لجنة انضباط.. للثقافة - أميمة الخميس

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كثيراً ما نجد أن المجتمع الرياضي لدينا قد قطع أشواطاً متجاوزة لبقية القطاعات، ولاسيما على مستوى تنظيم وضبط الحراك الرياضي، هذا رغم الصخب الانفعالي الذي تخالطه هتافات الملاعب وتحزبات الفرق وملاكمة الكلمات، ولكن نجده من ناحية آخرى ونتيجة لكل ماسبق قد تمخض عن نوع من الممارسة المُنظمة والضابطة، وسقف للنقد والمحاسبية يرتفع عبر قنوات يومية للتواصل باتت جزءاً من مكوناته. ومن نفس المنطلق السابق أسست لجان انضباط تقوم بمحاسبة ومعاقبة التجاوزات والخروقات والشغب والفوضى حتى تلك القادمة من الجماهير في المدرجات، ان هي حاولت قهقرة الأنشطة ونقلها من ممارسة حضارية راقية إلى ميدان للشغب والغوغائية والإسفاف بالروح الرياضية. وهو ماعجز أن يؤسسه ويكونه القطاع الثقافي، فإلى الآن أسقف النقاش والنقد في القطاع الثقافي حذرة ومنخفضة وتمر على الضفاف دون تفكيك الكثير من القضايا العالقة، حول الدور الثقافي الغائب المغيب وطنياً. المنشآت الرياضية كونت بنية تحتية قوية ومتماسكة ابتداء من المدارس، وصولاً إلى الملاعب الضخمة والأندية، بينما البنية التحتية للثقافة مهلهلة مهترئة.. ومعظمها بالإيجار، ولا توجد أكاديمية واحدة محتضنة للفنون. وصفقات المدربين واللاعبين العالميين تعلن بأرقام مليونية عبر وكالات كبرى تقطف أفضل ما في السوق العالمية لتصب خبراتها في ملاعبنا، بينما على المستوى الثقافي نعجز عن أن نجلب اسماً عالمياً واحداً لمناسباتنا الثقافية، فنجتر وندور أسماءنا نفسها، وأوراق عمل تعتمد على القص واللزق، عاقبتها الجماهير بالعزوف عنها. إضافة إلى أن تلك الأنشطة الثقافية نفسها مهددة بالطمس والإيقاف فجأة، إذا اختارت مجموعة فوضوية أن تفسد في اللحظات الأخيرة نشاطاً أمضى المنظمون شهوراً طوالاً في الاستعداد والترتيب له. لجنة الانضباط في القطاع الرياضي، بالطبع لم تبزغ فجأة، ولم تظهر الحاجة إليها إلا بعد ركام من التجارب السلبية عندها ظهرت أهميتها لكبح السفهاء والانفعاليين. على حين أن القطاع الثقافي يظل مستباحاً للمشاغبين والمتجاوزين لقوانين مؤسسات تمثل الدولة عاما إثر الآخر، هذا العام فقط فلنبدأ من معرض كتاب جدة، حيث تصدى لهم وعي وطني بكلمة (نعم يرضينا)، وانتقالاً للكر والفر في الجنادرية، وانتهاء بمعرض كتاب الرياض، يصر المشاغبون على الخروج عن السلم الاجتماعي والمرجعية الرسمية. فهل ستظل الأنشطة الثقافية بحاجة لغطاء أمني دوماً؟ الأنشطة الثقافية في الدول المجاورة تمر بسلام وبشكل يليق بنوع المنشط، ومن هنا بالتحديد نجد أنه آن الأوان للجنة انضباط ثقافي، يخرج عنها قانون بلائحة جزائية تتضمن عقوبات رادعة وغرامات ضد كل من يستبيح الأنشطة الثقافية، تماماً كلائحة الانضباط الرياضي، التي استطاعت بدورها أن تردع المشاغبين ومثيري الفوضى، وصولاً إلى رؤوسهم المحرضة عبر قروبات الواتس، الذين يرسلونهم كأذرع بينما يلوذون هم بمكامنهم. إذا لم يكن هناك لجنة انضباط ثقافي بلائحة تنظيمية تضبط الأمور، فستظل أنشطتنا الثقافية، مضماراً لهذا السيرك السنوي، الذي نقدمه سنوياً لجميع ناشري ومثقفي العالم كتذكار يعكس طبيعة النشاط الثقافي في المملكة. omaimakhamis@yahoo.com لمراسلة الكاتب: oalkhamis@alriyadh.net

مشاركة :