الحروب والتهديدات الأمنية تحاصر أولمبياد باريس 2024

  • 12/23/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - تستعد فرنسا لاستقبال رياضيين ومتفرجين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في أولمبياد باريس خلال صيف 2024، وهو حدث استثنائي من حيث التنظيم بات أكثر تعقيدًا بسبب السياق الدولي للحروب الدائرة بين روسيا وجارتها أوكرانيا وإسرائيل وحركة حماس والتهديدات الأمنية. وفي أقل من ثمانية أشهر، وإذا سارت الأمور على ما يرام، ستفتتح دورة الألعاب الأولمبية في السادس والعشرين من تموز/يوليو بحفل من المنتظر أن يخطف الأضواء لضخامته، حيث ستمرّ الوفود المشاركة على نهر السين في وسط باريس. وتحرص فرنسا ورئيسها على نجاح الحفل، إضافة إلى المنظّمين الذين راهنوا على هذه المشهدية غير المسبوقة والجريئة لكسر التقاليد وإحداث تأثير كبير. وبانتظار ساعة الصفر، تخشى الأجهزة الأمنية التي تعمل على مدار الساعة من وقوع أحداث قد تؤثر على حفل الافتتاح، لأن التحدي هائل: التأكد من خلو القوارب من أي خطر أمني، وضع قناصة على الأسطح، إيجاد مأوى للمقيمين في القوارب العائمة، الترحيب بجميع رؤساء الدول الأجنبية، وتأمين حفل الافتتاح بعد إغلاق نهر السين أمام الملاحة لمدة أسبوع... "ضغوطات كبيرة" وعد رئيس اللجنة المنظمة توني إستانغي في تموز/يوليو الماضي خلال حديثه عن صيف 2024، قائلاً "سيكون هذا المكان الأكثر أمانا في العالم". وتابع لوكالة فرانس برس "يجب عدم التذاكي لأنه من المؤكد أن الأمور في العام الماضي كانت معقدة"، مؤكدا في الوقت ذاته "سوف تبرز مشكلات جديدة، وقضايا جديدة وضغوطات وتوترات، وأشخاص سيرغبون بالتأكيد أيضاً في الاستفادة من الألعاب لإثارة القضايا. لذا فإنني أتوقع أن تستمر وتيرة التوتر بالصعود تدريجاً". يكمن التحدي الرئيسي الآخر بالتأكد من أن مياه نهر السين صحيّة بما يكفي لاستضافة سباقات الماراثون للسباحة والترياثلون. ومن نسخة أولمبية إلى أخرى، تتشابه حال اللجان التنظيمية قبل أشهر من انطلاق الألعاب حيث تعمل من دون كلل وفي أجواء متشنجة. وبالإضافة إلى الحرب المستعرة في أوكرانيا، أصاب الصراع المتجدّد بين إسرائيل وحركة حماس العالم بالشلل. وبعد وقت قصير من اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، شهدت فرنسا مرة أخرى مقتل مدرّس أمام مدرسته الثانوية، ثم طعن سائح ألماني حتى الموت بالقرب من برج إيفل. ولذلك ستقام الألعاب الأولمبية في ظل تهديد إرهابي كبير. "التفكير بالأسوأ" قال مصدر في السلطات المحلية "هذا لا يغيّر شيئا، رئيس الشرطة يقول دائمًا: +علينا أن نفكر في الأسوأ+". وضمن السياق عينه، قال أحد الخبراء بالألعاب الأولمبية "لن يغضوا الطرف عن أي شيء". حتى لو انه من ناحية أخرى، ورغم تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا، واقامته من دون جمهور وبميزانية ضخمة، فإن هذه النسخة لا تزال تبدو وكأنها فزّاعة تنظيمية. ومنذ الحرب في أوكرانيا، شهدت اللجنة المنظمة زيادة في ميزانيتها بسبب التضخّم المالي. أما الشركة المسؤولة عن تسليم المواقع الأولمبية (سوليديو) فقد مرت ببعض اللحظات الصعبة والخوف من نقص المواد. إلا انه من المتوقع أن تسلّم كل شيء في الوقت المحدد ومن دون تأخير. في المقابل، من وجهة نظر دبلوماسية وبعد القرار الأخير الذي اتخذته اللجنة الأولمبية الدولية بقبول الرياضيين الروس والبيلاروس في باريس بشروط محددة (تحت علم محايد)، يظل من الممكن بشكل ملموس، ما لم تقرّر روسيا مقاطعة الألعاب، جعلهم يتعايشون ويتنافسون في أجوءا رياضية بحتة وآمنة. كما تلوح في الأفق تهديدات الهجمات السيبرانية ومحاولات التضليل. ففي تموز/يوليو الماضي، وفقًا لمنظمة "فيجينوم" التي تحارب التدخل الرقمي الأجنبي، نفّذت جهات فاعلة مرتبطة بأذربيجان حملة من التلاعب بالمعلومات تهدف إلى الإضرار بسمعة فرنسا بما يتعلّق بقدرتها على استضافة الألعاب. وفي الأسابيع الأخيرة، تزايد التوتر بشأن مسألة النقل وقدرته على استيعاب تدفق أعداد كبيرة من الجماهير بخلاف ما يحصل خلال الأيام العادية، بينما أظهر نظام النقل المحلي علامات الضعف منذ أزمة فيروس كورونا.

مشاركة :