قصف المستشفيات في غزة.. جرائم الإبادة الجماعية لم تحرك الضمير الدولي لإنقاذ الجرحى والنازحين

  • 12/19/2023
  • 06:57
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرؤية - سارة العبرية لا شيء ينجو من القصف الإسرائيلي الغاشم.. هكذا يبدو المشهد المأساوي في قطاع غزة، في ظل إصرار إسرائيلي على تدمير واستهداف البشر والحجر في القطاع الذي يُعاني منذ السابع من أكتوبر. وفي ظل تدمير المنازل والمجمعات السكنية، لجأ عشرات الآلاف من سكان القطاع إلى ساحات المستشفيات للاحتماء من القصف العشوائي، إلى جانب امتلاء غرف وممرات وساحات المستشفيات بالآلاف من المصابين، ليصب جيش الاحتلال جام غضبه على المدنيين من النساء والأطفال والمصابين والجرحى في المستشفيات، بعد أن كبدته المقاومة هزائم عسكرية متتالية في عدد من محاور التوغل.   ولقد دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومنظمة الصحة العالمية، إلى "تحرك دولي عاجل" لإنهاء الهجمات الإسرائيلية ضد المستشفيات في قطاع غزة. وقال جوزيب بوريل مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "يجب حماية المستشفيات والمواد الطبية والمدنيين، داخل المراكز الطبية في غزة، في حين قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام الأممي للشؤون الإنسانية: "إن المستشفيات بغزة يجب أن تكون أماكن آمنة، وليست ساحة حرب، وأن إطلاق النار على المرضى والمدنيين، الذين يحاولون الفرار، أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي". وقالت مي الكيلة وزيرة الصحة الفلسطينية: "إنَّ الوضع الصحي في قطاع غزة بات في حالة انهيار كامل"، والقصف يستهدف كافة الأماكن والمستشفيات والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء"، مشيرة إلى أن 18 مستشفى من أصل 35 توقفت عن العمل جراء القصف الإسرائيلي ونفاد الوقود. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 20 مستشفى في غزة متوقفة عن العمل، فيما تعمل أخرى بشكل جزئي. المستشفى الإندونيسي في 28 و29 من أكتوبر الماضي، قُصف محيط المستشفى بعد أوامر إخلاء صدرت عن الجيش الإسرائيلي، وعرض الجيش الإسرائيلي صوراً عبر الأقمار الاصطناعية لما قيل إنها قاعدة إطلاق صواريخ تابعة للحركة تقع على بعد 75 متراً من المستشفى. وإلى جانب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على المستشفى، أسفر استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفى عن مقتل 12 شخصاً من ضمن النازحين والجرحى الذين يبلغ عددهم قرابة 2600 شخصا. ودفع هذا إندونيسيا إلى استنكار الهجوم الإسرائيلي على المستشفى، وقالت إن "هذا الهجوم انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني". مستشفى الرنتيسي تعرض مستشفى الرنتيسي للأطفال المصابين بالسرطان في قطاع غزة لاستهداف من قبل قوات الجيش الإسرائيلي أدى إلى نشوب حريق فيه. بالإضافة إلى ذلك، شهد مستشفى الصداقة التركي الخاص بمرضى السرطان في قطاع غزة لقصف مُباشر مما هدد حياة 70 مريضًا بالسرطان الذين يخضعون للعلاج وهم في حالة صحية صعبة. مجمع الشفاء الطبي اقتحم الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء 15 من نوفمبر، مجمع الشفاء الطبي بعد حصار دام أياماً وغارات ليلية استهدفت محيط المجمع، وطوقت الدبابات الإسرائيلية كل الطرق المؤدية إلى المجمع الطبي، كما ضيقت الخناق على بوباته. واتهم الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باستخدام مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية، وتحدث عن وجود شبكة أنفاق ومركز قيادة للحركة داخل المجمع، ونشر صور أسلحة وذخائر لما قال إنها تعود لحركة حماس، من داخل المستشفى وهي رواية سرعان ما فُندت من قبل حركة حماس وأطباء ومسؤولين في المستشفى. وأفادت جمعية أطباء لحقوق الإنسان الجمعة 10 نوفمبر بوفاة رضيعَين من الخدّج في مستشفى الشفاء، وقالت الجمعية "خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين، وقد أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركزة؛ ونتيجة لانعدام الكهرباء توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين". كما حذرت أيضا من وجود "خطر حقيقي على حياة 37 رضيعا من الخدّج الآخرين". وما زال المستشفى يتلقى أمرا بالإخلاء، إلا أن الطاقم الطبي في المجمع الذي غادر معظمه خوفاً من الاستهداف، يؤكد أنه لا مجال لإخلاء المرضى والجرحى نظراً لحالتهم الصحية الحرجة. وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الأحد إن المستشفى يوجد به المئات من الجرحى ويصله مصابون كل دقيقة ويتم خياطة الجروح على الأرض في ظل غياب أي عقار تقريبا يساعد على التخلص من الألم، مضيفه بعد زيارة فريق من الأمم المتحدة لتوصيل أدوية ومستلزمات جراحية، وصف الفريق قسم الطوارئ في المنشأة الصحية الرئيسية في القطاع بأنه يشبه "حمام الدم". مستشفى المعمداني تصدر المستشفى أخبار الصحف والعناوين في السابع عشر من أكتوبر، بعدما تعرض لما يقول الفلسطينيون إنه قصف إسرائيلي أوقع قرابة 500 قتيل معظمهم من الأطفال والنساء، بينما تنفي إسرائيل ذلك وتقول إنه انفجار وقع بسبب صاروخ أطلقته حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وفي ظل نقص المستلزمات الطبية ونفاد الوقود، وحصار الجيش الإسرائيلي للمستشفى في 16 نوفمبر خرج المستشفى عن الخدمة، وفقا لما أعلنته مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني. مستشفى القدس قبل قرابة أسبوعين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل بعد نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي. جاء ذلك تزامناً مع استمرار عزل المستشفى عن محيطه بعد إغلاق كل الطرق المؤدية إليه وتواصل القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير بعض المباني والشوارع المحيطة بالمستشفى. وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008، استهدف الجيش الإسرائيلي مجمع النور الطبي الذي يضم مباني إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالإضافة إلى مستشفى القدس بعدة قذائف؛ مما أدى إلى اندلاع النيران في طوابق المستشفى. أُخلي المستشفى ونُقل المرضى إلى مجمع الشفاء الطبي. مستشفى كمال عدوان تعرض محيط المستشفى إلى استهداف مُباشر من قبل الطيران الإسرائيلي منذ الأيام الأولى من حرب غزة، وتلقى تحذيراً من قبل القوات الإسرائيلية بطلب إخلاءه. وسُمي المستشفى باسم السياسي الفلسطيني كمال عدوان، الذي كان أحد أبرز قادة حركة فتح، واتهم الفلسطينيون إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتياله في بيروت عام 1973، ولعب عدوان الاحتلال دوراً مهماً بصفته مسؤولاً عن مكتب الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الأحد 17 ديسمبر "إن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في خان يونس مما أدى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تدعى دينا أبو محسن". انهيار حقيقي أفاد مسؤولين في وزارة الصحة بغزة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وممثلي منظمة الصحة العالمية في غزة بشأن تقييم ما وصلت إليه المستشفيات في قطاع غزة بأن القدرة الاستيعابية لمستشفيات قطاع غزة تقتصر على 2500 سرير فيما تم توثيق أكثر من 15ألف جريح بمعدل ألف جريح يوميا. ووثقت منظمة الصحة العالمية بأن 115 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، مما أدى إلى مقتل 16 عاملا في مجال الرعاية الصحية وإصابة 28 آخرين. وبحسب وزارة الصحة في غزة، خرجت 8 مستشفيات و21 مركزا صحيا عن الخدمة جراء الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود، وأن المستشفيات والخدمات الصحية لا تملك الماء والأدوية الضرورية وتعمل في ظل انقطاع الكهرباء وندرة شديدة في كل الموارد تقريبا، كما استشهد 46 من الطواقم الطبية وأصيب 85 آخرون في هجمات إسرائيلية. ونسبة كبيرة من الجرحى يواجهون إصابات جسيمة، مثل حروق شديدة وتمزق في الأعضاء والأحشاء الداخلية، مما يستلزم إجراء عمليات دقيقة وفترات طويلة للتعافي. يعود معظم الجرحى إلى إنقاذهم من تحت أنقاض منازلهم، حيث يشكل الأطفال نسبة تتراوح بين 30% و40% من هؤلاء المصابين، جراء الانفجارات والشظايا والمواد البنائية التي تتناثر وتتسبب في إصابات جسدية، أو يتعرضون للسحق تحت الأنقاض، مما يتسبب في تعرض إصاباتهم لتلوث شديد يستلزم إجراء عمليات جراحية متكررة.   وتتزامن هذه الحوادث مع تصاعد مخاطر انتشار الأوبئة في غزة؛ نتيجة لتدمير شبكات المياه وأنظمة الصرف الصحي، بالإضافة إلى غياب أي برامج تطعيم في الفترة الأخيرة. ويلاحظ وذكرت مصادر أن عشرات آلاف النازحين يتوجهون نحو ساحات المستشفيات في مختلف مناطق قطاع غزة، سعياً إلى اللجوء الآمن، مما يضع ضغطاً هائلاً على البنية البشرية لتقديم الرعاية الصحية. كما تم رصد إلحاق أضرار بـ26 مستشفى ومنشأة رعاية صحية أخرى، بما في ذلك 17 مستشفى و23 سيارة إسعاف، وجميعها في شمال غزة "بيت حانون، ومؤسسة حمد للتأهيل، والكرامة، والدورة"، ولم تعد قادرة على العمل. نداء استغاثة وبث نشطاء "نداء استغاثة" في 11 نوفمبر من الشهر الماضي من داخل مستشفى النصر للأطفال الذي حوصر لثلاثة أيام، وداخله مرضى من الأطفال بينهم في العناية المركزة، إلى جانب عدد من النازحين. وفي مستشفى العودة شمال غزة أظهر مقطع فيديو التقطه أحد الأطباء آثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف ليلا المستشفى ومحيطه. ووثقت مقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي حالات لمرضى وموظفين أصيبوا بالقصف، فضلا عن أضرار لحقت بسيارات الإسعاف والسيارات التابعة للمستشفى وللموظفين ودمار خارجي أحدثه القصف الإسرائيلي. إلى ذلك شهد مستشفى القدس -الذي يسمى أيضا مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني- سقوط ضحايا إثر استهدافه من قبل قناصة إسرائيليين.

مشاركة :