عمال النسيج في بنجلادش يكافحون من أجل أجور عادلة باحتجاجات غير مسبوقة

  • 12/23/2023
  • 00:54
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى عقد، خاط العامل البنجلادشي نعيم برامانيك (28 عاما) قمصانا وسراويل لعلامات تجارية غربية كبرى، لكنه أصبح الآن عاطلا عن العمل بعد تسريحه عقب مشاركته في احتجاجات مطالبة بأجور عادلة. وروى برامانيك قائلا: "بعض الملابس التي نصنعها تباع لقاء 100 دولار للقطعة الواحدة في الولايات المتحدة وأوروبا" عارضا بطاقات ماركات تجارية كبرى مثل "تومي هيلفيجر" الأمريكية. وأضاف بحزن لكن "نحن لا نكسب أكثر من 100 دولار في الشهر"، وفقا لـ"الفرنسية". والشهر الماضي، هزت البلاد التي يبلغ عدد سكانها 170 مليونا وتحتل المرتبة الثامنة بين دول العالم من حيث عدد السكان، احتجاجات عمالية غير مسبوقة في البلاد منذ عشرات الأعوام. وتواجه عشرات آلاف العمال مع الشرطة خلال الاحتجاجات التي نظمت للمطالبة بحد أدنى للأجور الشهرية يبلغ 23 ألف تاكا (190 يورو)، مقارنة بـ8300 تاكا حددتها الحكومة قبل خمسة أعوام. وقتل خمسة أشخاص على الأقل. وشارك برامانيك في الاحتجاجات الشهر الماضي لأن راتبه الشهري البالغ 75 دولارا لم يكن كافيا. وكان قطاع صناعة الملابس المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي في بنجلادش التي تجاوزت الهند المجاورة في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي وأصبحت الموقع المفضل للعلامات التجارية الغربية ومن أبرزها "إتش آند إم" و"زارا". لكن خبراء يقولون: إن هذا القطاع لم يتمكن من انتشال عماله البالغ عددهم أربعة ملايين شخص من الفقر. وقال برامانيك غاضبا: "نزلنا إلى الشوارع للمطالبة بحقوقنا المشروعة، ولهذا السبب طردني المصنع الذي كنت أعمل فيه". لكن ناطقا باسم مصنع "وير ماج" قال: إن برامانيك سرح بسبب "التغيب عن العمل لأيام عدة". يعرض العامل جالسا على سرير في مسكن يشبه زنزانة تبلغ مساحته 4.5 أمتار مربعة ويعيش فيه مع زوجته وطفله في ضواحي العاصمة دكا ويتقاسم مطبخا ومرحاضا مع ثماني عائلات أخرى، قدرا شبه فارغ من الأرز. وقال: "هذه حبات الأرز الأخيرة المتبقية. بمجرد انتهائها لن يتبقى لدي أي شيء لتناوله. سأضطر للتسول أو الاقتراض لتأمين الطعام". وأشار هذا العامل إلى أنه حصل على تعويض نهاية خدمة يبلغ 67 ألف تاكا (550 يورو). لكن "بعد دفع الإيجار والديون، لم يبق لي شيء" كما قال معربا عن قلقه من عدم قدرته على تلبية حاجات طفله. وتابع: "انظروا إلى منزلي، لا يوجد فيه شيء. أنام على سرير مكسور".وكان برامانيك يرسل جزءا كبيرا من راتبه إلى عائلته التي تعيش في قرية في ريف سيراجغانج (شمال) وغادرها كثر بعد اختفاء المهن الزراعية مع مكننة الزراعة.

مشاركة :