تعليق ((شينخوا)): العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة معايرة بعد 45 عاما

  • 1/2/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يصادف يوم رأس السنة الجديدة لعام 2024 الذكرى السنوية الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة. على مدى السنوات الماضية، شهدت العلاقة بين الصين والولايات المتحدة صعودا وهبوطا. على الرغم من أنه لم يكن دائما إبحارا سلسا، إلا أنه حافظ بشكل عام على زخم التقدم إلى الأمام، مما أفاد كلا البلدين والعالم. واليوم، تسجل التجارة الثنائية السنوية مستوى مثيرا للإعجاب يبلغ 760 مليار دولار أمريكي، وهو ما يدعم أكثر من 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة. وتعاونت الصين والولايات المتحدة مع بعضهما البعض في القضايا العالمية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأزمات المالية وتغير المناخ، وقدمتا مساهمات كبيرة للرفاه العالمي. وواجهت العلاقات الثنائية صعوبات ملحوظة في السنوات القليلة الماضية، حيث ينظر بعض الناس في الولايات المتحدة إلى الصين باعتبارها "المنافس الأكثر خطورة"، وأن تنمية الصين هي "التحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية". وباعتبارها العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم، تقف العلاقات الصينية الأمريكية الآن عند مفترق طرق حاسم. وتعد قدرة البلدين على إعادة معايرة هذه العلاقة أمرا ذو أهمية كبيرة بالنسبة لمصالحهما الأساسية، وكذلك للسلام العالمي والتنمية العالمية ومستقبل البشرية. وفي رسالة تهنئة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بمناسبة الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين يوم الاثنين، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التاريخ أثبت بالفعل وسيظل يثبت بشكل كامل أن الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين هي مبادئ تشكل معا الطريق الصحيح للصين والولايات المتحدة للتوافق مع بعضهما البعض كدولتين كُبريين. وذكر شي أن هذا ينبغي أن يكون اتجاه الجهود المشتركة التي تبذلها الصين والولايات المتحدة في العصر الجديد. وما يزال الوضع في العالم غير مستقر، مع استمرار الأزمة في أوكرانيا، وتجدد الصراعات في الشرق الأوسط، وتباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي. لذا، فالتعاون بين البلدين الكبيرين ضروري أكثر من أي وقت مضى. وحظيت قمة سان فرانسيسكو بين شي وبايدن في نوفمبر بترحيب واسع وحار من قبل المجتمع الدولي، وتمثل فرصة تاريخية لإعادة تنظيم العلاقة بين البلدين. وأشار شي إلى أنه وبايدن خلال اجتماعهما في سان فرانسيسكو، وضعا "رؤية سان فرانسيسكو" ذات التوجه المستقبلي، ورسما مسار تنمية العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. ودعا الصين والولايات المتحدة إلى العمل بكل جدية على تنفيذ التفاهمات والنتائج المشتركة المهمة التي توصل إليها رئيسا البلدين، واتخاذ إجراءات ملموسة لدفع تنمية مستقرة وصحية ومستدامة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة. وقد انخرطت الصين والولايات المتحدة مؤخرا في تبادلات هادفة رفيعة المستوى، مما أدى إلى استئناف العمل بما يقارب 20 آلية للحوار والتبادل. كما تعمل مراكز الفكر والمقاطعات والولايات والمجالس التشريعية من كلا الجانبين على التواصل فيما بينها. وزادت الرحلات المباشرة إلى 70 رحلة أسبوعيا من 20 في بداية عام 2023، مع استئناف الرحلات الجوية بدون توقف بين بكين وواشنطن العاصمة في نوفمبر. واستنادا إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال قمة سان فرانسيسكو، اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ ومكافحة المخدرات والتبادلات الثقافية. ولدعم التفاهم المتبادل الذي تم التوصل إليه في قمة سان فرانسيسكو، يجب على الولايات المتحدة أن توائم أقوالها مع أفعالها. ويجب على الإدارة الأمريكية أيضا احترام التزاماتها التي تعهدت بها في القمة، حيث جدد بايدن التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى إلى تغيير نظام الصين، ولا تسعى إلى تنشيط التحالفات ضد الصين، ولا تدعم "استقلال تايوان"، وليس لديها نية للدخول في صراع مع الصين. لقد أظهرت الصين حسن النية تجاه الولايات المتحدة، وعلى استعداد لأن تكون شريكا وصديقا. وفي الوقت نفسه، لدى الصين مبادئ يجب التمسك بها وخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها. وقال شي إن مسألة تايوان تظل القضية الأكثر أهمية وحساسية في العلاقات الصينية-الأمريكية، مضيفا أن الصين تأخذ على محمل الجد التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الولايات المتحدة في اجتماع بالي. وأشار إلى أنه يتعين على الجانب الأمريكي اتخاذ إجراءات حقيقية للوفاء بالتزامه بعدم دعم مايسمى بـ"استقلال تايوان" والتوقف عن تسليح تايوان ودعم إعادة التوحيد السلمي للصين، مبينا أن الصين ستحقق إعادة التوحيد الوطني، وهذا أمر لا يمكن إيقافه. ويتطلب توجيه العلاقات الصينية الأمريكية الحكمة والبصيرة والشجاعة الكبيرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024. ويجب ألا تصبح العلاقات الصينية-الأمريكية مطية للسياسة الأمريكية الحزبية. ويأمل المجتمع الدولي في وجود علاقات مستقرة بين الصين والولايات المتحدة. وقد أشار خبير السياسة الأمريكي جوزيف ناي مرارا وتكرارا إلى أن كلا البلدين أكبر من أن يتمكن أي منهما من غزو أو إخضاع الآخر. وقال الأستاذ الفخري بجامعة هارفارد لوكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق إنه "لا توجد نقطة نهاية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين. كلانا سنصبح بلدين كبيرين وناجحين. وسيتعين علينا التعايش مع بعضنا البعض بقدر ما نستطيع". لقد مر أكثر من 50 عاما منذ زيارة الرئيس ريتشارد نيكسون التاريخية إلى الصين، المعروفة بأنها "الأسبوع الذي غير وجه العالم". ويتعين على الجانبين أن يسترشدا بالتعاون المستمر منذ نصف قرن لتعزيز العلاقات الصحية بين الصين والولايات المتحدة.■

مشاركة :