الخرطوم - مع كل هزيمة عسكرية يتعرض لها الجيش السوداني في مواقع استراتيجية مهمة يصعد اتهاماته للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، في مسعى لتبرير خسارته لأهم المناطق العسكرية على غرار مدينة ود مدني قبل أيام قليلة، ونجاح قوات الدعم بالسيطرة على مخازن أسلحة للجيش. ولجأ الجيش إلى التصعيد ضد الإمارات بتصريحات نارية للفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، اتهم فيها الإمارات بمد قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالسلاح دون أدلة على ذلك، في حين أن أبوظبي دعت باستمرار منذ بداية الحرب إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء حوار دبلوماسي في السودان. وفي خطاب استعراضي أمام جنوده في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، اتهم العطا الامارات بأنها ترسل منذ اندلاع الحرب أسلحة الى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وإفريقيا الوسطى "بمساعدة فاغنر"، وازدادت حدة التوتر بعد ذلك مع التطورات العسكرية على الأرض وهزيمة الجيش في ولاية الجزيرة. ويؤكد المختصون أنه يصعب على السودان أن يجد منفذا أخرا قريبا ومرنا ومنخفض الرسوم والضرائب مثل الامارات، خصوصا في الوقت الراهن مما يعرض المئات من رجال الاعمال السودانيين لخسائر فادحة ويرفع أسعار السلع المستوردة في السودان. وتؤكد مصادر سودانية مطلعة أن مزاعم الجيش بخصوص دعم الإمارات للدعم السريع هي للتغطية على حقيقة أن قوات الدعم غنمت عتادا كبيرا بسبب سيطرتها على العديد من القواعد العسكرية للجيش، وفي الفترة الماضية راجت معلومات حول تلقي الجيش السوداني مساعدات عسكرية من كل من طهران وأنقرة، خاصة الطائرات دون طيار، والتي حصلت قوات الدعم السريع على عدد منها من مخازن تابعة للجيش في الخرطوم. وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي شنت قوات الدعم السريع، هجوماً على مقرات عسكرية وذات صبغة صناعية عسكرية خاصة مثل مجمع اليرموك في سبيل الحصول على الذخائر والأسلحة النوعية المختلفة وزيادة نسبة تسليحها وامتلاكها للأسلحة. وأفادت المصادر أنّ الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع في تلك الفترة كانت بغرض الحصول على الإمدادات الحربية الضرورية بعد فقدان نسبة كبيرة من الذخائر لديها. ومنحت الهجمات على مقر رئاسة قوات الاحتياطي المركزي واليرموك، الدعم السريع كل ما تحتاجه كما أن الهجمات اللاحقة على سلاح الذخيرة والمدرعات يكشف خطط القوات في الحصول على أسلحة خاصة مثل المدرعات القتالية. واتبعت قيادة الدعم خطة واضحة من خلال السيطرة على المدرعات والاستفادة منها في تحقيق تفوق خاص على الأرض، وكانت الهجمات الأخيرة في دارفور تأتي في سياق التسليح. وسيطرت قوات الدعم السريع على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر خاصة أسلحة المدفعية المتعددة الصينية والروسية التي تنتج محلياً، وقال ضابط في الدعم السريع طلب عدم ذكر اسمه إن القوات سيطرت على ناقلات للوقود والأفراد من مواقع عسكرية وتجارية ونقلت مئات القطع من الآليات الثقيلة من معارض خاصة وعدلتها لنقل المعدات العسكرية والجنود. وأقامت دورات تدريبية للجنود على استخدام مدفع الهاون. وتُصنع طائرات مسيرة محلية أو تعدّل في مجمع اليرموك وهو مجمع عسكري يقع في الخرطوم، سيطرت عليه قوات الدعم السريع. ونقلت تقارير غربية أن قوات الدعم السريع تلقت مجموعة محدودة من المسيرات من قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وسيارات مدرّعة، لكن قائد الدعم السريع حميدتي قال في تسجيل صوتي سابق إنّ قواته حصلت على مسيرات من مخازن الجيش. ولجأت قوات الدعم السريع إلى استخدام طائرات مسيرة مسلحة بقنابل وبعضها بالقذائف خلال هجومها على مواقع استراتيجية مكنتها من الاستيلاء على أماكن عديدة، وشوهدت في معارك الفرقة 16 مشاة نيالا التابعة للجيش. وتمتلك قوات الدعم السريع، سيارات مدرعة مصنعة في أوروبا استخدمتها لمراقبة المهاجرين غير الشرعيين على الحدود مع ليبيا ونقلتها للفاشر ومن ثم الخرطوم في أبريل/نيسان الماضي. وظهرت مع الدعم السريع عند الهجوم على سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم المدرعة البيلاروسية “كايمان” وطرازات من مدرعات صرصر 4 وصرصر 5 التي تصنع محلياً ما يعكس نقلة جديدة للقوات في عملية التسليح خلال الحرب. وفي مقطع فيديو نشر على نطاق واسع ظهر عنصر للدعم السريع في الخرطوم داخل هيكل مبنى وهو يحمل قاذف قنابل صيني ينتج محلياً بواسطة الجيش ما يرجح استحواذ الدعم السريع عليه من مجمعات ومخازن الأول.
مشاركة :