(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: نزوح من مناطق الحدود بجنوب لبنان وجهود تبذل لإيوائهم

  • 10/17/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مرجعيون،جنوب لبنان 16 أكتوبر 2023 (شينخوا) مع ساعات الفجر الأولى جمع راعي الماشية الستيني شامل القادري من بلدة (حلتا) بجنوب لبنان قطيعه البالغ 250 رأسا من الماعز قاصدا سيرا على الأقدام بلدة (العقبة) في منطقة راشيا الوادي بشرق لبنان التي تبعد عن الخط الحدودي الفاصل بين لبنان واسرائيل حوالي 30 كيلومترا. الراعي القادري الذي بدا هائما على وجهه ومرتبكا أوضح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "لا حيلة لنا كرعاة نمضي ساعات النهار الطوال في الحقول سوى التخلي عن المراعي القريبة من الخط الحدودي بعدما باتت مسرحا لعمليات عسكرية والهروب إلى مناطق آمنة لحماية قطعاننا وهى مورد رزقنا الوحيد". وأشار إلى أن "95% من الرعاة في المنطقة الحدودية الذين يفوق عددهم 250 راعيا غادروا مع قطعانهم إلى مناطق أكثر آمانا، حيث يتوفر المأكل والمشرب بانتظارعودة الهدوء". وإلى ساحة فسيحة في بلدة حاصبيا بجنوب لبنان ، وصلت من 7 قرى في منطقة العرقوب الحدودية ، عشرات السيارات المدنية مع ركابها من أطفال ونساء خوفا من تفاقم الوضع بعد تعرض منطقتهم لقصف مدفعي كثيف أدى إلى مصرع زوجين مسنين وتدمير عشرات المنازل. وبعد استقباله للنازحين قال رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "وصل إلى بلدتنا حوالي 650 نازحا من مختلف قرى العرقوب الحدودية وعملنا على إيوائهم داخل جامع البلدة والقلعة الشهابية ". وأضاف"وضعنا خطة طارئة في البلدية لاستقبال أكبر عدد من النازحين، حيث تم تجهيز السرايا الشهابية في البلدة والقاعات العامة بكافة الاحتياجات الضرورية والملحة لتصل قدرتها الاستيعابية الى حدود 1500 نازح وطلبنا من العائلات القادرة على استضافة نازحين إبلاغ البلدية". وعند المدخل الشرقي لبلدة عيتا الشعب في القطاع الغربي من جنوب لبنان شوهد موكب ضم أكثر من 28 سيارة يغادرالبلدة على عجل باتجاه مناطق النبطية وصيدا هربا من القصف، وأشار عادل سرور الذي كان برفقة أفراد عائلته السبعة وأمتعة ضرورية في سيارته "نأمل أن لا تطول فترة نزوحنا. وأضاف "الخوف الشديد انتاب أولادي الذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و15 عاما واختلط صراخهم ودوي القذائف التي تساقطت من حولنا ، ونتجه الآن ناحية أقارب لنا في مدينة صور بانتظار ما يستجد من تطورات عسكرية". وكانت القرى الجنوبية الحدودية انطلاقا من الناقورة غربا وحتى شبعا شرقا قد عاشت منذ 7 أكتوبر الجاري حالة من القلق والتوتر جراء الأعمال العسكرية المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي والذي أدى حتى الأن إلى مقتل 9 أشخاص بينهم 6 مقاتلين من حزب الله وصحفي يعمل في وكالة "رويترز"، إضافة إلى أضرار بحوالي 200 وحدة سكنية مما خلق جوا مشحونا ينذر باحتمالات صعبة. وأشارت الأحصاءات الأولية التي أجرتها البلديات بالتنسيق مع محافظتي النبطية والجنوب إلى أن نسبة النازحين تفاوتت بين بلدة وأخرى لتتجاوز 90 % في محاور علما الشعب وعين ابل ورميش و70% في محور الناقورة و15% في قرى مرجعيون و10% في قرى العرقوب. في حين تعذر تحديد عدد النازحين بشكل دقيق فإن التقديرات الأولية أشارت إلى نزوح أكثر من 2000عائلة وأن ارتفاع العدد أو انخفاضه مرهون بالتطورات العسكرية . ودلت الإحصاءات بان عائلات جنوبية لبنانية ميسورة تجاوز عددها 800 عائلة استأجرت منازل في مناطق الشوف وعاليه بجبل لبنان وذلك كتدبير احترازي في حال تفاقمت الأوضاع العسكرية". وكانت حرب يوليو 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان قد استمرت 33 يوما وأدت إلى نزوح أكثر من 500 الف مواطن توزعوا على مختلف المناطق اللبنانية، فيما توجه بعضهم إلى سوريا حتى إعلان وقف إطلاق النار. وقال الرجل الخمسيني علي درويش من بلدة الضهيرة في غرب جنوب لبنان إن "النزوح ضروري لتجنب الأطفال والنساء خاصة الرعب الشديد علما بأن نسبة كببرة غير قادرة على تحمل مشاهد الدمار مما يلزم إبعاد العائلة عن دائرة الخطر". من جهته قال رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور إن "العدو الإسرائيلي وجه آلته العسكرية إلى المنازل الآمنة في عيتا الشعب مما دفع بمعظم العائلات إلى المغادرة والتي نأمل أن تكون مؤقتة". وأشار عادل درويش من بلدة الضهيرة إلى أن "البلدة كان لها النصيب الأكبر من القصف الاسرائيلي وقد هجرها أكثر من 400 عائلة أي حوالي 90% من السكان البالغ تعدادهم حوالي 4400 نسمة وقد عاد بعضمهم بعدما توقف القصف". وأوضح طلال الحلبي أحد مسؤولي إغاثة الكوارث في الصليب الأحمر اللبناني"أن الصليب الأحمر عمل على تامين جانب من الحاجيات الضرورية للنازحين في الجنوب ومنها البطانيات والفرش ومعدات النظافة والاحتياجات المطبخية وأنه بصدد تحضير مساعدات تموينية وغذائية عاجلة". وقال مسؤول وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور بجنوب لبنان مرتضى مهنا إن "أكثر من ألف نازح قصدوا صور ليتوزعوا على مركزي إيواء جرى اعتمادهما من قبل الوحدة،كما وزعنا نازحين على مدرستين". كما حرمت العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية طلاب هذه المناطق من التوجه إلى مدارسهم للأسبوع الثاني على التوالي وذلك بقرار صادر من وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس الحلبي وذلك حفاظا على سلامتهم. واشارت محافظة النبطية هويدا الترك إلى أنها "بحثت مع كافة الجهات العسكرية والمدنية في المحافظة خططا عملية لمواجهة حالات النزوح جراء تداعيات التصعيد المعادي وتأمين كل ما أمكن من أجل رعاية النازحين عبر خطة استباقية انبثقت عن وحدة تشارك فيها كافة الجهات المعنية الأمنية والطبية والإغاثية". وقالت "عملنا على ربط هذه الوحدة مع الهيئة العليا للإغاثة لنكون جميعا على جهوزية تامة ولدينا الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل الحفاظ على أمن سكان هذه المنطقة بعيدا عن أي تقصير بحق أي فرد". وكانت الأوضاع قد توترت على الحدود بين لبنان وإسرائيل بعد إطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر الجاري عملية "طوفان الأقصى"، حيث تشهد الحدود بين يوم وآخر عمليات تبادل القصف وإطلاق النار بين حزب الله وحركات فلسطينية والجيش الإسرائيلي.■

مشاركة :