الأميبا أو الدوسنتاريا كما يعرّفه آخرون؛ مرض طفيلي معدٍ وخطير، ينتقل بأشكال كثيرة، ويصيب غالباً منطقة الأمعاء الغليظة.. هو خطير بطبيعة الحال؛ وخطورته تصبح أشد حين يقفز إلى الكبد فيهدد حياة المريض بصورة مضاعفة. للمرض أيضاً سطوة خطيرة إن طال أعضاءً أخرى من الجسم؛ بحسب ما أوضح لـالبيان الدكتور سليمان النيال أخصائي الأمراض الباطنية والهضمية في دبي. تلوث المياه وأضاف أن الأميبا تنتشر عموماً في دول العالم الثالث وتنتقل عن طريق تلوث المياه وري الخضراوات بهذه المياه الملوثة، كما تنتقل عن طريق البراز. وقال الدكتور النيال: تعيش الأميبا غالباً في القولون في حالة ساكنة حتى تنقص المناعة في الجسم فتسبب التهابا زحاريا مصحوبا بدم ومخاط وإسهال، من خلال التأثير في غشاء الأمعاء الغليظة، حيث إنها تتغذى على هذه الأغشية مسببة لها التآكل، كما تتغذى أيضاً على الجراثيم. ولها طرق عجيبة في التمدد والتقلص، ولها أرجل كاذبة، وهي طريقة تمكنها من الالتفاف حول الميكروبات لتأكلها. هجرة إلى الكبد ويكمن خطر الأميبا لدى هجرتها عن طريق الدم العائد إلى الكبد ما قد يؤدي إلى الإصابة بخراج كبدي تتطور أعراضه من آلام خفيفة إلى التهاب شديد يصل إلى درجة الخطورة، وتنتقل بدرجة أخف إلى أعضاء الجسم الأخرى ثم إلى الدماغ. أطعمة ملوثة وحذر الدكتور النيال من تناول الخضراوات مثل التبولة في المطاعم غير الموثوقة، مشيراً إلى أن عدم غسل الخضراوات مثل البقدونس والخس والنعناع، يسبب الإصابة بمرض الأميبا، كما أهاب بالاهتمام بالنظافة العامة ونظافة الحمامات والأيدي، مع التأكيد أن الأميبا قد تعيش تحت الأظافر، لذا يجب قصها باستمرار خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من عادة قضم الأظافر. أعراض الإصابة وأشار الدكتور النيال إلى أن أعراض الإصابة بمرض الأميبا تبدأ بشعور المريض بآلام في البطن ثم بارتفاع في درجة الحرارة ثم يصاب بالإسهال يكون مصحوبا بدم ومخاط، وتتكرر هذه الأعراض أحيانا بشكل معتدل فيما قد يتضاعف خاصة عند انتقالها للكبد فيشعر المريض بآلام في المنطقة اليمنى تحت الأضلاع وينتقل إلى الظهر، ويصاحبه قيء مع الشعور العام بالضعف. تشخيص المرض وأوضح أن لتشخيص المرض بطريقة سليمة يجب تحليل ثلاث عينات متتالية، إذ إن الأميبا ربما لا تشاهد في عيّنة واحدة، بالإضافة إلى تحليل الدم للوقوف على وجود الالتهابات من خلال عدد كريات الدم البيضاء وسرعة الترسيب. وفي حالة الشك بإصابة المريض بالخراج الكبدي، يجب الفحص عبر الموجات فوق الصوتية والتصوير الطبقي المحوري. خيار الجراحة وفي حال التثبت من الإصابة بالأميبا صغيرة الحجم يمكن القضاء عليها عن طريق الأدوية والمضادات الحيوية. أما إذا كانت كبيرة الحجم فيجب تفريغها بواسطة الموجات الصوتية أو الطبقية المحورية ويمكن سحبها بالإبرة، فيما يبقى خيار الجراحة في الحالات المتطورة منها. متكيسة ومتحوصلة يذكر أن الأميبا وحيدة الخلية تكون متكيسة أو متحوصلة، وتتكاثر لا جنسياً بالانشطار الثنائي، مشكلة خطورة مستمرة على حياة المريض. لا تطعيم أكد الدكتور سليمان النيال أنه لا يوجد تطعيم ضد الإصابة بالأميبا غير الوقاية وتجنيب الأطفال الأماكن الملوثة وتعويدهم على النظافة وغسل الخضراوات. ولفت إلى أن بعض المسافرين إلى البلدان الصناعية يصابون بالإسهال ويكون سببه غالبا أنواعاً من البكتيريا لم تتعود أمعاؤهم عليها، مؤكداً أنها في أغلب الأحيان تختفي خلال أيام قليلة.
مشاركة :