في أعماله، وقراءتها قراءات متعددة من زوايا مغايرة، وعاش نجيب محفوظ حياة حافلة بالإنجاز الأدبي والفكري، بلغت ذروتها بحصوله على جائزة نوبل عام 1988، وقلادة النيل في نفس العام. تخلل المحاضرة مداخلات من الطلاب، وقراءات لبعض النصوص من روايات نجيب محفوظ، وتوزيع بعض الكتب والمجلات كهدايا رمزية لهم. جاء هذا ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة من خلال فرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل.
مشاركة :