اعتبر الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم (الأحد) أن انتخابات المجالس المحلية التي انطلقت اليوم في بلاده، تؤسس لبناء جديد يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب. وقال في تصريح للصحفيين في أعقاب الإدلاء بصوته في هذه الانتخابات بأحد مراكز الاقتراع في منطقة المنيهلة من محافظة أريانة بشمال غرب تونس العاصمة، "نحن بصدد وضع حجر الأساس لبناء جديد يأخذ بعين الاعتبار تطلعات صاحب السيادة ألا وهو الشعب، ووضع كل الإمكانيات التي تتيح له التعبير عن رأيه مباشرة". وأضاف ""هذا البناء الجديد متناسق مع المسار الثوري، واليوم هو يوم تاريخي، والتجربة التي نخوضها اليوم ستمكن المهمش الذي لا صوت له والذي كان يمثل مجرد ورقة اقتراع يوم الاقتراع بأن يكون فاعلا وصاحب القرار ومراقب في الوقت ذاته"". وأوضح في هذا الصدد، أن هذه المجالس المحلية "ستكون أقرب للمواطنين من مجلس نواب الشعب (البرلمان) الذي يمثلهم بدوره، ومنها ستنبثق المجالس الجهوية ومن ثم مجالس الأقاليم من أجل تحقيق الاندماج المطلوب بين كل أطياف الشعب". وأردف قائلا "المجالس المحلية ستحمل تطلعات المواطنين، ومطالبهم وستسعى إلى تحقيقها، وسيسبق ذلك وضع نص قانوني ينظم العلاقة بين المجلسين (مجلس النواب ومجلس الأقاليم)، كما هو معمول به في كل الدول، في علاقة بالمصادقة على مشاريع القوانين". إلى ذلك، رد الرئيس التونسي على المعارضين لهذه الانتخابات، قائلا "تونس ليست دولة جهوية كما يدعي البعض، تونس دولة موحدة وستبقى كذلك، لكن الاختيارات الكبرى عن طريق القوانين ستكون من اقتراح من صنعوا الانفجار الثوري". وتابع "هذه الخيارات ستكون تعبيرا عن إرادة من صنع الانفجار الثوري، وسنواصل بناء كل مؤسسات الدولة في القريب العاجل وسنعمل على تطهير الدولة ممن عبثوا بها عقودا وعقود،لابد من الوقوف معا لنبني جمهورية جديدة، وهي بصدد البناء، ونحن نسير في الاتجاه الصحيح، وسنحقق آمال شعبنا". وكانت غالبية أحزاب المعارضة قد أعلنت في وقت سابق مقاطعتها لهذه الانتخابات، منها جبهة "الخلاص الوطني" التونسية المعارضة، التي تتألف من حركة النهضة الإسلامية، وحزب قلب تونس وحزب ائتلاف الكرامة وحزب الأمل وحراك تونس الإرادة. يشار إلى أن مراكز الاقتراع لانتخابات المجالس المحلية في تونس كانت قد فتحت أبوابها، اليوم أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات محلية في تاريخ تونس، تمهد لإجراء انتخابات المجلس الوطني للجهات والأقاليم (غرفة برلمانية ثانية) خلال العام 2024. ويشارك في هذه الانتخابات 6177 مرشحا، بينهم 1028 مرشحا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتوزعون على 131 إناث و897 من الذكور. وينتمي العدد الأكبر للمرشحين إلى الفئة العمرية من 36 إلى 60 سنة، وذلك بنسبة 69.1 %، أغلبهم من الذكور بنسبة 86.6 %. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين التونسيين المعنيين بهذه الانتخابات 9 ملايين و80 ألفا و987 ناخبا، بينما يبلغ عدد الدوائر الانتخابية 2155 دائرة. وسيختار الناخبون التونسيون في هذه الانتخابات أعضاء المجالس المحلية البالغ عددها 279 مجلسا، بحسب تصريحات أدلى بها في وقت سابق اليوم فاروق أبو عسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتونس.
مشاركة :