متابعة - صفاء العبد: مرّة أخرى يؤكّد العنابي أنه على الطريق الصحيح، وأن ما يقدّمه في المرحلة الثانية من التصفيات المزدوجة لأمم آسيا "الإمارات 2019"، وكأس العالم "روسيا 2018" يُعدّ خير تمهيد للمرحلة الأصعب التي تنتظره وهي المرحلة الثالثة والحاسمة على طريق المونديال العالمي. فعلى الرغم من أنه كان قد ضمن ومنذ الجولة الماضية مقعداً في النهائيات القارية وكسب البطاقة الأولى المؤهلة عن مجموعته الثالثة إلى مرحلة الحسم في التصفيات المونديالية إلا أنه أبى إلا أن يواصل مسلسل نجاحاته فحقق فوزه السابع على التوالي دون أي تعثر سواء بالخسارة أو حتى التعادل .. أما الفوز السابع هذا فهو الذي كرّر فيه تفوقه على منتخب هونج كونج عندما هزمه إياباً أمس الأول بهدفين نظيفين هنا في الدوحة بعد أن كان قد هزمه أيضاً هناك على ملعبه بثلاثة أهداف لهدفين ذهاباً. وفي الحقيقة فإن ما قدّمه العنابي أمس الأوّل كان قد أفرز أكثر من حقيقة مهمة لعل أهمها هو هذا الذي يرتبط بالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها لاعبوه وإصرارهم على مواصلة نجاحاتهم وإدراكهم أيضاً مدى أهمية ذلك حتى بعد أن كانوا قد ضمنوا التأهل المبكر عن مجموعتهم.. أما الأهمية هذه فتتأتى من خلال انعكاس مسلسل النجاحات هذه على التصنيف الدولي الذي سيكون مهماً جداً على صعيد القرعة الخاصة بالمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم. أما الحقيقة الثانية فهي التي تتعلق بهذا التصاعد الواضح في إمكانات لاعبينا، خصوصاً على مستوى الانسجام ودقة الالتزام بالواجبات التي يحددها الجهاز الفني وهذا أمر في غاية الأهمية ويرتبط مباشرة بتطلعاتنا جميعاً في أن نشهد العنابي بأفضل صورة عندما يحين موعد الجد عبر المرحلة الثالثة هذه من التصفيات. كما أنّ هناك حقيقة أخرى مهمة جداً أيضاً، وهي التي تتعلق بالإضافات التي شهدتها تشكيلة العنابي من خلال مباراة أمس الأول تحديداً إذ شهدنا تاباتا وهو يخوض أول مباراة رسمية مع العنابي فكان حضوره بالغ الأهمية رغم أننا نتوقع منه ماهو أفضل وأكبر على مستوى العطاء وفقاً لحقيقة مستواه وما يتمتع به من إمكانات ومهارات متميزة.. ولعل القول نفسه ينسحب نحو عودة سبستيان إلى صفوف العنابي بعد ابتعاده عنه في الآونة الأخيرة .. وكان واضحاً أن سبستيان شديد الحرص على تأكيد أهمية تواجده في صفوف العنابي من خلال ما يقدمه من جهد وما يضيفه من إمكانات بالغة الأهمية في الجانب الهجومي وهو ما يجعلنا أكثر اطمئناناً لما يمكن أن يقدمه العنابي في المرحلة الأصعب تلك عندما يكون في مواجهة النخبة الآسيوية الممثلة بأفضل (12) منتخباً في القارة. وأيضاً فإن مباراة أمس الأول كانت قد عكست صورة طيبة أيضاً عن حسن توظيف إمكانات لاعبينا حتى مع التغيير في بعض المراكز، وذلك أمر مهم جداً، حيث إن أداء اللاعب لواجباته في أكثر من مركز وفقاً لحاجة المنتخب يصبّ بالتأكيد في صالح المنتخب ويزيد من خيارات الجهاز الفني ويجعله أكثر اطمئناناً واستعداداً لما يمكن أن يحدث مفاجآت أو مواقف غير محسوبة خلال تلك المباريات المهمة جداً في المرحلة التالية هذه. وربما كان من بين الحقائق الأخرى المهمة التي أفرزتها مباراة أمس الأول هو حسن التعامل مع أي متغيرات يمكن أن تحدث خلال المباراة، حيث شهدنا العنابي وهو يجيد التعامل مع التكدس الدفاعي للفريق الخصم وهو ما حدث في الشوط الأول تحديداً، حيث نجح لاعبونا في جعل دفاعات هونج كونج تعاني كثيراً رغم الكثافة العددية التي لجأت إليها من خلال الواجبات الدفاعية للاعبي الوسط وتراجعهم وانضمامهم إلى الخلف ولكن دون أن يمكنهم ذلك من مجاراة التحركات الهجومية للاعبينا سواء في عمق الملعب من خلال توغلات علي أسد، وكريم بوضياف أو من خلال الجانبين، حيث تميزت تحركات العنابي بأعلى درجات الخطورة، لا سيما في الجانب الأيسر الذي نشط فيه أحمد ياسر ومن أمامه عبدالكريم حسن الذي أثبت من جديد جدارته الكبيرة وقدرته على لعب دور كبير الأهمية في الشق الهجومي. ومثلما كان العنابي موفقاً في الجانب الهجومي بحيث توج ذلك بهدفين وكان بإمكانه أن يزيد من غلته التهديفية لولا بعض التسرع ولولا القائم الذي حرمه من فرصة محققة أخرى للتسجيل، كذلك كان في دفاعاته التي لعب فيها بأسلوبين مختلفين، حيث بدأ المباراة بثلاثة مدافعين مع ظهيرين وكان موفقاً جداً في التطبيق السليم، ثم غير ذلك مع منتصف الشوط الثاني ليلعب بأسلوبه المعتاد وهو الاعتماد على أربعة لاعبين في خط الظهر، بعد التغييرات التي لجأ إليها المدرب كارينيو عندما زج بأحمد عبدالمقصود وإسماعيل محمد بدلاً من محمد كسولا وعلي أسد، وكان ناجحاً في ذلك أيضاً وهو ما أبقى شباك العنابي نظيفة حتى بعد التصاعد الهجومي لمنتخب هونج كونج في الشوط الثاني عقب لجوء المدرب إلى الزجّ برأسي حربة من أصول إفريقية وهما الاكساندر وجود فريد كاريكاري الذي يُعدّ من أخطر لاعبي الفريق. ومع كل هذه الملاحظات الإيجابية التي جعلت العنابي يتحرك بأفضل صورة في خطوطه الثلاثة لا بد لنا من التأكيد من جديد على أن القادم سيحتاج إلى جهد أكبر سواء من قبل اللاعبين أو من جانب الجهاز الفني.. فحتى مباراتنا مع الصين الثلاثاء المقبل هناك في الصين ستكون أصعب من سابقاتها بالتأكيد، خصوصاً إذا ما أدركنا أهمية الفوز فيها سواء للعنابي الباحث عن أفضل تصنيف لشهر أبريل أو بالنسبة إلى المنتخب الصيني الذي يبقى متشبثاً بأمل التأهل بإحدى البطاقات الأربع المخصصة لأفضل أربعة منتخبات تشغل المركز الثاني في مجموعاتها، لا سيما بعد أن كان هذا الأخير قد قفز أمس الأول إلى المركز الثاني عقب فوزه الرباعي على المالديف ليصبح متقدماً على هونج كونج بفارق الأهداف وبرصيد (14) نقطة، يسعى إلى جعله (17) نقطة، إذا ما تمكن من الفوز في مباراة الثلاثاء المقبل التي ستقام على أرضه وبين جمهوره.. وفي كل الأحوال نقول إن العنابي سيكون بحاجة إلى التمسك بهذا التصاعد في خطه البياني من خلال مباراة الثلاثاء المقبل هذه، حيث إن ذلك سيجعلنا أكثر اطمئناناً لإمكانية أن يكون بالمستوى المطلوب عندما يحين موعد مباريات المرحلة الثالثة الأصعب والأقوى بالتأكيد.
مشاركة :