أوردت صحيفة بلجيكية أن حارس أمن يعمل في محطة نووية بلجيكية، قُتل وسرقت منه بطاقة دخوله المحطة، وذلك بعد يومين على تفجيرات بروكسيل التني أوقعت 31 قتيلاً وأكثر من 300 جريح. تزامن ذلك مع تنبيه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «نتائج عكسية» يحدثها «تشويه صورة المسلمين» في بلاده، معلناً «رفع مستوى التعاون الاستخباراتي» لسحق تنظيم «داعش». وأشارت صحيفة «ديرنيير أور» إلى إلغاء تفعيل بطاقة دخول حارس الأمن القتيل، فور اكتشاف الحادث الذي وقع في منطقة شارلروا البلجيكية. وكانت أوردت الخميس أن الانتحاريين الذين نفذوا مجزرة بروكسيل كانوا يفكّرون أساساً في استهداف موقع نووي، لكنهم اضطروا إلى الإسراع بالعملية، بعد اعتقال مشبوهين، وحوّلوا تركيزهم إلى نقاط في العاصمة البلجيكية. وعثر محققون أواخر العام الماضي على شريط مصوّر يتعقّب تحركات مدير برنامج البحوث النووي في بلجيكا، وذلك خلال تفتيش شقة في إطار تحقيق في مجزرة باريس التي أوقعت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ونقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية عن مسؤول أميركي إن البلجيكي إبراهيم البكراوي الذي فجّر نفسه في مطار بروكسيل، كان مدرجاً على لائحة المراقبة الأميركية لمكافحة الإرهاب «قبل تفجيرات باريس». وأضافت أن شقيقه خالد الذي فجّر نفسه في محطة مترو في العاصمة البلجيكية، أُضيف إلى اللائحة «بعد» تلك التفجيرات «قبل أشهر». إلى ذلك، أعلنت الشركة التي تدير مطار بروكسيل الدولي «استكمال الأعمال المرتبطة بالتحقيق القضائي» فيه، مستدركة انه سيبقى مغلقاً حتى ليل الاثنين، ورجّحت ألا تُستأنف حركة الركاب قبل الثلثاء المقبل. وكان وزير العدل البلجيكي كوين غونز أعلن أن صلاح عبد السلام الذي أوقف في 18 الشهر الجاري، ويُعتبر مشبوهاً أساسياً في مجزرة باريس، يرفض التعاون مع المحققين منذ تفجيرات بروكسيل. في السياق ذاته، أوردت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الشرطة عرضت على عبد السلام صوراً لمنفذي تفجيرات بروكسيل، قبل ثلاثة أيام من وقوعها، مشيرة إلى أنها فشلت في الضغط عليه بعدما زعم أنه لا يعرفهم. وأضافت أن محققين عرضوا صوراً للأخوين البكراوي على عبد السلام، وعلّق «لا أعرفهما». وتابعت أن المحققين عرضوا أيضاً عليه صورة لنجم العشراوي الذي أعلنت النيابة البلجيكية انه احد انتحاريَّي مطار بروكسيل، لكنه أنكر معرفته. وكان وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون حمّل خلال جلسة للبرلمان، الشرطة مسؤولية الفشل في تعقب إبراهيم البكراوي، بعدما طردته تركيا من أراضيها العام الماضي، إلى بلجيكا عبر هولندا. وتحدث عن «ارتكاب شخص في الشرطة لدينا خطأً فادحاً»، اذ أبلغت تركيا السفارة البلجيكية أنها ستضع البكراوي على طائرة متجهة إلى أمستردام في 14 تموز (يوليو) 2015، لكنه لم يُعتقل لأن الشرطة الهولندية لم تتلقَ توجيهات في هذا الصدد من نظيرتها البلجيكية. مسلمو بلجيكا في غضون ذلك، تعهد المسؤولون المسلمون في بلجيكا «العمل» لمواجهة التطرف الإسلامي. وخلال صلاة الجمعة في جامع بروكسيل الكبير، اختلطت صيحات التكبير بصيحات «عاشت بلجيكا»، فيما رُفعت أعلام بلجيكية وأوروبية عند مدخل المسجد. وفي قاعة الصلاة أمام مئات من المصلين، ندد الإمام ندائي محمد غالايي بتفجيرات بروكسيل، وحض المصلّين على «التبرع بالدم» للجرحى. واعتبر أن تبنّي التطرّف يتم «عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، ومعظم المجندين منحرفون ومجرمون». وأعلن أن المركز الإسلامي والثقافي البلجيكي يعتزم إطلاق «برنامج حول التطرف»، هدفه «الوصول إلى الشبّان في شكل خاص»، وذلك عبر الاستعانة بـ»رجال دين من الإسلام المعتدل» لتقديم محاضرات. وبعد الصلاة التزم المصلّون دقيقة صمت في الحديقة المجاورة للمسجد، حداداً على الضحايا، ثم هتفوا «عاشت بلجيكا». وتوجّه الإمام برفقة المصلّين إلى محطة مترو «ميلبيك» التي تبعد مئات من الأمتار عن المسجد، ووضعوا زهوراً في المكان الذي استهدفته التفجيرات الثلثاء الماضي. أوباما إلى ذلك، عزّى أوباما مواطنيه بمقتل أميركيَّين في تفجيرات بروكسيل، مشيراً إلى جرح 14 آخرين. وأضاف في خطابه الإذاعي الأسبوعي انه سيستغلّ لقاءه قادة أجانب خلال قمة للأمن النووي تستضيفها واشنطن الأسبوع المقبل، لمناقشة جهود مكافحة الإرهاب. وتابع: «نعمل على إحباط خطط ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا وحلفائنا... رفعنا مستوى التعاون الاستخباراتي، لنتمكّن من القضاء على عمليات داعش، ونراجع باستمرار موقف الأمن الداخلي، للبقاء حذرين ضد أي جهود لاستهداف الولايات المتحدة». وندد بتصريحات مرشحين جمهوريين للرئاسة، تؤلّب الأميركيين على مسلمي الولايات المتحدة، وزاد: «بتقدّمنا في هذا القتال، يجب أن نستخدم سلاحاً آخر، إلى جانب ضرباتنا الجوية وجيشنا وعملنا في مكافحة الإرهاب وديبلوماسيتنا، وهو القوة التي يمثلها نموذجنا. علينا أن نرفض أي محاولة لتشويه صورة الأميركيين المسلمين، أو مساهمتهم الضخمة لبلادنا ونمط عيشنا». وشدد على أن «الأميركيين المسلمين أهم شركائنا» في مكافحة «داعش»، وتابع: «هذه المحاولات تتعارض مع طبيعتنا وقيمنا وتاريخنا بوصفنا أمّة مبنية على فكرة الحرية الدينية. كما أن ذلك يأتي بنتائج عكسية، وهذه لعبة الإرهابيين الذين يريدون تأليبنا ضد بعضنا بعضاً، والذين يريدون أن يكون ذلك سبباً لتجنيد مزيد من الناس لقضيتهم القائمة على الكراهية».
مشاركة :