لا تكاد تصلي في جامع أو تحضر محاضرة أو تقرأ مقالاً لكاتب، وكذلك لا تجلس مجلساً ولا تزور موقعاً من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا وتجد شكاوى لا تتوقف من الواقع الذي نعيشه، فالجيل ليس نفس الجيل الأول، والأسر تتفكك، والمخدرات تنتشر، وعندما تسأل: مجتمعنا إلى أين؟! ماذا نستطيع أن نعمل كي نحافظ على مكتسباتنا! لا تكاد تجد إلا إجابات عائمة! فوصف المشكلة يتقنه الكثير ولكن تحديد الأسباب الحقيقة وطرق العلاج الناجعة لا يتقنه كل أحد! وزارة الشؤون الاجتماعية باللائحة التنفيذية لنظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، التي أصدرتها قبل أيام (11/ 6 / 1437هـ) ألقت الكرة في ملعب الشاكين، وأعطت فرصة ذهبية لمن يريد العمل، ولا شيء غير العمل! ففي المادة السابعة من اللائحة: يجب على من يرغب في تأسيس جمعية من الأشخاص ذوي الصفة الطبيعية أن يقدّم للوزارة ما يلي: طلب يقدمه عشرة أشخاص على الأقل وفقاً للنموذج المعد لذلك من قبل الوزارة! يعني عشرة أشخاص يستطيعون فتح جمعية تمارس نشاطها في المملكة العربية السعودية وتستطيع فتح فروع أيضاً! وفي المادة الخامسة: تُنشأ الجمعية لتحقيق غرض من الأغراض أو نشاط من النشاطات التالية: البر أو التكافل أو الخدمات العامة، أو الرعاية، وكذلك ديني أو اجتماعي أو ثقافي أو صحي أو بيئي أو تنموي أو توعوي أو تقني أو موسمي، وكذلك الأنشطة التربوية والتعليمية والعلمية والبحثية والتدريبية، وكذلك المهنية والحرفية والإبداعية والشبابية والنسائية والموجهة للأطفال، والسياحية والتطوعية، وأيضاً حماية المستهلك، والحماية الأسرية، والكوارث والأزمات وتحقيق السلامة للمجتمع، والتنمية الأسرية والاجتماعية، وأي نشاط أهلي آخر تقدره الوزارة. ماذا بقي؟! بقي أن يتوجه المخلصون لوطنهم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية؛ لتأسيس جمعياتهم التي يرقون بها بمجتمعهم! وبقي أن تهتم وزارة الشؤون الاجتماعية بحماية هذا الكنز من اثنين: متحمس يتقن البداية ولا يحسن الاستمرار، ومستغل يريد الانحراف بهذا المشروع الجميل عما وضع له! وبعد اليوم من حقنا أن نسأل كل مكتف بالتنظير: وأنت ماذا فعلت؟!
مشاركة :