العلاقات الإماراتية القطرية.. وحدة التاريخ والمصير

  • 12/17/2023
  • 23:47
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ابوظبي - سيف اليزيد - خولة علي (دبي)تتزين دولة الإمارات احتفاء باليوم الوطني القطري، لتشاركهم هذه الفرحة في خطوة مهمة لتعزيز العلاقات بين الأشقاء في قطر، باعتبارهم جزءاً من البيت الخليجي، حيث تربط العلاقات الإماراتية القطرية عوامل عدة راسخة ومتجذرة منها العادات والتقاليد، المصاهرة، والجيرة، هذا إلى جانب وحدة الدين واللغة والمصير المشترك، كما يتشابه الموروث الشعبي الشفهي والمادي مما يجعلهم أيضاً في علاقة قوية وأكثر ارتباطاً تشكلت من الماضي وتطورت وتوثقت في حاضر هذه الأيام والمستقبل، هذا ما كشفت عنه الكثير من المرويات التي تناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل، فضلاً عن الشواهد العديدة التي أثبتت مدى التقارب بين الشعبين الشقيقين.  عوامل مشتركةحول هذه العلاقات التاريخية بين الإمارات وقطر، تحدثنا الباحثة في التاريخ الشفاهي مريم سلطان المزروعي، قائلة «إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر الشقيقة، قديمة قدم الزمان، تشاركت فيها مع العديد من العوامل كالجيرة والعادات والتقاليد وصلة القرابة، إضافة إلى التقارب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والروابط التاريخية المشتركة، كذلك في الملبس سواء للرجال أو النساء مع اختلافات بسيطة من حيث طريقة ارتداء الغترة والعقال، فالعقال القطري تميزه «الكركوشة» التي تتدلى على ظهر الرجل في أربعة خطوط تنتهي بأربع كتل سوداء مع اختلاف بسيط عن الإماراتي الذي مر بمراحل حتى وصل إلينا في شكله النهائي، وكان يُطلق على العقال الإماراتي قديماً «الشطفة أو الخزام»، الذي كان يرتديه شيوخ الإمارات، كعقال الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». مرويات شفهية وتؤكد المزروعي أن المرويات الشفاهية أثبتت أنه كانت هناك علاقات تجارية قوية في الماضي بين دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى، خاصة سلطنة عمان وقطر والسعودية، كما كانت هناك أسواق مخصصة لبيع الإبل مثل «سوق البدع» في قطر، و«سوق الأحساء» في السعودية، وكانت القوافل البدوية تنتقل بحثاً عن أماكن الرعي والمرعى، وكانوا يشدون الرحال ما بين قطر والسعودية وسلطنة عمان، خلال رحلات القيظ صيفاً، كما ذكرت الروايات أن هناك بعضاً من العائلات الإماراتية قد استقرت في قطر من قبيلة السودان والقبيسات، وحدثت مصاهرات بينها وبين عائلات قطرية، ونتيجة لهذه التنقلات، أثبت عمليات التنقيب والآثار عند استخراج وفحص الأواني الفخارية، مدى التشابه والتقارب بين دول الخليج العربي.  تبادل ثقافي وتعليمي والموقع الجغرافي لدولة قطر، بموانئها خاصة «ميناء الزبارة»، كأحد أهم الموانئ التجارية في منطقة الخليج، أدى إلى أنه لعب دور رئيس من الناحية الاقتصادية والتجارية وحركة السفن بينها وبين الإمارات، فقد اشتهرت قطر بوفرة التمور واللؤلؤ والأحجار الكريمة والسلع والتوابل والخشب والمنسوجات والبخور والأقمشة، إضافة إلى التعاون في مجال التعليم، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية وعودة شركات النفط للعمل في البلاد، ففي عام 1947، وخلال عهد أمير قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني، تم استدعاء الشيخ محمد بن علي المحمود من أبناء الشارقة، لإنشاء مدرسة حديثة في الدوحة، عُرفت باسم «مدرسة الإصلاح الحمدية» والتي ركزت على تعليم القرآن الكريم ومبادئ الحساب والقراءة والكتابة، كما أن هناك العديد من أبناء الإمارات قد تلقوا تعليمهم في قطر، فظهر هنا نوعاً من التبادل العلمي والثقافي المشترك بين الدولتين. كما كانت هناك عملة مشتركة بين قطر ودبي وهي «ريال قطر ودبي»، وكانت متداولة خلال الفترة من 1966 إلى 1973، وقد ظلت مستخدمة حتى قيام الاتحاد، واُستخدمت بديلاً عن الروبية الهندية وروبية الخليج، بعد أن قررت الهند تخفيض من سعر الروبية، وعندما تم قيام الاتحاد طلب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، انضمام قطر والبحرين، فيما يعُرف بالاتحاد التساعي، لكن قطر والبحرين فضلتا الاستمرار كدول مستقلة بذاتها.مصادر المعيشة تلفت مريم المزروعي إلى أن تقارب الموقع الجغرافي لعب دوراً كبيراً في مصادر المعيشة والبحث عن الرزق، فالبحر كان هو المصدر الأساسي للمواطن الإماراتي والقطري، فقد شق الأجداد عباب البحر بحثاً عن الرزق، بل وسافروا إلى الهند وما وراء البحار، وجلبوا معهم عادات وتقاليد بلدان أخرى، خاصة الأطعمة بأنواعها، مثل «البرياني» و«الصالونة» وطقوس إعداد مشروب الشاي وخلطه بالحليب، ولا ننسى التشابه في رحلات القنص (الصيد بالصقور والسلوقي)، واستخدام المطايا في التنقلات وركوب الخيل التي أصبحت فيما بعد من الهوايات التي تتصدر العالمية بدعم القيادات الرشيدة.لسان واحد أشارت الباحثة في التاريخ الشفاهي مريم سلطان المزروعي، إلى أن هناك تشابهاً كبيراً في اللهجة المحلية والمسميات، خاصة أسماء السفن والمشغولات الذهبية والألعاب والأغاني الشعبية وفنون الأداء والحرف والمهن والصناعات الصغيرة، وقد رأينا هذا التشابه في المهرجانات والفعاليات التي تشارك فيها دولة قطر في الإمارات كمهرجان الشيخ زايد بن سلطان في منطقة الوثبة، وفعاليات القرية العالمية في دبي، وسابقاً بمهرجان الشيخ سلطان بن زايد في منطقة سويحان، وسباقات الهجن المشتركة.وتؤكد، قائلة «العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات ودولة قطر تعكس حجم التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، لدفع عجلة التقدم والازدهار والرقي، كما عكست مشاركة قطر في أكسبو 2020 بدبي، مدى تميزها وتطورها واستدامتها واستشراف المستقبل.

مشاركة :