بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من الحرب على غزة، تُثْبِتُ المقاومةُ الفلسطينيةُ أنها ما زالت تتمتع بالمبادرة وتضرب القوات المحتلة في مناطق أعلنتْ أنها تحت سيطرتها في شمال ووسط غزة وكذلك في جنوبها في منطقة خان يونس. وهذا يدلّ على كذب الجيش الإسرائيلي على مجتمعه الذي ينتقد حكومتَه وجيشَه لفشلهم في تحقيق أي هدف منذ السابع من أكتوبر، يوم النكبة الإسرائيلية. كذلك فشلت أميركا في حماية إسرائيل عسكرياً رغم الدعم اللا محدود الذي تقدمه عسكرياً وأمنياً وعبر قوات خاصة وبأسطولها البحري وغطاء ديبلوماسي في الأمم المتحدة. وهذا تأكيد على أن المقاومة توجه الضربات القاسية لجيش الاحتلال الذي أصبح يتخبّط داخل غزة من دون أهداف محددة، خصوصاً بعد توسع الجبهات لتشمل دولاً وقوات أخرى حليفة للمقاومة الفلسطينية. وعلمت «الراي» ان أميركا اتصلت مرات عدة بالجمهورية الإسلامية في إيران من خلال وسطاء طلبوا تدخلها من أجل وقف هجمات الحوثيين و«حزب الله» وكذلك المقاومة العراقية. إلا ان طهران أبلغتْ ناقِلَ الرسائل أن على أميركا الضغطَ لوقف إسرائيل وجرائمها ضد أطفال ونساء فلسطين، وأنها كدولة لن تأخذ دور مطفئ حرائق إسرائيل وأميركا وأن لديها حساباً مفتوحاً مع إسرائيل. وهذا يؤكد ان إيران لم تعد تخشى إظهار نفسها كمشارِك في الحرب ضد إسرائيل بطريقة أو بأخرى، خصوصاً بعدما اتهمتْها أميركا بالوقوف وراء هجوم مسيَّرةٍ على ناقلةٍ تحمل مواد كيميائية لـ «الاستخدام العسكري»، كما علمت «الراي»، متجهة إلى إسرائيل، وهذه رسالة بأن إيران على عِلْم بما تحمله السفن المبحرة إلى إسرائيل وبأنها لا تخشى أن تُوجَّه إليها الأصابع بضلوعها في محاربة إسرائيل وخصوصاً بعدما أعلن الولي الفقيه السيد علي خامنئي ان «من واجب كل إنسان دعم المقاومة والشعب الفلسطيني». وهذا طبعاً يشمل إيران بالدرجة الأولى التي ألزمت نفسها بدعم غزة علناً. وقد نجحت إسرائيل، بعد محاولات عدة، في اغتيال المسؤول الأول عن الدعم الاستراتيجي لمحور المقاومة اللواء الإيراني رضى الموسوي في مقر إقامته في ضواحي دمشق في محاولةٍ لرفع مستوى التوتر مع إيران والادعاء بتحقيق إنجازٍ لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتخبّط داخلياً مع حلفائه في الحكومة وأمام شعبه بعد فشله بإنهاء حماس وإطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين. وتعلم إسرائيل أن إيران دولة اقليمية لا تعتمد سياستها العسكرية الاستراتيجية على رَجُل واحد حتى ولو كان المنظّم الرئيسي للمساعدات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي وللمقاومة في العراق وسورية ولبنان. فقد سبق لأميركا ان اغتالت قائد الموسوي، الجنرال قاسم سليماني، في يناير 2020 ولم يتغيّر زخم الدعم الإيراني لحركات المقاومة. من هنا فإن اغتيال أي قائد إيراني في الخاصرة الهشة السورية لن يُنْهي إقفال باب المندب على السفن والبضائع الإسرائيلية ولن تتوقف ضربات المقاومة العراقية على إسرائيل والقواعد الأميركية ولا الحرب الدائرة على الحدود اللبنانية بين «حزب الله» وجيش الاحتلال. ومن المؤكد ان هذا الاغتيال لن يجرّ إيران إلى أرض المعركة كي لا تنجرّ أميركا أيضاً. فمنذ عقود وإيران تُقْلِقُ إسرائيل، ودعمها المسلح لحركات المقاومة الفلسطينية وغيرها هو الردّ الذي لم يتوقف يوماً ويسدّد الحساب المفتوح مع اسرائيل. وتالياً من المؤكد ان إيران ستخرج أكثر إلى العلن بدعمها الأكبر للمقاومة والتي ترتقي بالضربات من دون توسيع الجبهات في وقتٍ تنشط إسرائيل داخل غزة وتتعرّض للضربات القاسية. فخلال اليومين الأخيريْن، سقط لإسرائيل 24 ضابطاً وجندياً قتيلاً و44 جريحاً في منطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون التي أعلنت إسرائيل احتلالها. إلا انها ما زالت بعيدة عن السيطرة عليها وقد نجحت المقاومة في جر القوات الإسرائيلية إلى مكامن مميتة متعددة. كذلك يتعرض الجيش إلى هجمات قاسية في جحر الديك في المنطقة الزراعية الفارغة من السكان والتي اتخذها الاحتلال منطقة عمليات رئيسية للهجوم على غزة، والتي احتلّها في أول اجتياحه للقطاع. وهذا يعني أن المقاومة توجّه رسائل إلى جهات عدة أوّلها أنها بألف خير، وخصوصاً للمفاوضين الفلسطينيين - كما علمت «الراي» - بالتشدد في المفاوضات وعدم التنازل عن أي مَطالب وأهمها الوقف النهائي للحرب قبل أي بند آخَر. ثانياً، المقاومة تقول للشعب الإسرائيلي أن جيشه يكذب وأنه لا يسيطر على أي بقعة يحتلها داخل غزة. وثالثاً ان «حماس» لديها أنفاق متعددة لم يستطع الجيش اكتشافها وتستخدمها المقاومة للهجوم على الغزاة ولم تعد بحاجة ماسة إليها لانها تعمل بين الركام وفوق الأرض. رابعاً ان جرأة المقاومة في استهداف جيش العدو خلف خطوطه تظهر أن الفلسطيني صاحب الأرض الذي انتظر طويلاً دخولَ إسرائيل إلى الأحياء الضيقة ليشتبك معها يبرهن أن جيشها يُقهر عندما تتوقف طائراته عن قصف غزة ويقترب الطوفان وجهاً لوجه. إذاً فإن إسرائيل تدمّر الأحياء والمباني وبعض الأنفاق ولكنها لم تهزم المقاومة وهي بعيدة عن ذلك. فالمقاومة تظهر أنها تملك المبادرة باستعمال قذيفتين القيتا من مقاتلات «إف 16» ولم تنفجرا لتستخدمهما في فخٍّ جَذبت إليه القوات الإسرائيلية لتقتل أكبر عدد من عناصرها داخل شمال غزة في تل الزعتر. وهذا يدلّ على برودة تفكير المقاومة التي لا تتعرّض للضغط وتستولي على أسلحة إسرائيلية للضباط الذين قتلتْهم في أرض المعركة وهي تخطط لأسر جنود يتوغّلون داخل مناطق غزة. إلا أن إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها من دون مساعدةٍ رغم قدراتها التدميرية الهائلة، وهي لم تنجز شيئاً، كما قال نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان الذي أكد ان «لا أهداف لهذه الحرب» و«ان إسرائيل دولة ضعيفة بسبب استمرارها في القتال وهي غير قادرة على الوقوف بمفردها في مواجهة أعدائها وتحتاج إلى رعاية أميركية. وهذا هو الحال حالياً». ولم تنجح أميركا في وقف الحوثيين عن الانخراط في الحرب إلى جانب غزة وفشلتْ في إبقاء التحالف (البحري ضد الحوثيين) مرصوصاً بعد خروج إسبانيا وفرنسا وإيطاليا التي رفضت العمل تحت القيادة الأميركية ولا ترغب بالانخراط في حربٍ من أجل إسرائيل. ولم تستطع أميركا فرض الردع على أي طرف في لبنان والعراق واليمن. وهذا ما يزيد قلق إسرائيل التي تغرق في وحول غزة ويحاول رئيس وزرائها الابتعادَ عن هذا المسار. لم يعد أمام إسرائيل خيارات جيدة. فإكمال الحرب يعني حرباً طويلة لن تستطيع تحملها ولا مواجهة تدحرجها وانزلاقها نحو التصعيد على جبهات أخرى. وهي لا تستطيع أيضاً وقف الحرب لأن ذلك من شأنه إنهاء حكم نتنياهو واحتمال محاكمته. كما لا يمكن إسرائيل جرّ أميركا إلى الحرب لأنها تستطيع البدء بها ولكنها لا تملك توقيت إنهائها ولا تتحكم بنتائجها. ولا ترغب واشنطن بحرب في الشرق الأوسط وهي لم تنه حربها في أوكرانيا لأن لديها معركة انتخابية قد بدأت. علماً أنه إذا جرّتْها إسرائيل إلى الحرب فسترفع المقاومة وحلفاؤها وتيرة التصعيد لإحراج الرئيس جو بايدن وإسقاطه في معركته الانتخابية. لقد خفضت إسرائيل أهدافها من إنهاء «حماس» وتحرير السجناء الإسرائيليين الـ 129 إلى إنشاء منطقة عازلة. وهذا لأنها لا تملك أهدافاً واقعية تستطيع تحقيقها. وهذا ما يدفع نتنياهو للإعلان هن خطط متضاربة ومتناقضة. وتالياً، فإن خياراته أصبحت معدومة ولكن من المؤكد ان تعداد ضباطه وجنوده القتلى والجرحى لن يتوقّف ما دامت تل أبيب منغمسةً في وحول غزة التي تنتظر توغُّل جيش الاحتلال لتغرقه أكثر... بدمائه. بعد أقلّ من ثلاثة أشهر من الحرب على غزة، تُثْبِتُ المقاومةُ الفلسطينيةُ أنها ما زالت تتمتع بالمبادرة وتضرب القوات المحتلة في مناطق أعلنتْ أنها تحت سيطرتها في شمال ووسط غزة وكذلك في جنوبها في منطقة خان يونس. وهذا يدلّ على كذب الجيش الإسرائيلي على مجتمعه الذي ينتقد حكومتَه وجيشَه لفشلهم في تحقيق أي هدف منذ السابع من أكتوبر، يوم النكبة الإسرائيلية.كذلك فشلت أميركا في حماية إسرائيل عسكرياً رغم الدعم تحويلات المغتربين تضخّ «أوكسجين» الدولار.. في «شرايين» لبنان منذ يوم ما هو العرض الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة؟ منذ يومين اللا محدود الذي تقدمه عسكرياً وأمنياً وعبر قوات خاصة وبأسطولها البحري وغطاء ديبلوماسي في الأمم المتحدة. وهذا تأكيد على أن المقاومة توجه الضربات القاسية لجيش الاحتلال الذي أصبح يتخبّط داخل غزة من دون أهداف محددة، خصوصاً بعد توسع الجبهات لتشمل دولاً وقوات أخرى حليفة للمقاومة الفلسطينية.وعلمت «الراي» ان أميركا اتصلت مرات عدة بالجمهورية الإسلامية في إيران من خلال وسطاء طلبوا تدخلها من أجل وقف هجمات الحوثيين و«حزب الله» وكذلك المقاومة العراقية. إلا ان طهران أبلغتْ ناقِلَ الرسائل أن على أميركا الضغطَ لوقف إسرائيل وجرائمها ضد أطفال ونساء فلسطين، وأنها كدولة لن تأخذ دور مطفئ حرائق إسرائيل وأميركا وأن لديها حساباً مفتوحاً مع إسرائيل.وهذا يؤكد ان إيران لم تعد تخشى إظهار نفسها كمشارِك في الحرب ضد إسرائيل بطريقة أو بأخرى، خصوصاً بعدما اتهمتْها أميركا بالوقوف وراء هجوم مسيَّرةٍ على ناقلةٍ تحمل مواد كيميائية لـ «الاستخدام العسكري»، كما علمت «الراي»، متجهة إلى إسرائيل، وهذه رسالة بأن إيران على عِلْم بما تحمله السفن المبحرة إلى إسرائيل وبأنها لا تخشى أن تُوجَّه إليها الأصابع بضلوعها في محاربة إسرائيل وخصوصاً بعدما أعلن الولي الفقيه السيد علي خامنئي ان «من واجب كل إنسان دعم المقاومة والشعب الفلسطيني».وهذا طبعاً يشمل إيران بالدرجة الأولى التي ألزمت نفسها بدعم غزة علناً.وقد نجحت إسرائيل، بعد محاولات عدة، في اغتيال المسؤول الأول عن الدعم الاستراتيجي لمحور المقاومة اللواء الإيراني رضى الموسوي في مقر إقامته في ضواحي دمشق في محاولةٍ لرفع مستوى التوتر مع إيران والادعاء بتحقيق إنجازٍ لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتخبّط داخلياً مع حلفائه في الحكومة وأمام شعبه بعد فشله بإنهاء حماس وإطلاق سراح الأسرى الاسرائيليين.وتعلم إسرائيل أن إيران دولة اقليمية لا تعتمد سياستها العسكرية الاستراتيجية على رَجُل واحد حتى ولو كان المنظّم الرئيسي للمساعدات العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي وللمقاومة في العراق وسورية ولبنان. فقد سبق لأميركا ان اغتالت قائد الموسوي، الجنرال قاسم سليماني، في يناير 2020 ولم يتغيّر زخم الدعم الإيراني لحركات المقاومة.من هنا فإن اغتيال أي قائد إيراني في الخاصرة الهشة السورية لن يُنْهي إقفال باب المندب على السفن والبضائع الإسرائيلية ولن تتوقف ضربات المقاومة العراقية على إسرائيل والقواعد الأميركية ولا الحرب الدائرة على الحدود اللبنانية بين «حزب الله» وجيش الاحتلال.ومن المؤكد ان هذا الاغتيال لن يجرّ إيران إلى أرض المعركة كي لا تنجرّ أميركا أيضاً. فمنذ عقود وإيران تُقْلِقُ إسرائيل، ودعمها المسلح لحركات المقاومة الفلسطينية وغيرها هو الردّ الذي لم يتوقف يوماً ويسدّد الحساب المفتوح مع اسرائيل.وتالياً من المؤكد ان إيران ستخرج أكثر إلى العلن بدعمها الأكبر للمقاومة والتي ترتقي بالضربات من دون توسيع الجبهات في وقتٍ تنشط إسرائيل داخل غزة وتتعرّض للضربات القاسية.فخلال اليومين الأخيريْن، سقط لإسرائيل 24 ضابطاً وجندياً قتيلاً و44 جريحاً في منطقة جباليا وتل الزعتر وبيت حانون التي أعلنت إسرائيل احتلالها. إلا انها ما زالت بعيدة عن السيطرة عليها وقد نجحت المقاومة في جر القوات الإسرائيلية إلى مكامن مميتة متعددة.كذلك يتعرض الجيش إلى هجمات قاسية في جحر الديك في المنطقة الزراعية الفارغة من السكان والتي اتخذها الاحتلال منطقة عمليات رئيسية للهجوم على غزة، والتي احتلّها في أول اجتياحه للقطاع.وهذا يعني أن المقاومة توجّه رسائل إلى جهات عدة أوّلها أنها بألف خير، وخصوصاً للمفاوضين الفلسطينيين - كما علمت «الراي» - بالتشدد في المفاوضات وعدم التنازل عن أي مَطالب وأهمها الوقف النهائي للحرب قبل أي بند آخَر.ثانياً، المقاومة تقول للشعب الإسرائيلي أن جيشه يكذب وأنه لا يسيطر على أي بقعة يحتلها داخل غزة.وثالثاً ان «حماس» لديها أنفاق متعددة لم يستطع الجيش اكتشافها وتستخدمها المقاومة للهجوم على الغزاة ولم تعد بحاجة ماسة إليها لانها تعمل بين الركام وفوق الأرض.رابعاً ان جرأة المقاومة في استهداف جيش العدو خلف خطوطه تظهر أن الفلسطيني صاحب الأرض الذي انتظر طويلاً دخولَ إسرائيل إلى الأحياء الضيقة ليشتبك معها يبرهن أن جيشها يُقهر عندما تتوقف طائراته عن قصف غزة ويقترب الطوفان وجهاً لوجه.إذاً فإن إسرائيل تدمّر الأحياء والمباني وبعض الأنفاق ولكنها لم تهزم المقاومة وهي بعيدة عن ذلك.فالمقاومة تظهر أنها تملك المبادرة باستعمال قذيفتين القيتا من مقاتلات «إف 16» ولم تنفجرا لتستخدمهما في فخٍّ جَذبت إليه القوات الإسرائيلية لتقتل أكبر عدد من عناصرها داخل شمال غزة في تل الزعتر.وهذا يدلّ على برودة تفكير المقاومة التي لا تتعرّض للضغط وتستولي على أسلحة إسرائيلية للضباط الذين قتلتْهم في أرض المعركة وهي تخطط لأسر جنود يتوغّلون داخل مناطق غزة.إلا أن إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها من دون مساعدةٍ رغم قدراتها التدميرية الهائلة، وهي لم تنجز شيئاً، كما قال نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان الذي أكد ان «لا أهداف لهذه الحرب» و«ان إسرائيل دولة ضعيفة بسبب استمرارها في القتال وهي غير قادرة على الوقوف بمفردها في مواجهة أعدائها وتحتاج إلى رعاية أميركية. وهذا هو الحال حالياً».ولم تنجح أميركا في وقف الحوثيين عن الانخراط في الحرب إلى جانب غزة وفشلتْ في إبقاء التحالف (البحري ضد الحوثيين) مرصوصاً بعد خروج إسبانيا وفرنسا وإيطاليا التي رفضت العمل تحت القيادة الأميركية ولا ترغب بالانخراط في حربٍ من أجل إسرائيل. ولم تستطع أميركا فرض الردع على أي طرف في لبنان والعراق واليمن. وهذا ما يزيد قلق إسرائيل التي تغرق في وحول غزة ويحاول رئيس وزرائها الابتعادَ عن هذا المسار.لم يعد أمام إسرائيل خيارات جيدة. فإكمال الحرب يعني حرباً طويلة لن تستطيع تحملها ولا مواجهة تدحرجها وانزلاقها نحو التصعيد على جبهات أخرى. وهي لا تستطيع أيضاً وقف الحرب لأن ذلك من شأنه إنهاء حكم نتنياهو واحتمال محاكمته.كما لا يمكن إسرائيل جرّ أميركا إلى الحرب لأنها تستطيع البدء بها ولكنها لا تملك توقيت إنهائها ولا تتحكم بنتائجها. ولا ترغب واشنطن بحرب في الشرق الأوسط وهي لم تنه حربها في أوكرانيا لأن لديها معركة انتخابية قد بدأت. علماً أنه إذا جرّتْها إسرائيل إلى الحرب فسترفع المقاومة وحلفاؤها وتيرة التصعيد لإحراج الرئيس جو بايدن وإسقاطه في معركته الانتخابية.لقد خفضت إسرائيل أهدافها من إنهاء «حماس» وتحرير السجناء الإسرائيليين الـ 129 إلى إنشاء منطقة عازلة. وهذا لأنها لا تملك أهدافاً واقعية تستطيع تحقيقها. وهذا ما يدفع نتنياهو للإعلان هن خطط متضاربة ومتناقضة. وتالياً، فإن خياراته أصبحت معدومة ولكن من المؤكد ان تعداد ضباطه وجنوده القتلى والجرحى لن يتوقّف ما دامت تل أبيب منغمسةً في وحول غزة التي تنتظر توغُّل جيش الاحتلال لتغرقه أكثر... بدمائه.
مشاركة :