صدور الترجمة العربية لموسوعة «العمل والعادات والتقاليد في فلسطين»

  • 12/22/2023
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬جهد‭ ‬استمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬اعلن‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬ودراسة‭ ‬السياسات‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬الترجمة‭ ‬العربية‭ ‬لكتاب‭ ‬المستعرب‭ ‬الألماني‭ ‬وعالم‭ ‬اللاهوت‭ ‬والآثار‭ ‬واللغات‭ ‬القديمة‭ ‬جوستاف‭ ‬دالمان‭ ‬الموسوم‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العمل‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬في‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ( ‬2023‭ ‬عشرة‭ ‬مجلدات‭). ‬ ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الإصدار‭ ‬حدثًا‭ ‬معرفيًا‭ ‬استثنائيًا؛‭ ‬فالكتاب‭ ‬وثيقة‭ ‬فريدة‭ ‬تاريخية‭ ‬وإنثروبولوجية،‭ ‬تسجيلية‭ ‬وتحليلية،‭ ‬يتناول‭ ‬فلسطين‭ ‬بحضارتها‭ ‬وتاريخها‭ ‬وتراثها‭ ‬ومعالمها‭ ‬وأرضها‭ ‬وشعبها،‭ ‬ويدرس‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬ومحيطها‭ ‬الطبيعي‭ ‬والبشري‭ ‬بمنهجية‭ ‬علمية‭ ‬رفيعة‭.‬ وهذا‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬ثمانية‭ ‬أجزاء‭ ‬في‭ ‬تسعة‭ ‬مجلدات،‭ ‬وقد‭ ‬ارتأى‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬أن‭ ‬يرفدها‭ ‬بمجلدٍ‭ ‬عاشر‭ ‬كتبه‭ ‬دالمان‭ ‬عن‭ ‬القدس،‭ ‬فأصبح‭ ‬مجموع‭ ‬المجلدات‭ ‬عشرة‭.‬ استغرق‭ ‬تأليف‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬نحو‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬فيما‭ ‬صرف‭ ‬المؤلف‭ ‬جوستاف‭ ‬دالمان‭ ‬نحو‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬وتدوينها‭ ‬ومطابقتها‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬حتى‭ ‬تمكّن‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬كتابه‭ ‬القدس‭ ‬ومحيطها‭ ‬الطبيعي‭.‬ وكان‭ ‬المجلد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1928،‭ ‬ثم‭ ‬صدر‭ ‬الجزء‭ ‬الثامن‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1942،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬دالمان‭ ‬بسنة‭ ‬واحدة‭. ‬وتكمن‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المؤلف‭ ‬الذي‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1899‭ ‬و1917‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المستشرقين‭ ‬والرحالة‭ ‬واللاهوتيين‭ ‬والمستكشفين‭ ‬الآثاريين‭ ‬الذي‭ ‬كانوا‭ ‬يترددون‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬لفترات‭ ‬محدودة،‭ ‬ثم‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‭ ‬لإلقاء‭ ‬محاضرات‭ ‬أو‭ ‬لكتابة‭ ‬مقالات‭ ‬وصفية‭ ‬عن‭ ‬رحلاتهم‭ ‬أو‭ ‬لتقديم‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬الاستخبارية‭.. ‬فدالمان‭ ‬شُغف،‭ ‬أيما‭ ‬شغف،‭ ‬بالقرى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحياة‭ ‬البدو‭ ‬وطرائق‭ ‬العيش‭ ‬التي‭ ‬أتقنها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬مدائنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬وبواديهم،‭ ‬فكان‭ ‬يجول‭ ‬في‭ ‬الأمكنة،‭ ‬وينام‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬الفلاحين‭ ‬وخيام‭ ‬البدو‭. ‬ وتمكن‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬ثرية‭ ‬جدًا‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬صلة‭ ‬متينة‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬وبين‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والآثار‭ ‬والإثنولوجيا‭ ‬والحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للسكان‭. ‬ ويتضمن‭ ‬الكتاب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تلحظه‭ ‬عين‭ ‬الباحث‭ ‬المراقب‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬فصول‭ ‬السنة‭ ‬وما‭ ‬يرافق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬رياح‭ ‬وأمطار‭ ‬وحرث‭ ‬وغرس‭ ‬وزراعة‭ ‬وحصاد،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التقاويم‭ ‬والمواسم‭ ‬والأعياد‭ ‬والاحتفالات‭ ‬والترفيه‭ ‬والأغاني‭ ‬والموسيقى‭ ‬وطقوس‭ ‬العبادة‭ ‬والموت‭ ‬والأعراس‭. ‬ وتزدحم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السفر‭ ‬بمجلداته‭ ‬العشرة‭ ‬مئات‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬اليوم‭ ‬وثائق‭ ‬بصرية‭ ‬تكاد‭ ‬تنطق‭ ‬بأحوال‭ ‬الزمان‭ ‬الماضي‭ ‬القريب‭. ‬ وقد‭ ‬تنكب‭ ‬مهمة‭ ‬هذه‭ ‬الترجمة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المترجمين‭ ‬الذين‭ ‬أتقنوا‭ ‬الألمانية‭ ‬واعتنوا‭ ‬بمراجعتها‭ ‬وتدقيقها،‭ ‬وهم‭: ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ (‬المترجم‭ ‬الرئيس‭) ‬وعمر‭ ‬الغول‭ ‬وفيوليت‭ ‬الراهب‭ ‬ومتري‭ ‬الراهب‭ ‬وجوزف‭ ‬حرب‭. ‬ وتولى‭ ‬عملية‭ ‬التحرير‭ ‬وضبط‭ ‬المصطلحات‭ ‬وتدقيق‭ ‬أسماء‭ ‬الأماكن‭ ‬والمواقع‭ ‬واللهجات‭ ‬المحلية‭ ‬صقر‭ ‬أبو‭ ‬فخر،‭ ‬فيما‭ ‬أنجز‭ ‬قسم‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬الفهارس‭ ‬العامة‭ (‬الأماكن‭ ‬والأعلام‭ ‬والجماعات‭)‬،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬التوثيق‭.‬

مشاركة :