رياضة الغوص ومتعة اكتشاف أعماق البحر ومكنوناته

  • 1/2/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي يفضل فيه البعض الاسترخاء أمام البحر أو السباحة والصيد وركوب اليخت، يجد البعض الآخر متعته في الغوص والدخول إلى أعماق البحر بعيداً عن صخب الحياة، لاكتشاف مكنونات هذا العالم الغامض. إلى جانب ذلك، يعدّ الغوص رياضة ممتعة، تغير حياة من يمارسها وترتبها وتمنحه الأمل بعد الألم!، كما تعلمه الانضباط والاجتهاد والتحكم في النفس. بل بات الغواصون يتغزلون في البحر، خاصة الأحمر حتى أنهم وصفوه بـ«جنة عشاق الغوص».. والأجمل حينما تجد من يشاركك هذه المتعة.. فهل أنت مستعد لخوض التجربة وتغيير حياتك؟ يعيش عيسى البراك في مدينة حائل، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام تحقيق فضوله تجاه الحياة البحرية واكتشافها، والوصول إلى حلمه في السباحة وممارسة الغوص. فبدأ السباحة عام 2008، ولكنه عام 2010 تعرض إلى حادث سير أدى إلى إصابته بشلل نصفي.. إلا أن قوة الإرادة والعزيمة جعلته يكمل ما بدأ، فبعد إصابته تقريباً بعام واحد، عاد ليمارس السباحة بشكل أقوى. ويرى عيسى أن الغوص يجعله يتحكم في التوتر، كما يمنحه فرصة وتجربة للتأمل بروعة الحياة البحرية، وأكثر عمق وصل إليه 40 متراً. كما أن الغوص ساعده على التشافي من إصابته بشكل أسرع. شارك عيسى في مسابقات عالمية، من بينها مسابقة أقيمت في شرم الشيخ بعمق 35 متراً، ويتمنى المشاركة في بطولات أخرى، ولكنه يحتاج إلى الدعم من قبل الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص. بدأت الغواصة ندى الرشيد، علاقتها بالبحر منذ الطفولة، عندما كانت تذهب مع والدها - رحمه الله - لتقضي وقتاً طويلاً في الصيد. فجذبها البحر بكل ما فيه، وبدأت رحلتها في عالم الغوص وهي في العاشرة من العمر، لتجد بعد ذلك شغفها بالغوص الحر. وبحبها وشغفها، حققت ندى أعمق رقم سعودي في منافسة بتخصص الزعانف الأحادية AIDA العالمية. وتتمنى المشاركة في بطولات الغوص الحر دولياً، وأن تمثل المملكة خصوصاً في مجال الأعماق. الغوص غيّر طريقة حياة ندى، وأصبح ضمن برامجها اليومية وقالت «الغوص غير حياتي، فعندما بدأت ممارسة الغوص الحر تحمست للمنافسة والوصول إلى الأعماق، فكان من المهم أن أرتب نمط حياتي لأسلوب الرياضيين المحترفين. لذا يمكن القول إن الغوص علمني الانضباط، والاجتهاد، والتحكم في النفس، فخصصت روتيناً لتمارين الغوص وللطعام والرياضة، واهتممت بالتشافي العضلي وتمارين التنفس. فكان لدي هدف بأثر إيجابي على صحتي، كما يمنحني مشاركة زوجي - عبد الله مفتي - رياضة كلانا نستمتع بها ونتعلم من بعضنا، وتخرجنا من عالمنا المألوف إلى عالم البحار المليء بالمفاجآت». لأنها تعشق الغوص، فقد مارسته ندى في معظم مناطق السعودية، من ينبع وفرسان وجزيرة كدمبل الرائعة في منطقة القحمة. والآن تتمنى الغوص في منطقة نيوم واستكشاف المناطق الجديدة. وخارج السعودية تتمنى الغوص بمدينة تولوم في المكسيك؛ لأن فيها مسابح طبيعية في وسط الغابات كما تقول. ما رأيك بالاطلاع على 19 رقما قياسيا جديدا على الصعيد الإماراتي يسجلها رياضيون في الغوص الحر في دبي   عشق عبد الله مفتي البحر منذ الصغر عندما كان يذهب بصحبة أسرته لممارسة الرياضات البحرية في عطلة نهاية الأسبوع. يقول «بداية ممارستي للغوص كانت عام 2012 عندما حصلت على رخصة «بادي» للمياه المفتوحة، وحتى عام 2018 بدأت رحلتي مع الغوص الحر عن طريق زوجتي ندى والكابتن محمود زكريا. والغوص الحر يتطلب راحة بال، ولياقة عالية ورئتين صحيتين حتى يتمكن الغواص من تحدي الأعماق». يمارس عبد الله الغوص في أوقات الفراغ، وعادة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويفضل الغوص في الصباح الباكر كزوجته ندى التي يعدّها قدوته في هذا المجال لحبها وشغفها بالغوص الحر. وقال: «ندى حققت أعمق رقم سعودي للسيدات في منافسة CWT». ويرى أن كل رياضة جديدة تؤثر في ممارسها من الناحية العقلية والجسدية والاجتماعية. بتلك الكلمة «أنت قدها»؛ يشجع عبد الله الراغبين في تعلم الغوص على ممارسته. وبالنسبة إلى الأماكن التي يتمنى ممارسة الغوص فيها يقول: «لا تعد ولا تحصى، ولكن من أهمها النرويج، التي تتميز ببرودة أجوائها، فالشتاء فيها شديدة البرودة، وقد تصل درجة حرارة الماء أقل من 5 درجات مئوية؛ حيث يمكنني الغوص مع حيتان الأوركا (الحوت القاتل) التي تتجمع في شمالي النرويج كل شتاء للبحث عن الطعام. وتعدّ الأوركا حيوانات اجتماعية وذكية جداً، والغوص معها في بيئتها الطبيعية تجربة فريدة، وهي أيضاً معروفة بفضولها وتفاعلها مع البشر». أعمق نقطة وصل إليها عبد الله هي غوص حر إلى عمق 37 متراً، «وهدفي أن أصل إلى 50 متراً ولكن ذلك يتطلب الإصرار والتدريب المستمر». كما يتمنى أن يشارك في مسابقة AIDA الأكثر شعبية، بينما Vertical Blue تعدّ حصرية وصعبة الدخول كما يقول.     يمارس ريان الغامدي (30 عاماً) السباحة بشكل مستمر، ويتردد على الشواطئ كونه يشعر بفضول دائم حولها وحول الحياة البحرية؛ ما دفعه إلى ممارسة الغوص واستكشاف أعماق البحار، فهو يفضل الغوص؛ حيث تكثر الحياة البحرية والشعاب المرجانية. ويجد ذلك في الشواطئ الغربية للمملكة «فهي الأجمل» كما يقول. أصبح الغوص بالنسبة إلى ريان أسلوب حياة؛ حيث يمارسه بوتيرة منتظمة أسبوعياً في الفترة الصباحية للابتعاد عن ضجر ونمط الحياة اليومية. ويقدم ريان نصائحه لمن يرغب في ممارسة الغوص، قائلاً: «لا تتردد بالبدء، فلا يوجد ما يدعو إلى القلق من الغوص؛ حيث تهدف الدورات التدريبية إلى تمهيد المتدربين وتعليمهم الأساليب الصحيحة والآمنة لممارسة الغوص». ويتمنى ريان المشاركة في البطولات الخاصة بالغوص كالبطولات المنظمة من قبل الاتحاد السعودي للرياضات البحرية، والغوص ومن ثم البطولات العالمية المنظمة من قبل منظمة AIDA. ما رأيك بالتعرف على مواقع شهيرة للغوص الترفيهي والاحترافي.. رحلة ممتعة تحت الماء الغوص الحر هو أكثر من مجرد مغامرة بالنسبة إلى منى الخضراء، بل إنه أسلوب حياة، وشكل من أشكال التأمل والتخلص من الأمور السلبية. تقول منى: «هذا التواصل مع ذاتي يجعل من الغوص الحر تجربة شخصية عميقة وذات مغزى. فهو يساعدني على التواصل مع جسدي، والحفاظ على الصحة العقلية والشعور باليقظة. والغوص الحر يتيح لي استكشاف أماكن جديدة والتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل؛ ما يخلق إحساساً بالانتماء إلى المجتمع، إنه وسيلة للتواصل مع نفسي ومع الطبيعة ومع الآخرين الذين يحبون العالم تحت الماء، وعادة أستمتع بالغوص الحر خلال النهار، وفي الليل، أمارس الغوص العميق. بهذه الطريقة، أحصل على متعة الانغماس الكامل في العالم الساحر تحت الماء». هناك العديد من وجهات الغوص المذهلة في جميع أنحاء العالم، وقد قامت منى باستكشاف معظمها، ولكنها تؤكد أن البحر الأحمر يعدّ من أفضلها بالنسبة لها، تقول: «يشتهر البحر الأحمر على نطاق واسع بشعابه المرجانية المذهلة ونظامه البيئي البحري الفريد، وهو جنة لعشاق الغوص. وقد بدأت رياضة الغوص العميق تحت الماء عندما كان عمري 15 عاماً، والآن أمارس الغوص الحر». ولكي توفق منى بين حياتها والغوص، ترى أنه لا بد من إعطاء الأولوية للسلامة أولاً. «يتضمن ذلك تلقي التدريبات المناسبة والتراخيص، واستيعاب القدرات البدنية، والغوص دائماً مع أحد الأصدقاء». إضافة إلى ذلك، دمج التمارين المنتظمة وخيارات نمط الحياة الصحي الذي يؤدي إلى تعزيز قدراتك على الغوص ورفاهيتك بشكل عام. تشير منى، إلى أنه يمكن للغواص الحر الوصول إلى أعماق غير متوقعة، تزيد على 100 متر وفقاً الخبراء. وتوضح: «بالنسبة إلي، بدأت ممارسة الغوص الحر منذ شهر واحد تقريباً، ووصلت إلى عمق 41 متراً حتى اليوم. وبصفتي غواصة سعودية حرة، أود المشاركة في المسابقات التالية: لم تتوقع لجين محمد (23 عاماً) أن تصبح في يوم ما غواصة، فقد كانت في بداياتها تتردد جداً عند النزول إلى البحر، وتصاب ببعض التوتر والخوف، ولكنها سرعان ما واجهت جميع مخاوفها مع الوقت، تقول «بسبب حبي لهذه الرياضة استطعت أن أثبت نفسي فيها، وأن أصل إلى أطول عمق ممكن؛ حيث وصلت حتى الآن إلى 30 متراً، وفي كل مرة أحقق هدفاً أطمح إلى هدف أكبر وعمق أكثر، لذا أصبح الغوص أمراً مهماً جداً في حياتي». بدأت لجين الغوص منذ فترة قصيرة وباتت تمارسه بشكل مستمر، تقول «الغوص يخفف من التوتر والضغط العصبي، ويجعلني أسترخي ويساعدني على التخلص من الطاقة السلبية، فعندها لا تشعر إلا بصوت نفسك والبحر الأزرق الكبير». من أغرب المواقف التي تذكرها لجين خلال الغوص، هو رؤية أسماك القرش للمرة الأولى، تقول: «كان شعوراً غريباً ومرعباً، ولم أعلم كيف أتصرف في البداية، ولكن سرعان ما تداركت الموقف، وهو شعور لا يوصف وجميل جداً». تتمنى لجين أن تمارس الغوص في جزر فرسان، التي تقع بالقرب من مدينة جازان جنوب غربي السعودية، تعلق قائلة: «تُعرف جزر فرسان بجمال حياتها البحرية ورمالها البيضاء، واحتمال رؤيتك لأسماك القرش مثل القرش الحريري، والقروش ذات الطرف الأبيض كبير، فأتمنى الغوص فيها». يمكنك أيضًا الاطلاع على أمور أساسية يجب الالتزام بها في رحلة الغوص أثناء السفر جذبت رياضة الغوص داليا علي رضا (32 عاماً)، كونها تساعد على الهدوء والسلام الفكري والذهني، وتعلم الصبر. وتصف داليا أعماق البحر بالممتعة؛ لأن درجة الحرارة فيها منخفضة عن المناطق الأخرى، «وذلك يساعدني على البقاء مدة أطول، إضافة إلى أن البحر الأحمر يوجد فيه أجمل أنواع الأسماك والمرجان بمختلف ألوانها وأشكالها». تتمنى داليا الغوص في مدينة «نيوم» شمال غربي السعودية، وتوجه رسالة إلى الشباب والفتيات المهتمين بالغوص: «كن مستعداً لتجربة التأمل الذاتي، وفهم كيفية الابتعاد عن العالم؛ لأنها من أجمل التجارب التي ستخوضها. والنجاح في هذه الرياضة يعتمد على القوة العقلية أكثر من الجسدية، لذا فإن ممارسة التأمل ستساعدك على التركيز، وأخيراً يجب أن تحب البحر وتحترمه». وتعد داليا نفسها من الأشخاص المحظوظين بالعيش بجوار البحر لممارسة ما تحب، تقول «ليس من الصعب العثور على الوقت لتعمل ما تحب سواءً رياضة أو هواية وغيرها، وأعد نفسي من المحظوظين لأني أعيش بجوار البحر». بين لنا مدرب الغوص محمود زكريا أن هناك نوعين رئيسيين للغوص، النوع الأول غوص «السكوبا»، وهو الغوص بالمعدات والتنفس تحت الماء من خلال أسطوانة تحتوي على الهواء المضغوط، وممارسة هذا النوع من الغوص ممتعة، كونها تمكن الغواص من البقاء تحت الماء لفترة طويلة قد تصل إلى مدة ساعة تقريباً. يقول «وأستطيع أن أقول إن الغوص رياضة لها فوائد ذهنية ولكن فوائدها الجسدية قليلة؛ ما يعني لا بد من ممارسة رياضات أخرى للحفاظ على اللياقة البدنية». أما النوع الآخر من أنواع الغوص وهو المفضل لدى زكريا ومتخصص فيه بوصفه مدرب مدربين، فهو الغوص الحر، الذي يعتمد على كتم النفس والغوص عميقاً بنفس واحد، يقول: «الغوص الحر ممارسة فطرية، فهو جزء من خصائص أجسامنا نحن البشر المصنفين ضمن أنواع الثدييات، فهو ليس مهارة مكتسبة بالتعلم إنما مهارة مكتسبة بالفطرة؛ إذ لو أننا نعيش قرب الماء وننزل إلى الماء بشكل مستمر فإن أجسامنا ستتكيف تلقائياً لنكون جاهزين للغوص الحر». هناك إقبال على الغوص من كلا الجنسين الفتيات والشباب كما يقول المدرب زكريا «ومن الملحوظ حديثاً إقبال من الإناث أكثر لممارسة الغوص حتى أصبحنا نشاهد الكثير من المدربات المحترفات يشاركن في تعليم الغوص بشكل عام». يضيف: «هناك العديد من الإناث يقبلن على تعلم الغوص الحر، وقد حققن نتائج رائعة في هذا المجال، وأستطيع القول إنهن سبقن الشباب في مجال الغوص الحر، وأنا أجد هذا منطقياً؛ حيث إن الكثير من الشعوب القديمة التي تعيش قرب المحيطات تعتقد أن الأنثى لديها قدرة أكبر على ممارسة الغوص الحر والتكيف مع المحيط؛ كونها تتميز بخصائص جسدية تعطيها هذه الميزة، كالهدوء والصبر والمرونة وقوة التحمل والقدرة على الاسترخاء الذهني والجسدي». يشير المدرب زكريا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه الغواصين بالنسبة إلى الغوص الحر، منها عدم توافر مسابح احترافية للتدريب، ورفع كفاءة الغواص لتجهيزه للمشاركة في المنافسات الدولية والمحلية. ويضيف: «بالنسبة إلى الغوص في المنتجعات، قد تكون أحياناً تكلفة ممارسة الغوص ورسوم دخول المنتجع مرهقة للغواص. أضف إلى ذلك أنه في حالة غوص السكوبا هناك استئجار الأسطوانات والمعدات. من الأماكن الممتعة لممارسة الغوص لدينا كما يقول زكريا: «في مدينة جدة هناك العديد من المنتجعات التي تحتوي على مراكز غوص تقدم خدمات للغواصين، والغوص من هذه المنتجعات جميل جداً، كما أنه بالإمكان الغوص من خلال القوارب المجهزة للغوص للذهاب إلى جزر وشعب مرجانية رائعة، أو حتى الغوص لمشاهدة حطام سفن غارقة، وهي تجربة فريدة وممتعة ويوجد العديد منها في سواحل جدة». ومن أماكن الغوص الممتعة أيضاً لدينا مدينة ينبع، ورابغ، والليث، وفي الجنوب، وكلنا شوق لنشاهد استكمال مشاريع البحر الأحمر في الشمال، يقول «برأيي الشخصي أينما ذهبنا في البحر الأحمر سنجد الجمال والتنوع والتجدد، فهو كنز لا يعرف قيمته إلا الذين قاموا بزيارته والغوص في أعماقه». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط رياضة الغوص متعة اكتشاف أعماق البحر ومكنوناته   في الوقت الذي يفضل فيه البعض الاسترخاء أمام البحر أو السباحة والصيد وركوب اليخت، يجد البعض الآخر متعته في الغوص والدخول إلى أعماق البحر بعيداً عن صخب الحياة، لاكتشاف مكنونات هذا العالم الغامض. إلى جانب ذلك، يعدّ الغوص رياضة ممتعة، تغير حياة من يمارسها وترتبها وتمنحه الأمل بعد الألم!، كما تعلمه الانضباط والاجتهاد والتحكم في النفس. بل بات الغواصون يتغزلون في البحر، خاصة الأحمر حتى أنهم وصفوه بـ«جنة عشاق الغوص».. والأجمل حينما تجد من يشاركك هذه المتعة.. فهل أنت مستعد لخوض التجربة وتغيير حياتك؟   تنسيق وحوار: زهراء الخالدي شاركت في الحوار: نسرين عمران  تصوير : ماجد عنقاوي تصوير تحت الماء : محمود زكريا مكياج : ريهام نصير  عيسى البراك   عيسى البراك بعد إصابتي بشلل نصفي عدت إلى ممارسة الغوص بشكل أقوى يعيش عيسى البراك في مدينة حائل، إلا أن ذلك لم يكن عائقاً أمام تحقيق فضوله تجاه الحياة البحرية واكتشافها، والوصول إلى حلمه في السباحة وممارسة الغوص. فبدأ السباحة عام 2008، ولكنه عام 2010 تعرض إلى حادث سير أدى إلى إصابته بشلل نصفي.. إلا أن قوة الإرادة والعزيمة جعلته يكمل ما بدأ، فبعد إصابته تقريباً بعام واحد، عاد ليمارس السباحة بشكل أقوى. ويرى عيسى أن الغوص يجعله يتحكم في التوتر، كما يمنحه فرصة وتجربة للتأمل بروعة الحياة البحرية، وأكثر عمق وصل إليه 40 متراً. كما أن الغوص ساعده على التشافي من إصابته بشكل أسرع. "الغوص ممارسة فطرية وهو جزء من خصائص أجسامنا نحن البشر" بطولات وجوائز شارك عيسى في مسابقات عالمية، من بينها مسابقة أقيمت في شرم الشيخ بعمق 35 متراً، ويتمنى المشاركة في بطولات أخرى، ولكنه يحتاج إلى الدعم من قبل الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص. ندى الرشيد                                      ندى الرشيد     بدأت الغوص في العاشرة من عمري بدأت الغواصة ندى الرشيد، علاقتها بالبحر منذ الطفولة، عندما كانت تذهب مع والدها - رحمه الله - لتقضي وقتاً طويلاً في الصيد. فجذبها البحر بكل ما فيه، وبدأت رحلتها في عالم الغوص وهي في العاشرة من العمر، لتجد بعد ذلك شغفها بالغوص الحر. أعمق رقم سعودي وبحبها وشغفها، حققت ندى أعمق رقم سعودي في منافسة بتخصص الزعانف الأحادية AIDA العالمية. وتتمنى المشاركة في بطولات الغوص الحر دولياً، وأن تمثل المملكة خصوصاً في مجال الأعماق. أتشارك وزوجي متعة الغوص الغوص غيّر طريقة حياة ندى، وأصبح ضمن برامجها اليومية وقالت «الغوص غير حياتي، فعندما بدأت ممارسة الغوص الحر تحمست للمنافسة والوصول إلى الأعماق، فكان من المهم أن أرتب نمط حياتي لأسلوب الرياضيين المحترفين. لذا يمكن القول إن الغوص علمني الانضباط، والاجتهاد، والتحكم في النفس، فخصصت روتيناً لتمارين الغوص وللطعام والرياضة، واهتممت بالتشافي العضلي وتمارين التنفس. فكان لدي هدف بأثر إيجابي على صحتي، كما يمنحني مشاركة زوجي - عبد الله مفتي - رياضة كلانا نستمتع بها ونتعلم من بعضنا، وتخرجنا من عالمنا المألوف إلى عالم البحار المليء بالمفاجآت». الغوص في نيوم لأنها تعشق الغوص، فقد مارسته ندى في معظم مناطق السعودية، من ينبع وفرسان وجزيرة كدمبل الرائعة في منطقة القحمة. والآن تتمنى الغوص في منطقة نيوم واستكشاف المناطق الجديدة. وخارج السعودية تتمنى الغوص بمدينة تولوم في المكسيك؛ لأن فيها مسابح طبيعية في وسط الغابات كما تقول. ما رأيك بالاطلاع على 19 رقما قياسيا جديدا على الصعيد الإماراتي يسجلها رياضيون في الغوص الحر في دبي عبد الله مفتي   عبد الله مفتي   أستمتع بالغوص مع زوجتي ندى الرشيد عشق عبد الله مفتي البحر منذ الصغر عندما كان يذهب بصحبة أسرته لممارسة الرياضات البحرية في عطلة نهاية الأسبوع. يقول «بداية ممارستي للغوص كانت عام 2012 عندما حصلت على رخصة «بادي» للمياه المفتوحة، وحتى عام 2018 بدأت رحلتي مع الغوص الحر عن طريق زوجتي ندى والكابتن محمود زكريا. والغوص الحر يتطلب راحة بال، ولياقة عالية ورئتين صحيتين حتى يتمكن الغواص من تحدي الأعماق». عالم آخر يمارس عبد الله الغوص في أوقات الفراغ، وعادة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويفضل الغوص في الصباح الباكر كزوجته ندى التي يعدّها قدوته في هذا المجال لحبها وشغفها بالغوص الحر. وقال: «ندى حققت أعمق رقم سعودي للسيدات في منافسة CWT». ويرى أن كل رياضة جديدة تؤثر في ممارسها من الناحية العقلية والجسدية والاجتماعية. أنت قدها! بتلك الكلمة «أنت قدها»؛ يشجع عبد الله الراغبين في تعلم الغوص على ممارسته. وبالنسبة إلى الأماكن التي يتمنى ممارسة الغوص فيها يقول: «لا تعد ولا تحصى، ولكن من أهمها النرويج، التي تتميز ببرودة أجوائها، فالشتاء فيها شديدة البرودة، وقد تصل درجة حرارة الماء أقل من 5 درجات مئوية؛ حيث يمكنني الغوص مع حيتان الأوركا (الحوت القاتل) التي تتجمع في شمالي النرويج كل شتاء للبحث عن الطعام. وتعدّ الأوركا حيوانات اجتماعية وذكية جداً، والغوص معها في بيئتها الطبيعية تجربة فريدة، وهي أيضاً معروفة بفضولها وتفاعلها مع البشر». إصرار وتدريب أعمق نقطة وصل إليها عبد الله هي غوص حر إلى عمق 37 متراً، «وهدفي أن أصل إلى 50 متراً ولكن ذلك يتطلب الإصرار والتدريب المستمر». كما يتمنى أن يشارك في مسابقة AIDA الأكثر شعبية، بينما Vertical Blue تعدّ حصرية وصعبة الدخول كما يقول. ريان الغامدي                                                                     ريان الغامدي     الشواطئ الغربية هي الأجمل يمارس ريان الغامدي (30 عاماً) السباحة بشكل مستمر، ويتردد على الشواطئ كونه يشعر بفضول دائم حولها وحول الحياة البحرية؛ ما دفعه إلى ممارسة الغوص واستكشاف أعماق البحار، فهو يفضل الغوص؛ حيث تكثر الحياة البحرية والشعاب المرجانية. ويجد ذلك في الشواطئ الغربية للمملكة «فهي الأجمل» كما يقول. أصبح الغوص بالنسبة إلى ريان أسلوب حياة؛ حيث يمارسه بوتيرة منتظمة أسبوعياً في الفترة الصباحية للابتعاد عن ضجر ونمط الحياة اليومية. ويقدم ريان نصائحه لمن يرغب في ممارسة الغوص، قائلاً: «لا تتردد بالبدء، فلا يوجد ما يدعو إلى القلق من الغوص؛ حيث تهدف الدورات التدريبية إلى تمهيد المتدربين وتعليمهم الأساليب الصحيحة والآمنة لممارسة الغوص». ويتمنى ريان المشاركة في البطولات الخاصة بالغوص كالبطولات المنظمة من قبل الاتحاد السعودي للرياضات البحرية، والغوص ومن ثم البطولات العالمية المنظمة من قبل منظمة AIDA. ما رأيك بالتعرف على مواقع شهيرة للغوص الترفيهي والاحترافي.. رحلة ممتعة تحت الماء "في الغوص.. لابد من إعطاء الأولوية للسلامة" منى الخضراء                          منى الخضراء     الغوص وسيلة للتواصل مع النفس والطبيعة الغوص الحر هو أكثر من مجرد مغامرة بالنسبة إلى منى الخضراء، بل إنه أسلوب حياة، وشكل من أشكال التأمل والتخلص من الأمور السلبية. تقول منى: «هذا التواصل مع ذاتي يجعل من الغوص الحر تجربة شخصية عميقة وذات مغزى. فهو يساعدني على التواصل مع جسدي، والحفاظ على الصحة العقلية والشعور باليقظة. والغوص الحر يتيح لي استكشاف أماكن جديدة والتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل؛ ما يخلق إحساساً بالانتماء إلى المجتمع، إنه وسيلة للتواصل مع نفسي ومع الطبيعة ومع الآخرين الذين يحبون العالم تحت الماء، وعادة أستمتع بالغوص الحر خلال النهار، وفي الليل، أمارس الغوص العميق. بهذه الطريقة، أحصل على متعة الانغماس الكامل في العالم الساحر تحت الماء». البحر الأحمر جنة عشاق الغوص هناك العديد من وجهات الغوص المذهلة في جميع أنحاء العالم، وقد قامت منى باستكشاف معظمها، ولكنها تؤكد أن البحر الأحمر يعدّ من أفضلها بالنسبة لها، تقول: «يشتهر البحر الأحمر على نطاق واسع بشعابه المرجانية المذهلة ونظامه البيئي البحري الفريد، وهو جنة لعشاق الغوص. وقد بدأت رياضة الغوص العميق تحت الماء عندما كان عمري 15 عاماً، والآن أمارس الغوص الحر». السلامة أولاً ولكي توفق منى بين حياتها والغوص، ترى أنه لا بد من إعطاء الأولوية للسلامة أولاً. «يتضمن ذلك تلقي التدريبات المناسبة والتراخيص، واستيعاب القدرات البدنية، والغوص دائماً مع أحد الأصدقاء». إضافة إلى ذلك، دمج التمارين المنتظمة وخيارات نمط الحياة الصحي الذي يؤدي إلى تعزيز قدراتك على الغوص ورفاهيتك بشكل عام. تشير منى، إلى أنه يمكن للغواص الحر الوصول إلى أعماق غير متوقعة، تزيد على 100 متر وفقاً الخبراء. وتوضح: «بالنسبة إلي، بدأت ممارسة الغوص الحر منذ شهر واحد تقريباً، ووصلت إلى عمق 41 متراً حتى اليوم. وبصفتي غواصة سعودية حرة، أود المشاركة في المسابقات التالية: بطولات AIDA. مسابقة البحر الأحمر الدولية للغوص الحر. كأس الخليج العربي للغوص. فعاليات يوم الغوص النسائي». لجين محمد                                   لجين محمد   الغوص أمر مهم في حياتي لم تتوقع لجين محمد (23 عاماً) أن تصبح في يوم ما غواصة، فقد كانت في بداياتها تتردد جداً عند النزول إلى البحر، وتصاب ببعض التوتر والخوف، ولكنها سرعان ما واجهت جميع مخاوفها مع الوقت، تقول «بسبب حبي لهذه الرياضة استطعت أن أثبت نفسي فيها، وأن أصل إلى أطول عمق ممكن؛ حيث وصلت حتى الآن إلى 30 متراً، وفي كل مرة أحقق هدفاً أطمح إلى هدف أكبر وعمق أكثر، لذا أصبح الغوص أمراً مهماً جداً في حياتي». بدأت لجين الغوص منذ فترة قصيرة وباتت تمارسه بشكل مستمر، تقول «الغوص يخفف من التوتر والضغط العصبي، ويجعلني أسترخي ويساعدني على التخلص من الطاقة السلبية، فعندها لا تشعر إلا بصوت نفسك والبحر الأزرق الكبير». أغرب موقف من أغرب المواقف التي تذكرها لجين خلال الغوص، هو رؤية أسماك القرش للمرة الأولى، تقول: «كان شعوراً غريباً ومرعباً، ولم أعلم كيف أتصرف في البداية، ولكن سرعان ما تداركت الموقف، وهو شعور لا يوصف وجميل جداً». الغوص في جزر فرسان تتمنى لجين أن تمارس الغوص في جزر فرسان، التي تقع بالقرب من مدينة جازان جنوب غربي السعودية، تعلق قائلة: «تُعرف جزر فرسان بجمال حياتها البحرية ورمالها البيضاء، واحتمال رؤيتك لأسماك القرش مثل القرش الحريري، والقروش ذات الطرف الأبيض كبير، فأتمنى الغوص فيها». يمكنك أيضًا الاطلاع على أمور أساسية يجب الالتزام بها في رحلة الغوص أثناء السفر داليا علي رضا                                     داليا علي رضا   الغوص رياضة تساعد على السلام الفكري والذهني جذبت رياضة الغوص داليا علي رضا (32 عاماً)، كونها تساعد على الهدوء والسلام الفكري والذهني، وتعلم الصبر. وتصف داليا أعماق البحر بالممتعة؛ لأن درجة الحرارة فيها منخفضة عن المناطق الأخرى، «وذلك يساعدني على البقاء مدة أطول، إضافة إلى أن البحر الأحمر يوجد فيه أجمل أنواع الأسماك والمرجان بمختلف ألوانها وأشكالها». كن مستعداً لتجربة التأمل تتمنى داليا الغوص في مدينة «نيوم» شمال غربي السعودية، وتوجه رسالة إلى الشباب والفتيات المهتمين بالغوص: «كن مستعداً لتجربة التأمل الذاتي، وفهم كيفية الابتعاد عن العالم؛ لأنها من أجمل التجارب التي ستخوضها. والنجاح في هذه الرياضة يعتمد على القوة العقلية أكثر من الجسدية، لذا فإن ممارسة التأمل ستساعدك على التركيز، وأخيراً يجب أن تحب البحر وتحترمه». وتعد داليا نفسها من الأشخاص المحظوظين بالعيش بجوار البحر لممارسة ما تحب، تقول «ليس من الصعب العثور على الوقت لتعمل ما تحب سواءً رياضة أو هواية وغيرها، وأعد نفسي من المحظوظين لأني أعيش بجوار البحر». مدرب الغوص محمود زكريا   مدرب الغوص محمود زكريا للغوص فوائد ذهنية أكثر من الجسدية بين لنا مدرب الغوص محمود زكريا أن هناك نوعين رئيسيين للغوص، النوع الأول غوص «السكوبا»، وهو الغوص بالمعدات والتنفس تحت الماء من خلال أسطوانة تحتوي على الهواء المضغوط، وممارسة هذا النوع من الغوص ممتعة، كونها تمكن الغواص من البقاء تحت الماء لفترة طويلة قد تصل إلى مدة ساعة تقريباً. يقول «وأستطيع أن أقول إن الغوص رياضة لها فوائد ذهنية ولكن فوائدها الجسدية قليلة؛ ما يعني لا بد من ممارسة رياضات أخرى للحفاظ على اللياقة البدنية». الغوص الحر مهارة بالفطرة أما النوع الآخر من أنواع الغوص وهو المفضل لدى زكريا ومتخصص فيه بوصفه مدرب مدربين، فهو الغوص الحر، الذي يعتمد على كتم النفس والغوص عميقاً بنفس واحد، يقول: «الغوص الحر ممارسة فطرية، فهو جزء من خصائص أجسامنا نحن البشر المصنفين ضمن أنواع الثدييات، فهو ليس مهارة مكتسبة بالتعلم إنما مهارة مكتسبة بالفطرة؛ إذ لو أننا نعيش قرب الماء وننزل إلى الماء بشكل مستمر فإن أجسامنا ستتكيف تلقائياً لنكون جاهزين للغوص الحر». إقبال ملحوظ من الإناث هناك إقبال على الغوص من كلا الجنسين الفتيات والشباب كما يقول المدرب زكريا «ومن الملحوظ حديثاً إقبال من الإناث أكثر لممارسة الغوص حتى أصبحنا نشاهد الكثير من المدربات المحترفات يشاركن في تعليم الغوص بشكل عام». "النجاح في الغوص يعتمد على القوة العقلية أكثر من الجسدية" الأنثى لديها قدرة أكبر لممارسة الغوص يضيف: «هناك العديد من الإناث يقبلن على تعلم الغوص الحر، وقد حققن نتائج رائعة في هذا المجال، وأستطيع القول إنهن سبقن الشباب في مجال الغوص الحر، وأنا أجد هذا منطقياً؛ حيث إن الكثير من الشعوب القديمة التي تعيش قرب المحيطات تعتقد أن الأنثى لديها قدرة أكبر على ممارسة الغوص الحر والتكيف مع المحيط؛ كونها تتميز بخصائص جسدية تعطيها هذه الميزة، كالهدوء والصبر والمرونة وقوة التحمل والقدرة على الاسترخاء الذهني والجسدي». الصعوبات يشير المدرب زكريا أن هناك بعض الصعوبات التي تواجه الغواصين بالنسبة إلى الغوص الحر، منها عدم توافر مسابح احترافية للتدريب، ورفع كفاءة الغواص لتجهيزه للمشاركة في المنافسات الدولية والمحلية. ويضيف: «بالنسبة إلى الغوص في المنتجعات، قد تكون أحياناً تكلفة ممارسة الغوص ورسوم دخول المنتجع مرهقة للغواص. أضف إلى ذلك أنه في حالة غوص السكوبا هناك استئجار الأسطوانات والمعدات. كنوز البحر الأحمر من الأماكن الممتعة لممارسة الغوص لدينا كما يقول زكريا: «في مدينة جدة هناك العديد من المنتجعات التي تحتوي على مراكز غوص تقدم خدمات للغواصين، والغوص من هذه المنتجعات جميل جداً، كما أنه بالإمكان الغوص من خلال القوارب المجهزة للغوص للذهاب إلى جزر وشعب مرجانية رائعة، أو حتى الغوص لمشاهدة حطام سفن غارقة، وهي تجربة فريدة وممتعة ويوجد العديد منها في سواحل جدة». ومن أماكن الغوص الممتعة أيضاً لدينا مدينة ينبع، ورابغ، والليث، وفي الجنوب، وكلنا شوق لنشاهد استكمال مشاريع البحر الأحمر في الشمال، يقول «برأيي الشخصي أينما ذهبنا في البحر الأحمر سنجد الجمال والتنوع والتجدد، فهو كنز لا يعرف قيمته إلا الذين قاموا بزيارته والغوص في أعماقه». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط رياضة الغوص متعة اكتشاف أعماق البحر ومكنوناته  

مشاركة :