الآن، وبعد أن قطع العنابي نصف المشوار بنجاح عقب إنهائه رحلة الذهاب بالدرجة الكاملة وبأربعة انتصارات متتالية في مجموعته الثالثة، سيكون عليه التركيز كثيرًا على القادم من مبارياته خصوصًا وقد بات واضحًا أن باستطاعته حسم أمر التأهل إلى مرحلة الحسم المونديالية بالبطاقة الأولى لمجموعته قبل انتهاء هذه المرحلة وتحديدًا قبل مواجهة الصين هناك على ملعبه في التاسع والعشرين من مارس المقبل. ومن هنا تحديدًا نقول إن الفوز في مبارياتنا الثلاث المقبلة أمام المالديف بعد غد الثلاثاء هنا في الدوحة، ثم أمام بوتان في بوتان في السابع عشر من الشهر المقبل، وأمام هونج كونج هنا في الدوحة أيضًا في الرابع والعشرين من مارس المقبل، ستضع حدًا نهائيًا للمنافسة على بطاقة التأهل الأولى لتقود العنابي إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات بين أفضل (12) منتخبًا في القارة مثلما تضمن له التواجد بشكل نهائي في نهائيات أمم آسيا المقررة في الإمارات عام 2019 بغض النظر عما ستنتهي إليه مباراته الأخيرة أمام الصين في الصين. وليس من شك في أن كل المؤشرات تؤكد أرجحية العنابي في مبارياته الثلاث هذه بدءًا من مباراة المالديف بعد غد، حيث إن الفارق الفني واضح جدًا بينه وبين هذا المنتخب الذي يشغل المركز (178) في التصنيف العالمي.. غير أن ذلك لا يعني أن الفوز سيكون سهلاً جدًا لأننا إنما نتحدث أيضًا عن منتخب يسعى لتأكيد حضوره ويحاول الإعلان عن نفسه بطريقة أو بأخرى ويمكن أن يلجأ إلى كل السبل الممكنة من أجل إحراج العنابي مثلما فعل في مباراة الذهاب هناك على ملعبه عندما صمد أمام العنابي طوال الدقائق التسعين وحتى في الدقائق التسع بدل الضائعة قبل أن يتمكن العنابي من حسم الأمر بالهدف الوحيد والمتأخر الذي منحنا النقاط الثلاث في الرمق الأخير منها. وقد يكون مهمًا هنا الإشارة إلى أن الفوارق الفنية قد لا تكفي وحدها لترجيح كفة فريق على آخر، فهناك العديد من العوامل التي يجب الانتباه إليها وعدم التهاون فيها لبلوغ المطلوب.. وربما يكون من بين تلك العوامل ما يتعلق بالجانب الذهني وبطريقة الإعداد فكريًا لمثل هذه المباراة إذ لا بد أن يتعامل لاعبونا مع المباراة بأعصاب هادئة وبدون تسرّع وأن يدركوا مسبقًا أن خصمهم سيعمد إلى التركيز على الشق الدفاعي ومحاولة تعطيل أو الحدّ من الخطورة الهجومية التي يمكن أن تهدّد مرماه مع السعي أيضًا إلى محاولة نرفزة لاعبينا بالشكل الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على قدراتهم المهارية. وليس من شك طبعًا في أن الجهاز الفني للعنابي بقيادة الأورجواني كارينيو لا بد أن يكون قد فطن لكل هذه الملاحظات ولا بد أن يكون قد وضع الحلول المناسبة لمواجهتها وبالتالي العمل على تجاوز ما حصل من أخطاء خلال مباراة الذهاب وصولاً إلى فوز مريح سيكون في متناول اليد فعلاً وفقًا لكل الاعتبارات والمفاهيم والقراءات الفنية. كما أن علينا هنا أن ننتبه أيضًا إلى أن المنتخب المالديفي ربما بات اليوم أكثر ثقة بقدراته بعد أن نجح في حبس أنفاس العنابي طوال الدقائق التسعين في مباراة الذهاب وأيضًا بعد أن كان قد حقق أول فوز له في مباراته السابقة التي تغلب فيها على بوتان (4 - 3) وهذا ما سيدفعه إلى أن يكون أكثر عنادًا هذه المرّة وفقًا للتوقعات المسبقة رغم الإقرار المسبق بالفوارق الفنية بينه وبين العنابي. ومن هنا نجد أن على لاعبينا أن يتعاملوا مع هذه المباراة بذات الطريقة التي تعاملوا فيها مع منتخب الصين لا سيما في شوطها الأول الذي كان قد شهد هيمنة وسيطرة عنابية واضحة تتفق مع طموحاتهم وإصرارهم على مواصلة مشوار التصفيات بكل قوة.. وأن يأخذوا بنظر الاعتبار حقيقة أن كرة القدم لا تقبل التكهنات المسبقة وترفض التعامل مع الثوابت ويمكن أن تحفل بمفاجآت غير متوقعة مثلما عودتنا العديد من التجارب السابقة وهذا ما يجب أن نحذر منه.. وما نقوله هنا عن المالديف ينسحب بالتأكيد نحو مباراة بوتان اللاحقة رغم أن هذا الأخير يشغل المركز (159) في التصنيف العالمي.. ومع ذلك فإننا نتحدث عن مسيرة العنابي بثقة كبيرة بعد نجاحه في إنهاء رحلة الذهاب بالدرجة الكاملة حيث سيكون بإمكانه أن يتواصل مع هذا التصاعد في مستواه وخصوصًا إذا ما نجح في تجاوز بعض الملاحظات التي سبق أن أشرنا إليها سواء على مستوى اللاعبين أو على مستوى الجهاز الفني وصولاً إلى المستوى الأفضل الذي يجعله قادرًا ليس فقط على تجاوز هذه المرحلة من التصفيات المزدوجة وإنما أيضًا على ولوج مرحلة الحسم بالقوة المطلوبة التي تتفق مع ارتقاء حجم طموحاتنا سقفًا أعلى يتمثل باقتناص فرصة التأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم بإذن الله. أما على مستوى الواقع التنافسي في مجموعتنا فقد أصبح واضحًا أن فرصة العنابي باتت في يده وليس في يد غير على العكس من منتخب الصين، المنافس الأقوى في المجموعة، حيث إن فرصته في التنافس على البطاقة الأولى لم تعد في يده وإنما سيكون بحاجة إلى مساعدة خارجية تتمثل بتعثر العنابي لا سمح الله لكي يُبقي على فرصته حتى الجولة الأخيرة التي ستجمعه معه هناك على ملعبه في التاسع والعشرين من مارس المقبل. ولعلّ القول نفسه ينسحب أيضًا نحو منتخب هونج كونج الذي ينتظر تعثر العنابي هو الآخر لكي يلحق بفرصة المنافسة التي تكاد تفلت منه على صعيد البطاقة الأولى لكنه قد يمتلك فرصة جيّدة على صعيد البطاقة الثانية التي تضمن له التأهل للنهائيات الآسيوية وتدخله في المفاضلة مع أفضل المنتخبات التي تشغل المركز الثاني في المنافسة على البطاقات الأربع المؤهلة إلى مرحلة الحسم على صعيد التصفيات المونديالية. أملنا كبير بالعنابي وبإمكانات لاعبيه لمواصلة مشوار النجاح في هذه التصفيات وبالتالي بلوغ الهدف المنشود خلال هذه المرحلة من التصفيات لا سيما أنه كان قد أثبت حتى الآن أنه أحد أفضل المنتخبات المشاركة في هذه التصفيات من حيث الاستقرار والتصاعد في مستواه الفني وهو ما نتمنى أن يترجم إلى نتائج تحقق طموحات جمهوره ومحبيه في كل مكان.
مشاركة :