بيروت - حذر حلفاء حركة حماس من أن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في لبنان ستكون لها تبعات كبيرة فيما لا يستبعد محللون إسرائيليون ان تقوم الفصائل الفلسطينية بالرد. وقال حزب الله اللبناني مساء الثلاثاء، إن عملية اغتيال العاروري "لن تمر دون رد". مضيفا في بيان "عملية الاغتيال هذه هي اعتداء خطير على لبنان ولن تمر من دون رد". واعتبر أن "جريمة اغتيال العاروري ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وما فيه من رسائل سياسية وأمنية بالغة الرمزية والدلالات". ومساء الثلاثاء، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "ضربة جوية بثلاثة صواريخ من مسيًرة إسرائيلية، استهدفت مقرا لحركة حماس في ضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن 7 شهداء وإصابة 11 آخرين"، فيما نعت "حماس" في بيان العاروري والقياديَين في "كتائب القسام" سمير أفندي وعزام أقرع، و4 آخرين من كوادر الحركة. وتابع "حزب الله" في البيان: "(اغتيال العاروري) تطور خطير في مسار الحرب بين العدو (في إشارة إلى إسرائيل) ومحور المقاومة". وقال"إننا في حزب الله نؤكد أن هذه الجريمة لن تمر أبدا من دون رد وعقاب". ورأى أن "العدو المجرم الذي عجز بعد تسعين يوما من الإجرام والقتل والدمار من إخضاع غزة وخانيونس ومخيم جباليا وسائر المدن والمخيمات والقرى الأبية، يعمد إلى سياسة الاغتيال والتصفيات الجسدية". وأشار إلى أن "هذه الجريمة النكراء لن تزيد المقاومين في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وإيران والعراق إلا إيمانا بقضيتهم العادلة والتزاما وتصميما أكيدا وثابتا على مواصلة طريق المقاومة والجهاد حتى النصر والتحرير". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "بعد وقت قصير من عملية الاغتيال في بيروت، أطلق حزب الله صاروخا مضادا للدبابات على منطقة موشاف مرغليوت على الحدود اللبنانية". فيما قالت صحيفة "هآرتس" العبرية: "أطلق حزب الله صاروخين مضادين للدبابات على موقع في منطقة المنارة، وأبلغ الجيش الإسرائيلي أن الدبابات تهاجم مصدر النيران". من جانبه، قال "حزب الله" في بيان مقتضب نشرته قناة "المنار" التابعة له "مجاهدونا استهدفوا مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح"، دون مزيد من التفاصيل. وفي 28 أغسطس/ آب الماضي حذر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، من أنّ "أيّ اغتيال على الأرض اللبنانية يطال لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو إيرانيًا أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي، ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات". وتأتي عملية الاغتيال في بيروت، في وقت تشهد حدود لبنان الجنوبية مواجهات وقصفاً يومياً بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ 8 أكتوبر/تشرين الماضي، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى على طرفي الحدود. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، إن عملية اغتيال العاروري، "تشكل تهديدا حقيقيا للسلام، وإنذارا خطيرا لأمن دول المنطقة". وأضاف في منشور على منصة "إكس": "الأنشطة الشريرة التي تقوم بها إسرائيل في دول أخرى تشكل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن وإنذارا خطيرا لأمن دول المنطقة". ورأى أن عملية اغتيال العاروري "تثبت أن النظام الإسرائيلي لم يحقق أيا من أهدافه بعد أسابيع من جرائم الحرب والإبادة الجماعية والدمار في غزة". وتابع: "أعزي السيد الشيخ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأعضاء هذه الحركة التحررية والشعب الفلسطيني البطل". وعقب اغتيال العاروري أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء الثلاثاء العملية واعتبرتها "دليلا آخر على قيام إسرائيل على أسس الإرهاب والجريمة". ودوليا دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الثلاثاء إسرائيل إلى "تجنّب أيّ سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان". وقال قصر الإليزيه إثر مكالمة هاتفية أجراها ماكرون بالوزير الإسرائيلي بيني غانتس، عضو مجلس الحرب الوزاري، إنّ الرئيس الفرنسي شدّد على أنّه "ينبغي تجنّب أيّ سلوك تصعيدي، بخاصة في لبنان، وأنّ فرنسا ستستمرّ في إيصال هذه الرسائل إلى كلّ الجهات الفاعلة المعنيّة بشكل مباشر أو غير مباشر في المنطقة". وفي بيانها قالت الرئاسة الفرنسية إنّ ماكرون كرّر على مسامع الوزير الإسرائيلي الدعوة إلى "العمل من أجل التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار" بين إسرائيل وحماس "بمساعدة من جميع الشركاء الإقليميين والدوليين". كما أعرب عن "قلقه العميق للغاية إزاء العدد الكبير جداً من القتلى المدنيين والحالة الإنسانية الملحّة للغاية في غزة". وفي الوقت نفسه أكّد الرئيس الفرنسي، وفقاً لبيان الإليزيه، على "تمسّك فرنسا بأمن إسرائيل". وقدرت إسرائيل، الأربعاء، أن حركة "حماس" سترد على اغتيال نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري من جهة لبنان. وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن "التقديرات تشير إلى أنه بما أن الذين قتلوا بالأمس (الثلاثاء) في بيروت هم المسؤولون عملياً وبشكل يومي عن إطلاق حماس النار من لبنان، فإن هذا يعني أن حماس ستعد الرد على الاغتيال وهذا قد يستغرق بعض الوقت". وأضافت: "في إسرائيل يقدرون أنه سيكون هناك رد من حماس من جهة لبنان بكل الأشكال والاحتمالات رداً على اغتيال الأمس، على الأقل فإنهم سيحاولون". وفيما يتعلق بمسألة حزب الله، فقد تابعت "التقييم في إسرائيل في الوقت الحالي هو أنه على الرغم من حقيقة أن الهجوم على العاروري كان في قلب الضاحية، إلا أنهم سيبحثون على الأرجح عن نوع من الرد الأوسط الذي سيظهر إطلاق النار، لكنه لن يؤدي إلى حرب أو حدث واسع النطاق". ونبهت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه "صدرت تعليمات لضباط الشرطة في مختلف مديريات الشرطة بزيادة اليقظة تحسبا لوقوع هجمات بعد اغتيال العاروري". وأشارت إلى أنه "تجري استعدادات خاصة في نجمة داود الحمراء في جميع أنحاء البلاد". ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري، الثلاثاء، عن مسؤول إسرائيلي (لم يسمه) قوله إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل". بيروت - اغتالت إسرائيل القيادي البارز في حركة حماس صالح العاروري واثنين من كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة في ضربة بطائرة مسيرة في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع الحركة الفلسطينية. وقال مارك ريجيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة "إم.إس.إن.بي.سي" إن إسرائيل غير مسؤولة عن الهجوم، لكن "أيا كان الفاعل فإنه ينبغي توضيح أنه لم يكن هجوما على دولة لبنان". وتأتي هذه العملية بعد أسابيع قليلة من تهديد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي بتصفية قادة حماس في الخارج ومعظمهم متواجدون في قطر وتركيا ولبنان. وكان العاروري مسؤولا كبيرا في المكتب السياسي لحركة حماس وأيضا أحد مؤسسي جناحها العسكري، كتائب القسام، التي نفذت هجوما هو الأعنف على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وكانت الولايات المتحدة قد عرضت العام الماضي خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عنه. وأكدت حماس مقتل العاروري والقائدين في كتائب القسام سمير فندي أبوعامر وعزام الأقرع أبوعمار في الضربة الإسرائيلية في لبنان. وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق "عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا، أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة. وهي تثبت مجدّداً فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة". وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن طائرة إسرائيلية مسيرة ضربت مكتبا لحركة حماس في الضاحية الجنوبية مساء اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص. ولم تتمكن المصادر الأمنية والمسعفون بعد من التعرف على القتلى الآخرين. وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالهجوم ووصفه بأنه "جريمة إسرائيلية جديدة"، ومحاولة لجر لبنان إلى الحرب. وتابع "لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701ولكن الذي يسأل عن خرقه وتجاوزه هي إسرائيل التي لم تشبع بعد قتلا وتدميرا (..) والمطلوب ردعها ووقف عدوانها". وحذر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية من تداعيات اغتيال العاروري، قائلا إن العملية "جريمة تحمل هوية مرتكبيها". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف إن اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري "جريمة كبيرة وإرهاب دولة". وأكد أن "ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو نتيجة الصمت الدولي وعدم وجود آليات لمحاسبته وفتح تحقيقات في تلك الجرائم". وأوضح أن "إسرائيل ترى أنها معفية من المساءلة، جراء الحماية والشراكة الأميركية في مواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده". ورأى شاهد من رويترز في الضاحية الجنوبية رجال إطفاء ومسعفين متجمعين حول مبنى متعدد الطوابق به فجوة كبيرة تبدو في الطابق الثالث. وشوهدت أطراف وأشلاء على جانب الطريق. وفيما بدا أنه أول اعتراف رسمي إسرائيلي بالمسؤولية عن اغتيال العاروري، هنأ عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود" داني دانون الأمن الإسرائيلي على اغتياله. وكتب دانون في تغريدة عبر منصة "إكس" "أهنئ الجيش الإسرائيلي والشاباك (الأمن العام) والموساد (الاستخبارات) وقوات الأمن على قتل المسؤول الكبير في حماس صلاح العاروري في بيروت"، مضيفا "ليعلم كل من شارك في مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول أننا سنتواصل معهم ونغلق الحساب معهم". وقال مسؤول إسرائيلي إن "إسرائيل تستعد لرد انتقامي كبير من قبل حزب الله على اغتيال العاروري، بما في ذلك إطلاق صواريخ بعيدة المدى على أهداف في إسرائيل"، فيما لم تعلن الحكومة الإسرائيلية رسميا مسؤوليتها عن العملية. وأكد مصدر فلسطيني مطلع أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بقرارها تجميد كافة النقاشات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة أو صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري اليوم الثلاثاء في غارة بطائرة مسيرة إسرائيل سيزيد دافع المقاومة لقتال إسرائيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "دماء الشهيد ستشعل بلا شك طفرة جذوة المقاومة ودافعها لقتال المحتلين الصهاينة، ليس في فلسطين فحسب وإنما في المنطقة أيضا وبين جميع الباحثين عن الحرية في العالم". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس وخفض التوتر"، عقب اغتيال العاروري. وقالت مساعدة المتحدث باسم الأمم المتحدة فلورنسيا سوتو نينو في تصريح صحفي، إن التطورات الأخيرة "مقلقة للغاية"، مضيفة أن الوضع يكشف عن "خطر انتشار النزاع في المنطقة وهو ما سبق أن حذر منه الأمين العام". ويتبادل حزب الله إطلاق النار يوميا تقريبا مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ اندلاع الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول. وقالت مصادر من حزب الله ومصادر أمنية إن أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله ونحو 20 مدنيا، بينهم أطفال ومسنون والعديد من الصحفيين، قتلوا في الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي.
مشاركة :