ابوظبي - سيف اليزيد - مصطفى عبد العظيم (دبي)أكدت شركة بوينج الأميركية أن دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في تعزيز وتسريع الجهود الدولية الجماعية لتقليل البصمة الكربونية في قطاع الطيران المتسبب بنحو 2.5% من الانبعاثات على مستوى العالم، لافتة إلى الاستجابة القوية لقطاع الطيران في الإمارات لدعم تلك الجهود.وقال كريستوفر رايموند الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة بوينج، أن الإمارات كانت من أوائل دول المنطقة التي أظهرت التزاماً راسخاً - عبر سنوات طويلة - بالتعامل مع تحديات التغيير المناخي، خاصة في قطاع الطيران الذي أظهر استجابة قوية في دعم هذه الجهود من خلال انخراط كل من «الاتحاد للطيران» و «طيران الإمارات»، في تجارب مهمة لاستخدام وقود الطيران المستدام (ساف)، وصلت إلى مراحل متقدمة، وكان أحدثها تنفيذ «طيران الإمارات» رحلة تجريبية بطائرة بوينج 300-777 «ER» باستخدام وقود طيران مستدام بنسبة 100% في أحد محركيها، فضلاً عن اقتناء الناقلات الإماراتية، ومنها فلاي دبي أحدث طرازات الطائرات التي تتسم بالكفاءة العالية في خفض استهلاك الوقود.وأشاد رايموند ، بجهود دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28، مشيراً إلى أن الإمارات تعد من الداعمين لقطاع الطيران، لإدراكها الفوائد التي يوفرها القطاع، وتكامله مع المجتمع الحديث، مشيراً إلى أن الطيران أسهم في ربط هذه المنطقة ببقية العالم، مشيداً بمبادرة دولة الإمارات لتطوير سوق الطيران واحتضانها بعض أفضل المطارات في العالم لنقل المسافرين والبضائع. وقال رايموند على هامش « COP28» إن استضافة دولة الإمارات ورئاستها للنسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف، يعد أمراً مثيراً للاهتمام، فبالرغم من اعتمادها على الطاقة فهي دولة محورية في قطاع الطيران في المنطقة والعالم، وتركز بشكل كبير على تبني الاستدامة، حيث تأتي الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي في المقدمة في هذا المجال. زخم كوب 28وأوضح، أن «بوينج» تسعى إلى الاستفادة من الزخم الذي يشهده مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) ومواصلة تركيزها للمساعدة في توسيع انتشار استخدام وقود الطيران المستدام عالمياً من خلال التعاون بين أطراف الصناعة ودعم السياسات، حيث تواصل «بوينج» العمل مع الشركات الاستشارية والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الربحية لإجراء دراسات في أكثر من اثنتي عشرة دولة لتحديد المسارات القابلة للتطبيق لإنتاج وقود الطيران المستدام المنتجة محلياً، باستخدام المواد الخام المحلية، فضلاً عن الاستثمار في المنتجات المتوافقة، حيث تعمل «بوينج» على تعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها لاستكمال الاختبارات اللازمة لضمان توافق طائرات بوينج التجارية مع وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030. ضرائب على الانبعاثاتواستبعد رايموند ضرورة فرض ضرائب على الطيران أو على انبعاثاته من أجل المساهمة القطاع مكافحة التغير المناخي، وأكد في الوقت ذاته أنه في حال فرضت هذه الضرائب، فمن الأفضل أن تبقى ضمن القطاع، بحيث يمكن استخدام هذه الأموال في عملية خفض الكربون للقطاع، وذلك مثل زيادة استخدام وقود الطيران المستدام «SAF» في الدول أو المناطق. جيل أكثر كفاءةوأكد ريموند، أن الطائرات من الجيل الجديد والحديث، حققت تحسناً في كفاءة استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% مقارنة بما حلت محله في الجيل الأقدم، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الطائرات بدأ في الدخول إلى الخدمة بعد ضرب فيروس “كورونا” الذي أثر على الخطط، لكنه تم الاستئناف بعدها.وأشار إلى أنه ينبغي أن يُنسب لشركات الطيران الفضل في الطلبيات التي تسجلها من طائرات الجيل الأحدث، موضحاً أن شركات الطيران أصبحت لا تتحدث عن كفاءة استهلاك الوقود بقدر ما تتحدث عن تقليل انبعاثات الكربون، موضحاً أن تجديد شركات الطيران لأساطيلهم يأتي لتقليل انبعاثات الكربون. خطوات جادةولفت ريموند إلى أن قطاع الطيران يتخذ بالفعل خطوات نحو خفض الكربون، من خلال تجديد الأسطول، وتعزيز الكفاءة التشغيلية المناسبة، وتشغيل الرحلات بوقود الطيران المستدام، واعتماد التقنيات المتقدمة المناسبة الأخرى، وكل هذا من شأنه أن يقود الطيران إلى هدف خفض الانبعاثات.وقال إن صناعة الطيران وافقت أيضاً من خلال منظمة للطيران المدني الدولي، لما يمكن عمله، لتعويض الفارق، حيث يوجد بالفعل إطار لتعويض الكربون وإزالته، وأوضح أن صناعة الطيران بحجمها الضخم، يمكن أن تمتلك الوسائل اللازمة للموافقة على شيء من هذا القبيل، وذلك عبر موافقة الحكومات وشركات الطيران على إطار العمل، وعلى الأقل لدينا آلية لمحاولة تعويض.وقال ريموند: «نعمل على تعزيز عملنا التعاوني في جميع أنحاء العالم سعياً الى ترسيخ استخدام وقود الطيران المستدام، الذي يتمتع بإمكانات هائلة لتقليل انبعاثات الطيران، وسنستمر بتركيز استثماراتنا على الابتكار والتعاون، مما يفتح المجال أمام وقود الطيران المستدام ويعزز إنتاجه في مختلف أنحاء العالم»واستبعد رايموند ضرورة فرض ضرائب على الطيران أو على انبعاثاته من أجل المساهمة القطاع مكافحة التغير المناخي، وأكد في الوقت ذاته أنه في حال فرضت هذه الضرائب، فمن الأفضل أن تبقى ضمن القطاع، بحيث يمكن استخدام هذه الأموال في عملية خفض الكربون للقطاع، وذلك مثل زيادة استخدام وقود الطيران المستدام «SAF» في الدول أو المناطق. ناقلات الإماراتمن جهته، قال برايان موران، نائب رئيس قسم سياسات الاستدامة العالمية والشراكات لدى شركة بوينج إن الشركة تعمل مع الناقلات الإماراتية في مجال الاستدامة، قمنا مع طيران الإمارات في يناير بإجراء أول تجربة باستخدام وقود الطيران المستدام في الشرق الأوسط، كما تعاونت بوينج مع «الاتحاد للطيران» في برنامج ecoDemonstrator لاختبار التقنيات المبتكرة والكفاءة التشغيلية في عالم الطيران، واتجهت «فلاي دبي» التي تشغل أسطولاً حديثاً من طائرات بوينج 737، نحو تجديد الأسطول وتوقيع طلبية جديدة من طائرات دريملاينر. شراكة مع مصدروأضاف أنه في الآونة الأخيرة، قامت بوينج بتوقع اتفاقية مع «مصدر»، لتعزيز ودعم تطوير واعتماد سياسات وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات وخارجها، والنظر في توسيع نطاق وقود الطيران المستدام ، والنظر في السياسة المطلوبة في جميع أنحاء العالم لأن لدينا فريقاً في جميع أنحاء العالم يبحث في السياسات والشراكات التي سوف تزيد من وقود الطيران المستدام. مؤكداً أن «مصدر»تعد شريكاً مثالياً لشركة بوينج في هذا المجال.وتعمل «مصدر» و«بوينج» معاً على تعزيز ودعم تطوير واعتماد سياسات خاصة بوقود الطيران المستدام في دولة الإمارات وخارجها، كما ستقوم الشركتان باستكشاف سبل تطوير المبادئ المحاسبية الخاصة بقطاع وقود الطيران المستدام، والتي تمكن هذا القطاع من التغلب على العوائق الجغرافية عند توسعه.ويتم إنتاج وقود الطائرات المستدام من مصادر مستدامة مثل الهيدروجين الأخضر، ويمكن أن يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية على مدار دورة حياة الوقود بنسبة تصل إلى 85% مقارنة بالطائرات التي تعمل بمصادر الوقود البترولية.ويشهد وقود الطائرات المستدام حالياً قبولاً واسعاً كبديل مباشر لـخمسين بالمائة من الوقود التقليدي المستخدم في الطائرات الحالية، كما أنه يعتبر الوقود الأكثر قدرة على الحد من الانبعاثات الكربونية خلال الثلاثين عاماً القادمة في جميع مجالات الطيران. تحالف إير كارفتوأشار موران إلى أنه وخلال مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي الثالث بشأن وقود الطيران والوقود البديل الذي أقيم في دبي، دعمت «بوينج» -مع أكثر من 100 دولة- التوصل إلى إعلان دبي بشأن وقود الطيران المستدام والاتفاق على تخفيض انبعاثات وقود الطيران في عام 2030 بنسبة 5%، وانضمت الشركة لمنتجي الطاقة وقادة قطاع الطيران في دولة الإمارات معاً لتشكيل اتحاد Air-CRAFT لتسريع البحث وتوسيع نطاق وإنتاج وقود الطيران المستدام والمتقدم في الدولة وخارجها، وقد جمع هذا «أدنوك» و«اينوك» و«مصدر» و«طيران الإمارات» و«الاتحاد» و«هانيويل» و«جامعة خليفة» وغيرها.وأكد أن دولة الإمارات على وجه الخصوص تراعي أهمية وقود الطيران المستدام، وتسمح لشركة بوينج بتحفيز وعقد اجتماعات الصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومة للتفكير في نطاق SAF والبحث عنه. تسريع الجهودوأكدت شركة «بوينج» تسريع جهودها لتعزيز وتوسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام، والذي يعد أهم أدوات خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران حاليًّا ومستقبلًا. وينصب تركيز الشركة على تحفيز التعاون والبحث والتطوير وتعزيز الاستثمارات في وقود الطيران المستدام، مما يمكن أن يحد من ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 85%.وتتمثل التحديات الرئيسة الحالية أمام توسيع استخدام وقود الطيران المستدام في محدودية العرض والتكلفة الباهظة، ويمثل الاستخدام الحالي لوقود الطيران المستدام نحو 0.1% فقط من الطلب العالمي الحالي. دراسات علميةقال نائب رئيس قسم سياسات الاستدامة العالمية والشراكات لدى بوينج، إن وقود الطيران المستدام بات مقبولاً على نطاق واسع حالياً كبديل للوقود التقليدي الذي تستخدمه الطائرات الحالية، ويوفر أكبر إمكانية لتقليل انبعاثات الكربون على مدى 20 إلى 30 عاماً المقبلة في جميع قطاعات الطيران.وأضاف أن الدراسات العلمية تُظهر أنه عند إنتاجه بشكل مستدام، فإن وقود الطيران المستدام يستطيع تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 80%، مقارنة بوقود البترول على مدار دورة حياته، ولديه القدرة على الوصول إلى نسبة 100% في المستقبل.
مشاركة :