(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: هجمات إسرائيل تحول غزة إلى مناطق جحيم ينعدم فيها ملجأ آمن

  • 12/7/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 7 ديسمبر 2023 (شينخوا) انقلبت حياة الفلسطيني مصباح أبو سعدي رأسا على عقب بعد فقدانه أربعة من أطفاله في غارة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على منزل لجأ إليه في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بينما كان يبحث عن ملجأ آمن. ونزح أبو سعدي إلى منزل في رفح مع عائلته المكونة من 7 أفراد قادما من حي الشجاعية شرق غزة قبل 40 يوما في رحلة قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنها أشبه بالجحيم. ويوضح أبو سعدي بوجه شاحب ولحية طويلة حدادا على أطفاله، أن العائلة اضطرت إلى النزوح من منزلهم بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي سكان مدينة غزة وشمالها بالإخلاء إلى الجنوب ابتداء من 13 أكتوبر الماضي. ويشير أبو سعدي (42 عاما) إلى أن كافة أفراد العائلة اتفقوا على التوجه إلى مدينة رفح عند أحد الأصدقاء وعندما وصلوا كان الوضع أهدأ من غزة ما جعلهم يعتقدون أنهم في أمان. لكنه يستذكر بألم ما حدث بعد 10 أيام من وصولهم إلى رفح عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية المنزل الذي تواجدوا فيه ما أدى لمقتل 4 من أطفاله على الفور وإصابة آخرين بجروح. ويقول بصوت متقطع حزين "مات محمد ويوسف ومحمود ومنة الله وجميعهم دون 14 عاما، فما الذنب الذي اقترفوه ليتم قتلهم بدم بارد؟". ويضيف الرجل الذي كان خارج المنزل لحظة الغارة أن الجيش الإسرائيلي لم ينذر السكان وجميعهم من المدنيين بالإخلاء وقصف المنزل بشكل مفاجئ دون سابق إنذار. ويشير بينما يقلب صور أطفاله عبر هاتفه المحمول إلى أن العائلة توجهت إلى المنطقة الآمنة في الجنوب التي حددها الجيش الإسرائيلي ليتم قصفهم هناك وهذا دليل على عدم وجود مكان أمن. وكان الجيش الإسرائيلي أمر بعد أقل من أسبوع من بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، سكان مدينة غزة وشمالها بالنزوح إلى وسط وجنوب القطاع بدعوى الحفاظ على حياتهم. والشابة سلمى النجار (29 عاما) من بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع لم يكن حالها أفضل حيث نزحت مع أفراد عائلتها من بيتها مرتين في غضون أيام. وتقول النجار بينما تحمل شنطة على كتفها فيها أمتعة لـ((شينخوا)) إن العائلة المكونة من 15 فردا بينها أطفال ونساء خرجت من البلدة بعد إنذارات إسرائيلية. وتضيف النجار وهي تبكي أن العائلة توجهت إلى منزل أقاربها وسط المدينة، وبعد نحو أسبوع تلقت إنذارا جديدا بالخروج من المنطقة كونها ساحة حرب. وتوضح الشابة العشرينية "هربنا من المنطقة على وجه السرعة وتوجهنا باتجاه مدينة رفح والجميع خرج يحمل أوراقه الثبوتية فقط مع الخوف". وتتابع أن سكان القطاع "لا يريدون مساعدات إنسانية وإنما وقف الحرب بشكل فوري"، داعية دول العالم للعمل من أجل ذلك حقنا لدماء السكان في القطاع. ووصل عشرات الآلاف من النازحين اليومين الماضيين إلى رفح يفترض أنهم قادمون من مناطق في جميع أنحاء خان يونس، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا). وقال أوتشا إن الملاجئ في مدينة رفح تجاوزت طاقتها الاستيعابية بكثير ما أجبر معظم النازحين الوافدين حديثا للاستقرار في الشوارع دون ملجأ. وأضاف أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وزعت مئات الخيام التي تم نصبها في موقعين منفصلين للنازحين في رفح إلى جانب مئات الملاجئ المؤقتة. وحسب التقديرات فإن قرابة 1.9 مليون شخص في غزة أو ما يقرب من 85 % من السكان أصبحوا نازحين داخلياً. وتم تسجيل قرابة 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع منهم حوالي مليون مسجلون في 99 ملجأ للأونروا في الجنوب. ووصل سرور عياد أخيرا برفقة عائلته قادما من مدينة غزة إلى مركز إيواء تابع للأونروا في دير البلح وسط القطاع. ودخل عياد (35 عاما) ومن كان معه عبر حاجز عسكري وضعه الجيش الإسرائيلي جنوب غزة حيث يفصل فيه المدينة وشمالها عن الوسط والجنوب. ويسير الشخص نحو 2 كيلو متر ليصل إلى الحاجز العسكري وبعد دخوله وهو يحمل سوى الأغراض الشخصية يعاود السير مرة أخرى لمسافة كبيرة قبل أن يستقل مركبة أو عربة يجرها حمار. ويقول عياد لـ((شينخوا)) إن حياة سكان غزة تسير في طريق مسدود ورائحة الموت تنبعث من كل مكان إلا أننا مصممون على العيش. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" خلفت مقتل أكثر من 16 ألف فلسطيني. وبدأت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.■

مشاركة :