كتبت - هبة البيه: على الرغم من التحذيرات وسنّ التشريعات والمبادرات التي تدعو للحدّ من استخدام البلاستيك في تعبئة المواد الغذائية والمشروبات، إلا أن استخداماتها تتفاقم ومبيعاتها تتزايد بالأسواق، وذلك بسبب عدم توفير بديل حقيقي صديق للبيئة ويحافظ على الصحة العامة ويُقلل من الأضرار التي يسببها البلاستيك للإنسان والبيئة المحيطة. ودعا عدد من الخبراء والمُختصين إلى ضرورة استخدام الأكياس الصديقة للبيئة والمنتجة من مواد عضوية والتي بدورها تفيد النباتات والتربة بعد تحوّلها إلى مخلفات، بخلاف الأكياس البلاستيكية. وطرح الخبراء عدداً من البدائل للوقاية من مخاطر المواد البلاستيكية، حيث يمكن الاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية أو أكياس النايلون أثناء التسوّق بحقائب التسوّق الخاصّة المصنوعة من القماش أو الخوص أو أي نوع آخر، وكذلك لا بد من تشجيع الصناعات البديلة لإظهار منتجات منافسة صديقة للبيئة وتحمي صحة الإنسان، مشيرين إلى أنه من غير الممكن أن يتم المنع المفاجئ دون توفير البديل. وأكدوا ضرورة إصدار تشريعات وسنّ قوانين خاصة بالحفاظ والتحكم في تداول هذه المواد في الأسواق، على أن يتم فرض غرامات لحماية البيئة أسوة بدول أوروبا، مع عمل حملات توعوية ومحاضرات تثقيفية في الجامعات والمدارس يكون هدفها التوعية والتثقيف بأضرار استخدام المواد البلاستيكية في الطعام. ودعوا إلى ضرورة إلزام الشركات بوضع علامة تحذيرية على العبوات البلاستيكية، توصي بضرورة عدم إعادة استخدامها في تعبئة منتجات أخرى، مُطالبين بتشجيع البحوث العلمية في الجامعات لإظهار البدائل في المواد البلاستيكية أو إنتاج مواد بلاستيكية لا تضرّ البيئة أو الإنسان أسوة بما تم اكتشافه وتطبيقه في الدول المتقدّمة. وطالبوا باتباع تجارب الدول الأخرى مثل فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية حال الرغبة في الحصول عليها، حيث إن هذا الأمر يُقلل الطلب عليها، وبالتالي يتم تقليل الاستهلاك وهو ما يقلل من تأثيراتها على البيئة، مع وضع إستراتيجيات وطرق مضمونة تعمل على تقليل استخدام البلاستيك. كانت اللجنة المشتركة الدائمة لمراقبة الأغذية قامت بتفعيل اللائحة التنفيذية لقرار مجلس الوزراء رقم (1) لسنة 2009، بشأن تعبئة وتقديم الأغذية الآدمية خاصة الجانب الذي يتعلق باستخدام الأكياس والأكواب الورقية وورق اللف لتعبئة الأغذية والمشروبات الساخنة، وذلك في إطار حرص الدولة على حماية المواطنين والمقيمين من المخاطر الصحية التي يسبّبها استخدام مثل هذه المواد البلاستيكية. غياب البديل سبب عدم تفعيل القانون.. د.نسرين الهاشمي: فرض رسوم على استخدام الأكياس يحد منها قالت د.نسرين عبد الله الهاشمي أستاذ الكيمياء بجامعة قطر عضو مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة: مشكلة استخدام الأكياس البلاستيكية في تغليف المواد الغذائية معروفة للجميع وهي تكوين مادة الديوكسين بسبب تعرّض الأكياس البلاستيكية للحرارة، وهو ما ينتج عنه تسمم للمستهلك وكذلك تسبب مشاكل صحية وبيئية لأنها يصعب تحللها أو تدويرها في الطبيعة وتحمل مواد كيماوية ضارّة، لافتة إلى أن جميع الدول المتقدّمة استطاعت تجاوز هذا الأمر من عشرات السنين، واستبدالها بمواد أخرى مثل الورق المعاد تدويره. وأكدت أنه رغم وجود قانون بمنع تعبئة المواد الغذائية بالأكياس البلاستيكية، لكن إلى الآن لم يتم تفعيله بشكل حقيقي وما زلنا نرى الخبز يتم تعبئته في أكياس بلاستيكية في جميع المجمعات والأماكن، لافتة إلى أن من أحد أسباب عدم تنفيذ القانون هو عدم توفير بدائل، أو ربما يعود لعدم متابعة المسؤولين، وطالبت بضرورة تفعيل القانون بشكل حقيقي. وأضافت: حلول هذه المشكلة تكمن في ثلاثة أشياء أولها تقليل الاعتماد على الأكياس البلاستيكية مع توفير بديل من الورق المدار، أو استخدام أكياس مصنوعة من القماش خاصة بالمستهلك نفسه حيث يأخذ المستهلك مثلاً الخبز أو المواد الغذائية المختلفة من على الرف ويضعه في الأكياس الخاصة به، وكذلك يتم حثّ المحال أو شركات التموين أو المجمعات على بيع الأكياس من الأقمشة للمستهلكين تصلح لإعادة الاستخدام مرة أخرى أو إيجاد طرق بديلة، ومن الممكن عن طريق محال التموين نفسها يتم تعبئة المواد الغذائية بمنتجات ورقية أو أقمشة بدلاً من البلاستيك. وطالبت بضرورة اتباع تجارب الدول الأخرى مثل فرض رسوم على أكياس البلاستيك حال الرغبة في الحصول عليها، حيث إن هذا الأمر يُقلل الطلب عليها ويجعلهم يضطرون لإعادة استخدامها، وبالتالي يتم تقليل الاستهلاك وهو ما يقلل من تأثيراتها على الطبيعة. واقترحت ضرورة وضع إستراتيجيات وطرق مضمونة تعمل على تقليل استخدام البلاستيك، واتباع تجارب الدول الأخرى، ففي إحدى دول الجوار تقوم البلدية بتوزيع عبوات لفرز المخلفات في البيوت وموجودة في كل مكان، بحيث يتم فرز المخلفات الغذائية بعيداً عن العبوات البلاستيكية والأكياس لها صندوق آخر، وكذلك الزجاج له صندوق، وإذا تمّ خلط المخلفات يتم فرض غرامات عليهم وبالتالي الكل يلتزم بهذا الأمر، ويعيدون استخدام هذه الأشياء في مصانع إعادة التدوير، حيث تحوّل الأغذية لأسمدة، وباقي الأشياء يتم إعادة استخدامها. د.سيف الحجري: على الأجهزة الرقابية فرض عقوبات أكد الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة أن الدولة قامت بإصدار تحذير بمنع استخدام البلاستيك في المواد الغذائية خاصة الساخنة مثل الخبز وقت خروجه من الفرن، لافتاً إلى أنه غير مفعل بالشكل الأمثل ولا بد من متابعة الجهات الرقابية على هذا الأمر، كما أن الجهات المعنيّة بالمقاييس حددت أنواع ومقاييس الأغلفة والعلب التي تستخدم في الأغذية بوضوح سواء المستوردة أو التي تصنّع محلياً وقد حددت ووضعت لها معايير، كما تمّ وضع تحذير من الجهات المعنيّة، وعلى الجهات الرقابية أن تفرض عقوبات على المُخالفين. وأكد أهمية تقديم المزيد من الوعي ومسؤولية الإعلام في توضيح مخاطر هذا الأمر مع التوعية بوجود القوانين والتشريعات والتحذيرات، فقد تكون لم تصل الرسالة بشكل واضح، وكذلك لا بد من وضع اللافتات التحذيرية بالشوارع، فأحياناً لا تصل القوانين والتشريعات بشكل واضح، فالإعلام عليه مسؤولية رفع الوعي المجتمع لدرجة تحويل سلوكيات الجميع لتنفيذ القوانين والالتزام بالمعايير الصحية. وأضاف: إن البدائل التي يتم طرحها في هذا الشأن استخدام الأكياس الورقية خاصة عندما تشتري الخبز الساخن بدلاً من الأكياس البلاستيك، وتشديد الرقابة على العبوات التي تُصنع وتُباع أو تستورد لتعبئة المواد الغذائية على أن تكون صالحة لهذا الاستخدام، وأن يتم وضع معايير آمنة وعلامات تحذيرية أن مثلاً هذه المواد تصلح لاستخدام المواد الباردة فقط ولا يفضل استخدام المواد الساخنة فيها، وعلى المستخدمين كذلك دور في قراءة التعليمات بشكل جيّد قبل استخدامها، فمثلاً هناك مواد لا تصلح لدخول الميكروويف أو الفرن، لا بد من الحذر والحيطة في استخدام هذه الأشياء. وأشار إلى ضرورة التفريق بين أنواع البلاستيك لأنها ليست كلها ضارّة بالبيئة فهناك بلاستيك قابل للتحلل وآخر قابل لإعادة التدوير، وهناك أنواع أخرى لا بد من استبدالها بالقماش أو الورق، أما المشكلة ففي البلاستيك غير الآمن الذي يصعب تحلله ويأخذ فترة طويلة للتحلل هذا النوع لا يفضل استخدامه، لافتاً إلى أن شعار "لا لاستخدام البلاستيك" اتخذناه كشعار لوزارة البلدية والبيئة هذا العام. حذر من الممارسات الخاطئة.. د.سيف الكواري: دول تصنع أكياساً من مخلفات زراعية قابلة للتحلل استبدال أكياس التسوق بسلال خوص أو قماش أو ورق قال الدكتور محمد سيف الكواري وكيل الوزارة المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البلدية والبيئة: اتخذنا شعار "لا للبلاستيك" كشعار ليوم البيئة القطري هذا العام، وهذا الأمر يجعلنا ننظر نظرة مختلفة عن موضوع استخدامات البلاستيك وسبق وقد قمنا بعمل عدة حملات لمنع استخدام البلاستيك في المواد الغذائية وحذرنا من وضع المواد البلاستيكية بالأطعمة في الميكروويف أو استخدامه مع المأكولات الساخنة، إلا أنه ما زالت هناك بعض الممارسات الخاطئة. وأكد ضرورة تنمية ثقافة كيفية التعامل مع البلاستيك أسوة بكثير من دول العالم التي قامت بمثل هذه الحملات، حيث إن استخدامه يلوّث البر والبحر ويشوّه المظهر الحضاري، وعلينا جميعاً عند رؤية مثل هذه الأكياس في البر أو البحر أو المناطق البيئية أن نتخلص منها ونلقيها في الأماكن المخصصة لذلك، وكذلك لا بد من العمل على تنظيف الأماكن سواء البيت أو الحديقة من هذه المواد البلاستيكية، فضلاً عن نشر أهمية ثقافة تدوير المخلفات، ويعتبر البلاستيك أحد هذه المخلفات بحيث إننا نستطيع الاستفادة منه في أشياء أخرى ونشر ثقافة ترشيد استخدام البلاستيك. وتابع: هذه الطريقة موجودة في دول أوروبية ويستفيدون من مخلفات الأشجار ويعاد تدويرها ويصنع منها أكياس قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، كما توجد في الهند تجربة تصنيع البلاستيك من بقايا قشور محصول الذرة فهذه القشور ممكن أن تتحلل بعد فترة قصيرة وغير ملوّثة للبيئة. وأشار إلى ضرورة استبدال الأكياس البلاستيكية في تعبئة المواد الغذائية بالسلال المصنوعة من الخوص أو الأقمشة أو الورق خلال التسوّق بدلاً من الأكياس البلاستيكية، لكن هذا النوع ما زال لا تتقبله مجتمعاتنا وغير معتادة عليه، لكنه منتشر في دول إفريقيا والدول الآسيوية وهذه الأشياء تساعد في ترشيد استهلاك البلاستيك. وعن كيفية تطبيق هذه القرارات والمبادرات على أرض الواقع، قال: اليوم لا نستطيع أن نستغني عن البلاستيك في التعبئة وفي مجالات كثيرة تريد استخدام البلاستيك وتحاول أن ترشد من استخدام بدائل مصنوعة من مخلفات زراعية تعيد تصنيع المنتجات البلاستيكية، على أن يكون لدى كل فرد ثقافة بترشيد الاستهلاك وهذا يحتاج وقتاً طويلاً للطرق السهلة واليسيرة. وأكد ضرورة نشر ثقافة الطرق الصحية في تعبئة الطعام لدى الأجيال الجديدة، وكذلك لا بد من تعليمهم طرق الحفاظ على البيئة. وأوضح أن المواصفات القياسية للبلاستيك الذي يستخدم في المواد الغذائية محدّدة ويتم التشديد عليها، وفي الأكياس البلاستيكية تستخدم مواد كيميائية معروفة يتم تحديدها وفق لوائح فنية معتمدة وهناك أنواع غير ضارّة على سبيل المثال الأكياس المستخدمة في تعبئة الخبز أو الأكياس المستخدمة في تغليف مواد غذائية محددة يتم تشديد الرقابة عليها، وهذه المواد تختلف عن الأكياس المستخدمة في حمل البضائع والسلع والتغليف الأخرى هذا بلاستيك عادي. وأشار إلى أن لدينا في بعض المجمعات أكياساً مدوناً عليها "قابلة للتحلل وصديقة للبيئة" وهذه الأكياس مستوردة من الهند مصنوعة من قشور الذرة، متمنياً وجود مصانع لإنتاج مثل هذا النوع من الأكياس صديقة البيئة. وقال إن قطر دولة غير زراعية، فلا نستطيع أن نحدّد مدى إمكانية وجود مخلفات زراعية كافية لعمل مصنع للأكياس البلاستيكية صديقة البيئة المصنوعة من المنتجات العضوية والمخلفات الزراعية أسوة بالدول الأخرى، مطالباً بضرورة دراسة الأمر والعمل عليه وفي حالة تطبيقه ستكون مبادرة طيبة، وهو أمر يستحق الدراسة. تشجيع البحث العلمي لتوفير بدائل.. د.لطيفة النعيمي: آثار سلبية على التربة والبيئة البحرية قالت الدكتورة لطيفة النعيمي أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم بجامعه قطر بقسم الكيمياء وعلوم الأرض إن مخاطر استخدام الأكياس البلاستيكية تكمن في آثارها السلبية على البيئة، حيث إنها لا تتحلل بسهولة وتأخذ سنوات طويلة حتى تتحلل، والآن لدينا الفرصة في عمل مناطق لوجيستية ليساهم كل من يستطيع في خدمة بلده والحفاظ على البيئة عن طريق عمل مشروعات استبدال استخدام البلاستيك بأشياء أخرى بديلة، مثل المنتجات الورقية التي يسهل تحللها. واقترحت ضرورة عمل مبادرات توافقية من المهتمين بالحفاظ على البيئة لطرح بدائل للبلاستيك، فلا بد من توفير البديل أولاً قبل منع استخدام البلاستيك في حفظ الأغذية، وتوزيعها أو التسويق لها للجمعيات والمجمعات والبقالات، فقبل القول بعدم استخدام أكياس البلاستيك أو منعها لا بد من توفير البديل أولاً. وأكدت أن البديل يتم توفيره عن طريق إنشاء مصانع لتدوير المخلفات البلاستيكية وكذلك صناعة بديل صديق للبيئة قابل للتحلل، وبعدها يتم طرحه في الأسواق ويمنع استخدام الأكياس البلاستيكية بعد نفاد الكمية الموجودة بالأسواق، واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة، لافتة إلى أهمية تشجيع البحث العلمي خاصة أننا لدينا مراكز بحث على أعلى مستوى في مؤسسة قطر وفي جامعة قطر وأصبح لدينا خبراء وعلماء يستطيعون إنتاج بديل يكون صديقاً للبيئة سواء من البلاستيك أو من الورق. وعن كيفية الحدّ من استخدامه في حفظ المواد الغذائية والمشروبات أكدت ضرورة توفير بدائل مثل أكواب ورقية خاصة، وعدم توفير بديل يتسبب في وجود خلل ومشكلة في تنفيذ القرار، فلا بد من إيجاد البدائل وكذلك لا بد من التوجيه لها، قبل اتخاذ إجراءات وتدابير لمنع الاستيراد أو إغلاق مصانع، فلا يمكن أن يتم إغلاق مصانع الأكياس البلاستيكية ولكن من الممكن توفير آليّة لاستبدال بعض الخامات بأخرى غير مضرّة وقابلة للتحلل، أو أن تكون صديقة للبيئة. وتابعت: شاهدت في دول أجنبية زجاجات المياه المعدنية المصنوعة من البلاستيك تجدها قوية تشبه الزجاج فلا تتأثر بالعوامل الخارجية وتكون مقاومة للأحماض والحرارة ولا تتفاعل كيميائياً مع المادة الغذائية، ولكن نجد لدينا أن زجاجات المياه المعدنية مصنوعة من بلاستيك رديء سهل الانحناء يسهل تأثره بالعوامل الخارجية والحرارة، وهنا تأتي ضرورة تطويع المادة وتحسينها بحيث تمنع المخاطر. وشدّدت على ضرورة تشديد الرقابة على المنتجات البلاستيكية التي يتم استيرادها، كما أن هيئة المقاييس لدينا متفوقون في هذا الأمر وحاصلون على جوائز عديدة ويستطيعون وضع المزيد من المواصفات والمعايير لاستخدام مواصفات صديقة للبيئة ولا تتسبّب في أضرار وهم قادرون على تنفيذ ذلك. وأضافت: تكمن خطورة عدم تحلل أكياس البلاستيك في التسبب في الإضرار بالبيئة والتربة، وكذلك البيئة البحرية قد تتسبّب في اختناقات الأسماك، فضلاً عن التسبب في تشويه البيئة، وكذلك يتسبب وجوده في التربة بضرر لجذور النباتات، أما في مجال حفظ الأغذية فأوضحت أنه يتسبّب في مخاطر للإنسان عندما يضع به مواد غذائية ساخنة أو مواد حمضية فتختلط مادة "البوليمر" الموجودة في البلاستيك بالأطعمة؛ ما يتسبب في مخاطر صحية. إخصائي التغذية.. د.خالد المقدم: الأضرار الصحية مرتبطة بمدى مناعة الجسم فرض غرامات مقابل حماية البيئة أسوة بدول أوروبا قال الدكتور خالد المقدم إخصائي التغذية وعلوم الأطعمة إن الأكياس البلاستيكية تمّ منعها عموماً في دول أوروبا لتعبئة المواد الغذائية، حتى لو الشخص طلب كيس بلاستيك عليه دفع ثمن الكيس بأضعاف ثمنه الأصلي لأن القانون يحاربها ويعتبرها رسوماً على حماية البيئة، حيث إن خلط المادة الغذائية أو ملامستها لأي مادة بلاستيكية يشكل خطراً كبيراً على صحة الإنسان ويعتبر أحد مسببات الأمراض السرطانية. وأوضح أن حمض "الأديبيك" يدخل في تركيب مادة النايلون التي يصنع منها البلاستيك وهذا الحمض قد يتداخل ويتفاعل مع المواد الغذائية ويغيّر من تركيبتها، فقد يغيّر اللون أو الطعم أو الرائحة وكذلك تتفاعل مضادات الأكسدة الموجودة في بعض المواد الغذائية مع هذا الحمض، حيث يؤدّي هذا التفاعل إلى تكوين مادة تسمى "كارسينو جينك" وهي إحدى المواد المسببة للسرطان. وتابع: البعض يقول إن آباءنا كانوا يستخدمون البلاستيك في تغليف المواد الغذائية ولكن لم يتأثروا بها وذلك يفسره العلماء والباحثون وفقاً للدراسات أن التأثر والضرر من هذه المواد على صحة الإنسان يرجع للعامل الوراثي أو الجيني، فهناك أجسام قد تقاوم هذه المواد ولا تتأثر بها وأخرى تتأثر، مشيراً إلى أن أضرار الأكياس البلاستيكية التي تستخدم في تداول المواد الغذائية متفاوتة في ضررها من شخص لآخر ويرجع هذا للعامل الجيني في التأثر من عدمه في هذه الأضرار، وكلما كانت مناعة الجسم جيدة قلّ التأثر بهذا الأمر. وأشار إلى أن هناك مادة أخرى تسمى "الديوكسين" وهي مادة محرّمة دولياً تدخل في تركيب بعض العلب البلاستيكية التي لا تستخدم في أغراض الطعام، ولذلك ننصح أي شخص بعدم إعادة استخدام العلب البلاستيكية المستخدمة في أي مواد أخرى في تعبئة الطعام، حيث ينتشر في كثير من البيوت إعادة استخدام العلب في مواد أخرى بعد نفاد المنتج الأصلي بها وهو من أكثر الأشياء خطورة على صحة الإنسان، موضحاً أن أي وعاء يتم تصنيعه وفق مواصفات معينة تتناسب مع ما يوضع فيه وعند وضع مادة أخرى بنفس الوعاء قد تتفاعل مع المادة الموجودة فيه وتتفاعل معه وقد يتسبب ذلك في تسمم أو ضرر وكذلك قد يتسبب في نمو أورام بالجسم. وأضاف: تأتي خطورة التأثير الحراري على المواد البلاستيكية، حيث تؤثر كيميائياً على المواد الغذائية ولذلك لا بد من الحذر من هذا الأمر، ولا بد من عدم استخدام أكواب مخصصة للمياه في مشروبات ساخنة كالشاي مثلاً.. هناك دراسة أخيرة تمّ إجراؤها في كندا أوضحت أنهم كانوا يستخدمون أكثر من 5 ملايين كيس في اليوم الواحد، وقرروا عمل حملات توعوية للحدّ والترشيد والتقليل من الاستخدام وبعدها قلت النسبة إلى 3 ملايين كيس. وحذر كذلك من استخدام المواد البلاستيكية الملوّنة في تسخين الطعام بالميكروويف، فلا بد من استبدالها بأخرى شفافة، حيث إن هذه المواد الملوّنة عند اختلاطها بالطعام تساعد على ظهور أورام سرطانية وخصوصاً سرطان الثدي. واقترح الحدّ من استخدام المواد البلاستيكية في تعبئة المواد الغذائية وضرورة إصدار تشريعات وسنّ قوانين خاصة بالحفاظ والتحكم في تداول هذه المواد في الأسواق على أن يتم فرض غرامات مقابل حماية البيئة أسوة بدول أوروبا، مع عمل توعية ومحاضرات تثقيفية في الجامعات والمدارس يكون هدفها التوعية والتثقيف بأضرار استخدام المواد البلاستيكية في الطعام. وعلى مستوى الصناعات، اقترح ضرورة أن يتم وضع قوانين خاصة بهذا الموضوع يتم من خلالها وضع ضوابط لتحديد نوعية المواد البلاستيكية لتداول وتعبئة وتغليف المواد الغذائية بما لا يسمح بوجود أي أضرار على الإنسان والبيئة. وأكد ضرورة إلزام الشركات بوضع علامة تحذيرية على العبوات البلاستيكية وتوصي بضرورة عدم إعادة استخدامها في تعبئة منتجات أخرى. وشدّد على ضرورة توفير البديل المناسب للبلاستيك وبالسعر المناسب وكذلك لا بد من تشجيع الصناعات البديلة لإظهار منتجات منافسة صديقة للبيئة وتحمي صحة الإنسان، فلا يمكن أن يتم المنع المفاجئ للمستهلك أو المصنع دون توفير البديل. وطالب بضرورة تشجيع البحوث العلمية في الجامعات لإظهار البدائل في المواد البلاستيكية، أو إنتاج مواد بلاستيكية لا تضرّ البيئة أو الإنسان أسوة بما تم اكتشافه وتطبيقه في إنجلترا حيث قاموا بتصنيع بلاستيك مخلوط بالورق بحيث لا يلامس البلاستيك الطعام.
مشاركة :