الازدحام المروري.. تعديل أوقات الدوام المدرسي آخر الحلول!

  • 3/26/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تعاني معظم المدن الكبرى في المملكة من مشكلة الازدحامات المرورية هذه المشكلة التي باتت تشكل ازمة تؤرق المواطن وتثقل عليه تنقلاته لقضاء حاجياته والتزاماته العملية والاجتماعية والخاصة، فبعد أن كانت هذه الازمة في اوقات الذروة اصبحت الان خصوصا في مدن الرياض وجده ممتدة من ساعات الصباح الاولى وإلى آخر ساعات الليل اذ اصبح اليوم كله وقت ذروة يتوجب على المواطن ان يتعايش فيه مع هذه المشكلة المزعجة والتي تزداد سوءا وتعقيدا خلال تنقلات الطلاب لمدارسهم صباحا وبعد الظهر حيث تتحول بعض الطرق الى مواقف مختنقة بأرتال السيارات. هذه الازمة تحتاج إلى جهود جبارة للتغلب عليها وتنويع وسائل النقل وكذلك وضع حلول غير تقليدية لحل أو التخفيف من تلك الازدحامات، ولا شك أن الدولة تسعى بكل ما لديها من إمكانيات وأدوات لعلاج تلك المشكلة من خلال العديد من الخطوات التي تستهدف القضاء عليها بشكل نهائي ومن ذلك ما أقره مجلس الوزراء في جلسته الماضية من ترتيبات حول تشكيل لجنة تتولى التنسيق بين الجهات ذات العلاقة بالنقل التعليمي ومراجعة أوقات الدوام المدرسي للطلاب والطالبات لتقليل الازدحامات المرورية، وقبل هذا القرار إقرار مشروع النقل العام "القطار والحافلات" ليدعم هذه الخطط ويخفف من الازمة. والمطلوب امام هذه الازمة تضافر الجهود بين جميع الجهات المسؤولة ضمن اللجنة المشكلة ومن خارجها كل في موقعه للمساهمة في تقديم الحلول المناسبة والتوعية المستمرة وتعزيز الوعي الدائم وإجراء مزيد من الدراسات المتعمقة من واقع الميدان التربوي والتعليمي التي تشكل الجوانب التعليمية والتنظيمية والإدارية والفنية والمالية عن مواعيد بداية اليوم الدراسي .. المطلوب شمولية في الحلول وتكامل في التشريعات وصولاً لمنظومة فاعلة للنقل التعليمي صعوبات كبيرة بداية قالت إحدى المشرفات التربويات في التعليم : إن الدوام المرهق يُحمل كلاً من الطلاب والطالبات مزيداً من الأعباء ولا يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية لأنه يتحول إلى عامل تنفير من البيئة التعليمية ويُؤثر سلبياً على التحصيل الدراسي بشكل عام، فمن المعروف والثابت علمياً أن قدرة الطالب أو الطالبة الأسوياء على التركيز لا تتجاوز نصف ساعة كحد أقصى، وهذا يعني تقليل زمن تلقي الدروس أثناء الحصص الدراسية خلال اليوم الدراسي ، مؤكدة أن أية خطة تعليمية قابلة للتغيير حسب المستجدات التي يفرضها الواقع الميداني. وأضافت أن طول مدة الدوام لا يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية، وإن تقليل الدوام المدرسي سيقلل من الازدحامات المرورية الموجودة كما أن خمس ساعات يومياً مدة كافية لدراسة الطلاب والطالبات على حد سواء للمقررات، مشيرة إلى إمكانية تقسيمها إلى ست حصص تتخللها عشرون دقيقة كفسحة يومية على أن يخرج الطالب أو الطالبة بعد ذلك في الساعة الواحدة ظهراً كما ان هناك قضية يلاحظها أي معلم أو معلمة في الميدان التربوي وهي أن الطلاب والطالبات بعد الساعة الواحدة ظهراً يعانون من صعوبة كبيرة في الاستمرار في استيعاب الدروس ويصلون إلى بيوتهم عادة في وقت متأخر ثم يعانون من كسل وإرهاق مستمر يمتد لآخر اليوم لأن بنية المدارس غير مهيأة للدوام بعد الساعة الواحدة ظهراً كحد أقصى. وأضافت أن بدء اليوم الدراسي في الساعة السادسة والنصف خصوصاً في فصل الشتاء أمر غير مناسب على الإطلاق خاصة، مقترحه بداية اليوم الدراسي عند الساعة الثامنة صباحاً وانتهاؤه عند الساعة الواحدة ظهراً أمر مناسب ليحصل كل من الطالب والطالبة على فرصة لتناول وجبة الإفطار مع والديهم في بيوتهم بدلاً من أن يخرجوا مستعجلين دون أن يجدوا أية فرصة مناسبة للتواجد مع أهاليهم في الصباح الباكر كما أن المدارس غير مجهزة بمقاصف مناسبة لتغذية الطلاب أو الطالبات تغذية سليمة على حد سواء . تقليل زمن الحصص من جانبه يؤكد حمد الدعيلج – تربوي – على أن التعليم في الماضي يعتمد على التلقين كطريقة وعلى المعلم والكتاب كمصدر للمعلومة، ولذلك كان إقرار زمن الحصة على هذا الأساس، ولكن مع تنوع وسائل المعرفة ومع تقدم العلم ومع التطور التقني الذي نعيشه أصبح المعلم والكتاب ليسا الوسيلتين الوحيدتين للمعلومة، فبضغطة زر يستطيع الطالب أن يكتسب ما يحب من المعارف والمعلومات صوتاً وصورة، ولذا نجد أن المعلم يستطيع تقديم مادته العلمية في زمن أقل من الزمن المقرر للحصة وبعدها تجده يبحث عما يستهلك به وقت طلابه، وهذا الوقت ضرره الكبير على الطلاب في اكتسابهم لبعض الألفاظ والعادات غير المحببة من بعضهم البعض بسبب عدم وجود مادة علمية يشتغلون بها بسبب زيادة الوقت المقرر للحصة عن الزمن الذي قدم فيه المعلم مادته العلمية، ولذلك فلابد من مراجعة الزمن المقرر للحصص وتقليله للقضاء على الفراغ الذي قد يُعاني منه الطالب والمعلم ويتسبب في إطالة اليوم الدراسي تطويلاً لا داعي له. وأضاف أن فوائد تقليل زمن الحصة قد تتضح في المدن المزدحمة كالرياض وجدة ومكة ويتماشى ذلك مع توصيات مجلس الوزراء الموقر بمراجعة أوقات الدوام للتعليم العام والعالي وللمساعدة في معالجة مشكلة الازدحام المروري الذي نراه جلياً في تلك المدن . بداية الحصة الاولى الساعه الثامنة بدوره أكد فيصل عسيري – مستشار تعليمي في وزارة التعليم – أن تعديل وتأخير أوقات الدوام بالنسبة لطلاب التعليم العام أصبح ضرورة ملحة خاصة في المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام وذلك لعدة أسباب أولها ازدحام الطرقات الذي يزيد عاماً بعد عام والذي يتسبب في وصول الطالب إلى مدرسته متأخراً وقد يتعرض إلى حوادث الطرق بسبب السرعة والرغبة في الوصول في وقت أسرع يُضاف إلى ذلك أن استيقاظ الطالب في المرحلة الابتدائية والمراحل التالية حتى المرحلة الثانوية عند الخامسة فجراً قد يحرم الطالب من الاكتفاء من ساعات النوم اللازمة وهذا يسبب انخفاضاً في سلامته الصحية، لذا أرى أن تكون بداية حضور الطلاب للمدارس في مراحل التعليم العام جميعها عند الساعة الثامنة إلا ربعا وتبدأ الحصة الأولى عند الساعة الثامنة تماماً إلى الساعة الواحدة أو الثانية عشرة والنصف حيث إن الوقت الذي سيقضيه الطالب خلال هذه الساعات يُعتبر كافياً لممارسة عملية التعلم . تقليل الاعتماد على السائقين وذكر أن من الفوائد التي تعود على الأسرة من خلال تعديل حضور الطلاب في هذا الوقت استيقاظ الطالب في وقت متسع وتجهيزه للذهاب إلى المدرسة ، وكذلك تناول طعام الإفطار في المنزل مع أسرته لأن الواقع الحالي لا يسمح للطالب بتناول وجبة الإفطار حيث إن الحضور يجب أن يكون عند الساعة السادسة والنصف فمتى يمكن للأسرة أن تُعد الإفطار؟ علماً بأن هذه الوجبة هي الوجبة الأهم خلال اليوم ، وأيضاً تلافي حوادث الطرق الصباحية التي تنشأ بسبب السرعة ورغبة الطالب والمعلم والمعلمة في الوصول إلى المدرسة في وقت مبكر ، وكذلك إمكانية إيصال الموظف لأبنائه في الصباح وإمكانية أخذهم من مدارسهم عند الظهر دون أعباء مالية لعمليات النقل المدرسي الخاص ، وأيضاً وصول المعلمين والمعلمات في المناطق البعيدة عن المدن الرئيسية في وقت مبكر وعدم تكرار حوادث المعلمات التي نلاحظها بشكل متكرر والتي تعود إلى رغبة المعلمة في الوصول بشكل سريع ، وكذلك تقليل الاعتماد على السائقين في إيصال الأبناء للمدارس حيث سيصبح خروج الأب لعمله مناسباً لإيصال أبنائه لمدارسهم وهذا يحقق مصالح كثيرة للأسرة مادياً ومعنوياً وأمنياً وأخلاقياً. نسبة التحصيل الدراسي وأضاف العسيري: أتوقع أن تزداد نسبة التحصيل الدراسي فيما لو تم تأخير الدوام المدرسي إلى الساعة الثامنة حيث سيصبح الطالب والمعلم ورب الأسرة في وضع نفسي ومادي أفضل . وذكر بأنه قد حدثت له تجربة شخصية مع طفله في الصف الثاني الابتدائي حيث يحضر يومياً نقل خاص لتوصيله للمدرسة عند الساعة السادسة إلا ربعاً في الصباح الباكر وفوجئ في أحد الأيام باتصال من وكيل المدرسة يفيده بأن ابنه قد نام في "الباص " ونسيه السائق داخل الحافلة ولكنه صحا في الوقت الملائم وتمت إعادته للمدرسة وتبين له من خلال السؤال بأنه لم ينل نصيبه الكافي من النوم ونام في داخل الحافلة ولم ينزل مع زملائه عند باب المدرسة إلا متأخراً وهذا قد يحصل يومياً مع كثير من الطلاب والطالبات . معالجة الازدحام المروري في المدن ب«الإدارة الموحدة» ذكر سعود الدلبحي - مهندس استشاري ومحكم وخبير هندسي – أن من الحلول غير التقليدية لمعالجة الازدحام المروري تقليل المداخل والمخارج على الطرق لتحقيق القدرة القصوى للحركة المرورية، وزيادة السرعة ببعض الشوارع، وكذلك منع استخدام الطرق كمواقف حيث يُلاحظ أن التعدي على الطرق من أجل استخدامها كمواقف أصبح ظاهرة، وكذلك تحويل بعض الشوارع إلى اتجاه واحد، واستخدام الطريق بمسارات مختلفة الاتجاه بحيث تزيد المسارات في الاتجاه الواحد حسب الخاصية بحيث في الصباح تكون خمسة مسارات في اتجاه وبعد الظهر على العكس وذلك بعد إزالة الجزر الوسطية، وتخصيص شوارع للنقل العام فقط بحيث لا يُسمح بمرور السيارات، وكذلك عدم السماح للمقاولين بإغلاق الشوارع أو أخذ أجزاء منها أكثر من الحاجة للعمل وفقاً للجدول الزمني بحيث يُلزم أن يكون لمدة لا تزيد على شهر مثلاً بحيث يقدم تسليم جزء من الشارع قبل الشروع بالجزء الآخر، وأيضاً عدم السماح بزيادة المباني على الشوارع المزدحمة حيث إن زيادة المباني تعني زيادة الزحمة المرورية، وكذلك تشجيع الاستثمار بالمواقف وخصوصاً المواقف الذكية، وتشجيع نظام العمل عن بُعد والتعليم عن بُعد وحتى التسوق عن بُعد، وتطوير نظام الحكومة بحيث تلزم الجهات بأن تكون مراجعة التراخيص تصدر إلكترونياً ولا تحتاج إلى الحضور والمراجعة، وكل هذا يحتاج إلى إدارة موحدة لأي مدينة بحيث تحمل المسؤولية وتلزم بإيجاد الحلول ومراقبة تنفيذها ومعظم دول العالم مسؤولية إدارة المدينة تتحملها البلدية لأن جميع الأعمال تقع في نطاق مسؤولياتها . دراسة تؤكد أن تأخير الدوام المدرسي يخفف اضطرابات النوم! ربطت دراسة حديثة بين وقت دوام المدارس المبكر واضطرابات النوم، مشيرة إلى أن تأخير الدوام المدرسي قد يُساعد على التخفيف من المشاكل الراهنة من عدم الحصول على ما يكفي من ساعات النوم بين الشباب. ووجدت الدراسة التي ظهرت في المجلة الأميركية للصحة العامة أن الطلاب في المدارس التي يبدأ دوامها متأخرا كانوا أكثر ميلاً لتجاوز التوصيات الوطنية لمدة نوم المراهقين، وكانت الصلة بين الدوام المبكر للمدرسة وعدد ساعات النوم الأقل أقوى عندما كان الدوام يبدأ قبل الساعة الثامنة صباحاً بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أن أوقات بدء الدراسة ترتبط بقوة أكبر مع مدة نوم الذكور في المدن الكبرى، فطلاب المدارس التي تبدأ بدوام متأخر كانوا ينامون في وقت متأخر أيضاً، ولكنهم كانوا يحصلون على ما يكفي من ساعات النوم ويقدم هذا البحث دعماً للبحوث التجريبية للتوصية بتأخير موعد بدء الدوام المدرسي قدمتها مؤخراً الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ومع ذلك، حذر الباحثون من أن الصلة بين الدوام المدرسي ومشاكل النوم قد لا تكون هي نفسها لجميع الطلاب أو في جميع الحالات، فقرار تأخير وقت بدء الدراسة ينعكس على كثير من الاعتبارات، بما في ذلك وسائل النقل، وبرامج ألعاب الرياضة، وبرامج المجتمع، وتوظيف الطلاب والنشاطات التي تلي المدرسة ، وكما أضاف الباحثون أن هناك حاجة ملحة لمزيد من المعلومات حول موعد دوام المدارس والنوم لمعرفة التغييرات المحتملة التي يمكن أن يكون لها تأثير على الصحة العامة للمراهقين في الولايات المتحدة .

مشاركة :