إن الناظر والمتابع لمسيرة أبوظبي المظفرة ليلحظ التطورات والخطوات المذهلة التي تخطوها صوب مستقبل واعد مزدهر في ظل قيادة واعية تملك رؤية واضحة سديدة لغد أفضل وشعب محب لها يحيط بها من كل جانب، لتتواصل مسيرة العطاء والبذل والبناء والرقي والازدهار. إن ما تشهده مدينة أبوظبي حالياً من تطور وازدهار كبيرين، يأتي بفضل فكر قيادتها واقتصادها القوي القائم على التنوع والأخذ بكل أسباب التقدم والرفاه من أجل إسعاد الشعب ورفاهيته. وتعد المدينة واحدة من أكثر العواصم تطوراً على المستوى العالمي، فهي تضم سلسلة من أفخم الفنادق والمنتجعات الأنيقة، والشقق الفندقية الفخمة، وتنتشر فيها الحدائق الغناء، والشوارع الفسيحة المحفوفة بالأشجار، وناطحات السحاب، والمراكز التجارية التي تعرض أشهر العلامات التجارية في العالم. وعلى الرغم من الطبيعة الصحراوية لمدينة أبوظبي إلا أنها تتميز بالخضرة الدائمة، بعد أن تم تحويل الشريط الصحراوي القاحل إلى رقعة خضراء زاهرة لتصبح حدائق ومتنزهات، ومسطحات تكتسي باللون الأخضر تضفي جمالاً وألقاً على المنظر الخلاب لكورنيش أبوظبي الذي يعد عنواناً لتلك المدينة. وخلف هذه الواجهة الحضارية الثرية تكمن حضارة موغلة في القدم تعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة مضت عندما كانت مجرد جزيرة صغيرة على مفترق طرق الحضارات القديمة. وفي هذا الصدد يقول الباحث جمعة الدرمكي إن أبوظبي ليست مكاناً للحضارة والتاريخ البعيد فحسب، بل هي خليط من الحداثة والتطور والماضي العريق تزهو بما حققته من إنجازات، لكنها تظل متمسكة بعاداتها وتقاليدها التي يفوح منها عبق التاريخ. ويضيف: التطور والحداثة يتلازمان في وصفها مع ماضيها العريق، وما تزخر به من مآثر الماضي، والحاضر بعطائه السخي والواعد بمستقبل مشرق لمدينة تزهو وتتألق في الركن الشرقي من الخليج العربي، خليج الحضارات القديمة والنهضة الحديثة مطمئنة إلى عمقها العربي، وعندما نتحدث عن أبوظبي فإننا نتحدث عن قصة المجد، وأصالة الصحراء، ومدينة الأحلام، والحداثة، والتألق، والإبداع، والنظام تجمع بين جمال الحاضر وسحر الماضي في وئام وانسجام تامين. وتطرق الدرمكي إلى اسم أبوظبي حسب المصادر التاريخية فقد ذكره ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان، حيث وردت أم الظبي وذات الظبي، وهناك ذكر آخر تاريخي مهم يرجع إلى عام 1580 وهي زيارة التاجر الإيطالي غاسبارو بالبي للمنطقة خاصة المناطق البحرية، فقد زار هذا التاجر جزيرة صير بني ياس وكتب عن نوعية اللؤلؤ النادرة في هذه المنطقة، وذكر جزراً أخرى مثل داس وقرنين وأرزنه ودلما وزركوه والظنة التي تمتد بين جزيرتي دلما وأبوظبي أغنى مناطق اللؤلؤ في جنوب الخليج العربي. ويشير إلى أن المدينة لعبت دوراً ريادياً وتاريخياً في حركة التجارة والملاحة، وتمتعت بعلاقات قديمة ومتينة مع البحر، وتمتلك تاريخاً عريقاً في التجارة البحرية، نظراً لأن معظم المغاصات والهيرات البحرية تقع ضمن الحدود البحرية لإمارة أبوظبي. ونوه بأنه مع تقدم الزمن وتطور أبوظبي، وفي عام 1966 تحديداً، بدأ عهد جديد في تاريخ وحاضر ومستقبل إمارة أبوظبي، بتولي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم، وكان عهده عهد خير ونماء وتحدي المستحيل، عهد التأسيس والانتقال إلى عصر البناء في الاقتصاد، والزراعة، والتربية والتعليم، وتمكين المرأة والطفل، وازدهار البناء والعمران وجميع مكونات البنية التحتية للبلدان الحديثة. ويقول الباحث الدرمكي: إن الشيخ زايد، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات أظهر رؤية عبقرية في بناء مجتمع جديد يتطلع إليه شعبه وبدأ تنفيذ برنامج تطوير مكثف، وخلال السنوات الخمس التالية شهدت أبوظبي وبقية مناطق الإمارة تطوراً مذهلاً، وأدرك سكان أبوظبي أن فجراً جديداً قد بزغ عندما أعطى المغفور له الشيخ زايد بسخاء، وقدم المال، وبذل العرق حتى حقق الأماني، وحول أبوظبي في زمن قياسي إلى مدينة متألقة ذات سمعة عالمية. ويؤكد أن أبوظبي اليوم تحولت إلى مدينة حديثة سريعة التطور غنية بأفرادها ومشاريعها وثقافتها، وأصبحت المكان الأفضل للحياة والعمل والترفيه، ونجحت خلال حقبة قصيرة من الزمن في التحول من صحراء قاحلة إلى مركز للأعمال المزدهرة. (وام)
مشاركة :