أفريقيا والثقافة الفرنسية.. هل تغيرتْ النظرة؟!

  • 12/14/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طلابٌ مِن قسم الموسيقى أثناء تمرُّنهم داخل أحد الفصول الدراسية في المدرسة الوطنية للفنون والثقافة في العاصمة السنغالية داكار، وهي مدرسةٌ رائدةٌ في نشر الفنون والثقافة الفرنسية الحديثة على مستوى السنغال وغيرها من بلدان منطقة الغرب الأفريقي الناطقة باللغة الفرنسية. وتمثل السنغالُ واحدةً من أهم نقاط الضوء والانفتاح والاستنارة في القارة الأفريقية عامةً، وخاصةً في منطقة الغرب الأفريقي، حيث كان وما يزال للثقافة الفرنسية دورٌ بارزٌ في التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وفي التحول الذي عرفته الشخصيةُ السنغاليةُ نفسُها. لقد أصبحت اللغة الفرنسية وثقافتُها جزءاً راسخاً من نسيج الحياة العامة، ومنها تستقي النخبةُ معظمَ معاييرها وقيمها وتفضيلاتها الحديثة، رغم ما تُظهِره الأجيالُ الأفريقيةُ الجديدةُ (وضمنها الأجيال السنغالية) مِن امتعاض حيال سياسات الدولة الفرنسية التي استعمرت معظمَ بلدان منطقة غرب أفريقيا، لكن كان أكثر بلد أقامت فيه لوقت طويل هو السنغال الذي وُجِدتْ فيه بدايةً من أواسط القرن السابع عشر وحتى ستينيات القرن العشرين. وقد وُجِدتْ المدرسةُ الوطنية للفنون والثقافة في داكار منذ نحو ثلاثة عقود، لكنها حصيلةُ اندماج أربع مؤسسات كانت قائمة قبل ذلك بهدف تعليم الفنون الجميلة ونشرها، وربما سبق وجودُ بعضها نيلَ السنغالِ استقلالَها عام 1960. وكانت هذه المؤسسات تدرّس طلابَها باللغة الفرنسية وتعمل على نشر الفن والثقافة الفرنسيين، كما هو حال ورثيتها الحالية المدرسة الوطنية للفنون.. رغم الحضور القوي للثقافة الانجلوسكسونية بين الأجيال السنغالية الجديدة وتراجع النظرة الاحتفائية بالثقافة الفرنسية، علاوةً على تغيّر النظرة إلى فرنسا وسياساتها الخارجية إزاء القارة السمراء!

مشاركة :