روحاني يعتبر إسلام آباد «عمقاً استراتيجياً» لطهران

  • 3/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أنهى الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارة لإسلام آباد دامت يومين، شهدت توقيع ست اتفاقات تجارية، وتخلّلها تأكيد على استمرار العمل في خط لأنابيب الغاز بين إيران وباكستان. ورأى روحاني في باكستان «عمقاً استراتيجياً» لبلاده، مشيراً إلى أن طهران «ستضمن أمن الطاقة» لإسلام آباد. والتقى روحاني رئيس الوزراء نواز شريف ورئيس الدولة ممنون حسين وقائد الجيش الجنرال راحيل شريف. وأعلن شريف أن الجانبين يسعيان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى 5 بلايين دولار سنوياً، بحلول العام 2021. الاتفاقات الموقعة أكدت استمرار العمل في خط أنابيب الغاز الواصل من حقول «بارس» الإيرانية إلى باكستان، وموافقة الأخيرة على بدء مد خط الأنابيب في أراضيها، بعد امتناعها عن ذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي. ودعا روحاني خلال مؤتمر صحافي إلى زيادة التبادل التجاري مع إسلام آباد، وربط ميناء «جوادور» الباكستاني الذي تطورّه الصين، بميناء «تشبهار» الإيراني الذي تطوّره الهند، بشبكة سكة حديد وخط بري ورحلات جوية، على أن يُربط ميناء «تشبهار» بالممر التجاري الصيني - الباكستاني الذي يصل الأراضي الصينية ببحر العرب. وأشار إلى استعداد بلاده لتلبية حاجات باكستان من الطاقة الكهربائية والغاز والنفط، وذلك في محاولة لاستمالة الحكومة الباكستانية وثنيها عن عقد اتفاقات مشابهة مع دول الخليج العربي. واعتبر روحاني أن «الكرة باتت في ملعب» إسلام آباد لاستكمال العمل في خط أنابيب الغاز الطبيعي الآتي من إيران، مذكراً بأن بلاده «نفّذت المتوجّب عليها، وعلى الحكومة الباكستانية مدّ خط أنابيب الغاز في أراضيها، والبدء بضخ الغاز الطبيعي من إيران إلى باكستان». وقال روحاني خلال اجتماع اقتصادي مشترك بين تجار إيرانيين وباكستانيين إن طهران «تضمن أمن الطاقة لباكستان»، وزاد: «ليكن الشعب الباكستاني واثقاً من أن طهران، بوصفها شريكاً استراتيجياً، ستستخدم كل طاقتها في النفط والغاز والكهرباء، لتأمين حاجاته في هذا الصدد». وأضاف أن بلاده «يمكنها أن تكون شريكاً موثوقاً لباكستان، وأن تساهم في تنميتها الاقتصادية ورخاء شعبها». وكان قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف التقى روحاني وأطلعه على مخاوف أمنية لبلاده من تسلّل عملاء لجهاز الاستخبارات الهندية عبر الأراضي الإيرانية إلى باكستان، مشيراً إلى اعتقال أحدهم قبل أيام. كما أثار شريف مع الرئيس الإيراني مخاوف أمنية باكستانية من اتفاق عسكري وأمني إيراني – هندي، يتيح لسلاح الجوّ والبحرية الهنديَّين استخدام المطارات والموانئ الإيرانية، في حال تعرّض الهند لتهديد. لكن الرئيس الإيراني قلّل من شأن هذه المسائل، إذ قال في مؤتمره الصحافي إنه يسمع بها من وسائل الإعلام، أكثر ممّا يسمعها من المصادر الرسمية. وأضاف أن إيران وباكستان اتفقتا على «تعزيز التواصل بينهما ومكافحة الإرهاب» وفتح معبرين إضافيين على الحدود، لتسهيل عبور المواطنين. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني تشديده على «تعاون دفاعي وثيق وعريق بين جيشَي البلدين»، وزاد: «باكستان هي عمقنا الاستراتيجي، وإيران هي العمق الاستراتيجي لباكستان». واعتبر أن سعي البلدين إلى تطوير علاقاتهما «يستوجب من القطاعات الدفاعية إقامة تعاون أوثق». وأشار إلى ضرورة «صون أمن الحدود بين البلدين». على صعيد آخر، أعلن النائب باقر حسيني، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، «إغلاق سفارات» لبلاده، بسبب صعوبات مالية. ووصف الوضع بأنه «غير مستحبّ بالنسبة إلى إيران»، مشيراً إلى أن أعضاء في اللجنة زاروا سفارات إيرانية في السنوات الماضية وخلصوا إلى أن عدداً كبيراً منها يعمل تحت ظروف غير ملائمة. واعتبر أن موازنة وزارة الخارجية الإيرانية للسنة الفارسية التي بدأت في 21 الشهر الجاري «ضئيلة جداً»، وحض النواب على معالجة الأمر.

مشاركة :