في مثل هذا اليوم قبل عامٍ كاملٍ بالتمام عجّت صحفنا بعشرات المقالات والكتابات التي تحتفي بقرار عاصفة الحزم وكذا وسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها والتي أبدى فيها الكتاب وقوف أقلامهم سلاحاً جنباً إلى جنب مع عدّة وعتاد جنود العاصفة وصفاً واحداً لا يشق ولا يتجزأ تحت مظلة وطنهم وقيادته. تساؤلٌ دار هنا قبل عامٍ عن نتائج الاتفاق النووي الإيراني المُعلن خاصة أنه أولاً ليس باتفاقٍ نهائي، حتى وإن كُشفت جميع التفاصيل الغائبة أو المغيّبة حول الاتفاق، وبصرف النظر عن متابعة ورصد إن تم بالفعل تطبيق هذا الاتفاق أم لم يتم فإنه يكفينا إثبات ما حصل أن التحرّك والقرار العربي الموحّد من خلال "عاصفة الحزم" يُبشّر ويَعِد بمرحلةٍ سياسية جديدة تُلغي الانتكاسات العربية التي عهدناها ومحاولة شق صف الوحدة الإسلامية من خلال مفاعلات إيران الطائفية قبل النووية. كانت تتعالى أصوات بين فينة وأخرى ومدعومة من حملات إعلامية معادية وتستهدف المملكة أن السعودية تراجع دورها الديبلوماسي. وصحيح أن الاقتصاد هو مروحة السياسة؛ ولكن العلاقة بين السعودية والعالم ليست علاقة نفط، فكم من دول العالم لديها نفط، لكنها علاقة مصالح جيوسياسية، واستراتيجية، فالسعودية هي مركز المسلمين في العالم ولها تأثير على مليار ونصف المليار في العالم، ولا تستطيع أميركا أو روسيا أو مجلس الأمن أن يتجاهل هذا الثقل الروحي للمملكة، كما أن السعودية هي أكثر الدول استقراراً على المستوى الاقتصادي ولجأ إليها العالم أثناء أزماته العالمية المالية. لهذا لا صحة لمن كان يثير الأقاويل بأن وجود النفط في أميركا ربما يقلل من قيمة السعودية، من رأى هذا الرأي فهو واهم وبقوة، ما كان العالم يراه أن دور السعودية الفعلي وخاصة بعد عاصفة الحزم قد حسم وقطع كل المحاولات والأقاويل، المملكة ليست ليست دولة هامشية صغيرة أو فقيرة أو عاجزة، بل هي ضمن الاقتصادات الأكبر على مستوى العالم، وبمجرد قراراتها الاقتصادية تستطيع أن تؤثر على أي دولة في العالم كما حدث في أكثر من مرحلة فضلاً عن تحركاتها وفعلها الدبلوماسي. منذ اليوم الأول لعاصفة الحزم وردود الأفعال العالمية تتوالى بما يشي بالفعل بقوة قرارها ولعل آخرها "توقيت" الاتفاق المبدئي النووي الإيراني الذي أثبت أنّ قواعد اللعبة السياسية في المنطقة في طريقها للتغيّر وأن فرض هيمنة إقليمية لقوة عربية موحدة تقودها المملكة لا مجال للمناورة فيها.
مشاركة :