أوضح رئيس مبادرة «معاد» الدكتور فائز صالح جمال أن المبادرة تسعى إلى تعزيز الهوية المكية، والعناية بالآثار والمعالم التاريخية في مكة المكرمة، وأن من أهم مشاريعها إحياء مسار «سوق المدعى»، الذي يقع ضمن مخططات مشروع تطوير الساحات الشرقية للمسجد الحرام. وبيّن جمال في حديثه لـ«الحياة» أن فكرة إحياء مسار سوق المدعى انطلقت من كونه يعد أقدم أسواق مكة، وأن هناك حاجة إلى إحيائه وتطويره، لافتاً إلى أن موافقة جهات الاختصاص على المبادرة تعود إلى وجاهة الفكرة وعدم تعارضها مع أي من مشاريع التوسعة المباركة ولا أي من وظائفها، بل على العكس تعزّزها وتجوّدها. موضحاً أن جهود المبادرة قوبلت بتفاعل ودعم وتشجيع كبير من كل الجهات الرسمية والأهلية، وعلى وجه أخص من إمارة منطقة مكة المكرمة، وأمانة العاصمة المقدسة، وهيئة تطوير مكة المكرمة وهيئة السياحة والآثار، ومعهد أبحاث الحج والعمرة، والشركة المنفذة للمشروع. وزاد: «كل هذه الجهات طلبت خلال لقاءات مشتركة أن تكون رؤية مبادرة معاد مرجعية مدنية لكل المشاريع التي تحوي الآثار والمعالم في مكة، والاستفادة من خبرات كوادرها المختلفة في هذا المجال الحيوي والمهم». وأكد جمال أن إحياء مسار وسوق المدعى، الذي تذكر مصادر تاريخية أنه يعود إلى ألف عام، يحقق الحفاظ على أحد مسارات النبوة، إذ يعد نهاية مسار النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الأعظم، وعلى جنباته غزّ رايته في موقع مسجد الراية الذي تطالب المبادرة بإعادة بنائه، وهو ما سيسهم في تعزيز الهوية المكية، وفي حسن إدارة وتنظيم حركة الحشود، وتوفير متطلبات تقديم الخدمات البلدية والصحية والأمنية لضيوف الرحمن. وأكد رئيس الغرفة التجارية في مكة المكرمة ماهر جمال لـ«الحياة» أن المبادرة التي تم طرحها في غرفة مكة تميزت بأنها تهدف إلى المحافظة على هوية المنطقة التجارية والتراثية. وزاد: «كنا في سفراتنا للخارج نسمع من الذين زاروا مكة قديماً أنهم كانوا يتلمسون وجود أهلها في أماكن البيع والشراء، لكن اليوم اختفت هذه الظاهرة، فلم يعودوا يلتقون بأهل البلد، بل يقابلون موظفين، وربما أصبحت المعاملة مادية بحتة، بينما في السابق كانت تقام علاقات بين الأسر المكية والأسر القادمة من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن العلاقات الخاصة التي كانت قائمة بين التجار المكيين والتجار في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وهي ما فقدت الآن نظراً إلى عدم حضور التاجر المحلي أو المستثمر المحلي في هذه المناطق. وأضاف: «إن حضور التجار السعوديين الحقيقيين في محالهم أو أبنائهم يؤدي إلى تنمية التجارة بين المكيين والعالم الإسلامي، وهذا كان أحد أدوار مكة من قديم الأزل، وهو يمكن إحياؤه بالطرق الحديثة، وهذا الجانب بالنسبة إلينا في الغرفة التجارية مهم، لأنه يسهم في توطين التجار حول المسجد الحرام وما ينعكس من مؤشرات إيجابية، فمثلاً كان تجار المجتمع المكي يتكلمون عدداً من اللغات نتيجة لاحتكاكهم بالحجاج والمعتمرين طوال العام، كما أن الدول تقوم بالمحافظة على الأسواق القديمة ويستمر الإقبال عليها على رغم وجود المولات الحديثة، ويظل التجار الكبار يحافظون على مركزهم ووجودهم داخل هذه الأسواق، على رغم امتلاكهم المكاتب الضخمة والفارهة، لكنهم يحافظون على حضورهم في تلك الأسواق». مؤكداً أن الغرفة التجارية تبنت فكرة مبادرة «معاد»، وتسعى إلى توسيعها مع كثير من الجهات، كما تسعى الغرفة إلى التواصل مع الإمارة في ما يخص اختصاصها من المبادرة، وهو توطين التجارة للتجار المحليين، إضافة إلى ما يخص الشق الأمني، وهو عندما يكون لدي تجار سعوديون موجودون في المنطقة المركزية فإنهم ينبهون الجهات الأمنية لأي ظاهرة غير طبيعية أو غير مريحة، بينما الأمر سيكون مختلفاً في حال وجود العامل غير السعودي، إذ لن يكون لديه الحس الأمني وذلك لطبيعة إحساسه بأنه موظف ويخشى الدخول في مساءلة. وأشار جمال إلى أن «هناك توافقاً بين الغرفة ومبادرة إحياء سوق المدعى في كثير مما طرح علينا ونتفق معها»، منوّهاً إلى أهمية إيجاد أسواق مفتوحة للمستثمرين المحليين والأجانب، وأسواق تقتصر على المستثمرين المحليين، وبذلك تكون للأسواق نكهة خاصة. برقة: إعادته إحياء لمسار الفتح النبوي
مشاركة :