واشنطن وحلفاؤها يحذّرون الحوثيين من عواقب هجماتهم على السفن مع تعطّل حركة التجارة في البحر الأحمر

  • 1/4/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، وذلك دعما لقطاع غزة في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيه. وقال ائتلاف الدول في بيان نشره البيت الأبيض "على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب اذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة". وأضاف "لتكن رسالتنا الآن واضحة: ندعو إلى وقف هذه الهجمات غير القانونية فورًا والإفراج عن السفن وطواقمها المحتجزة بشكل غير قانوني". والدولة العربية الوحيدة الموقعة على البيان هي البحرين التي تشهدا توترا في علاقاتها مع إيران التي تدعم الحوثيين. والدول الأخرى الموقعة هي أستراليا وكندا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا واليابان ونيوزيلندا وبريطانيا والدنمارك وهولندا. ووصف مسؤول كبير في إدارة بايدن، الرسالة بأنها "واضحة جدًا"، بدون أن يحدّد العواقب المحتملة. وقال المسؤول لصحافيين بدون الكشف عن اسمه، "لا أتوقع تحذيرًا آخر. أعتقد أن هذا البيان يتحدث عن نفسه". وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تشاور مع فريقه للأمن القومي بشأن "الخيارات" التي يمكن اتخاذها لردع الحوثيين، صباح الأول من كانون الثاني/يناير في حين كان يقضي عطلة في جزر فيرجن الأميركية. "حرية الملاحة" وأعاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نشر بيان الدول الـ12 على منصة إكس الأربعاء، قائلًا "يجب على الحوثيين وقف هجماتهم القاتلة والمزعزعة للاستقرار على السفن في البحر الأحمر". وأضاف أن "المملكة المتحدة ستتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة". وكانت بريطانيا، حليفة الولايات المتحدة لاسيما في المسائل الأمنية، أصدرت تحذيرًا منفصلًا منذ يومين مؤكدةً استعدادها لاتخاذ "إجراءات مباشرة" ضد الحوثيين. وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" إلى المنطقة، وأعلنت تشكيل تحالف يضمّ 20 بلدًا لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر. كما أرسلت بريطانيا المدمرة "إتش إم إس دايموند" لتعزيز قوة الحماية البحرية البريطانية الموجودة في المنطقة. وفي أحدث هجماتهم على السفن، أعلن الحوثيون الأربعاء استهداف سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن الفرنسية العملاقة "سي أم آ سي جي أم". لكن الجيش الأميركي أكد أن الصاروخين اللذين أطلقهما الحوثيون سقطا في المياه. تغيير مسار الشحن على خطّ موازٍ، أعلنت الشركة الفرنسية أنها ستزيد رسومها بمقدار الضعف اعتبارًا من 15 كانون الثاني/يناير لعمليات الشحن بين آسيا والبحر المتوسط. وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، أعلنت المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة أن 18 شركة شحن تغيّر مسار سفنها حول إفريقيا لتجنب البحر الأحمر، الذي يمرّ عبره 15% من التجارة الدولية وفق الأمم المتحدة. وقال رئيس المنظمة أرسينيو دومينغيز إن هذا "يمثل 10 أيام إضافية إلى الرحلات وتأثيرًا سلبيًا على التجارة وعلى زيادة كلفة الشحن". وأعلنت شركة الشحن الدنماركية "ميرسك" الثلاثاء أن أسطولها لن يستأنف العبور في مضيق باب المندب حتى إشعار آخر. وبحسب الشركة، أُصيبت سفينة الحاويات "ميرسك هانغتشو" بصاروخ الأحد ثم تعرضت لهجوم من أربعة زوارق تابعة للمتمردين. وأعلن الحوثيون مقتل أو فقدان عشرة من عناصرهم جراء قصف أميركي استهدف زوارقهم، فيما قال الجيش الأميركي إنه أغرق ثلاثة زوارق حوثية وقتل طواقمها. "نزاع إقليمي" وأعرب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة خالد الخياري عن قلقه بشأن التجارة العالمية وكذلك "خطر جرّ اليمن إلى نزاع إقليمي". وهذا الأسبوع، قُتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري في ضربة استهدفته في بيروت ونُسبت إلى إسرائيل. وفي إيران، قُتل 95 شخصاً في تفجيرين استهدفا حشوداً كانت تحيي الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال اللواء قاسم سليماني بضربة أميركية. وإن كان مسؤول أميركي أكد أن الضربة على العاروري كانت "إسرائيلية"، إلا أن واشنطن نفت أي ضلوع لها أو لإسرائيل في تفجيري إيران. وقال المسؤول في إدارة بايدن إن الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون ويمكن أن تحلّق بسرعة 5 ماخ أي خمسة أضعاف سرعة الصوت، "تأتي بشكل واضح جدًا من إيران". وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين، لكنّها تنفي تزويدهم بالمعدّات العسكرية. والحوثيون جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة ويضمّ أطرافًا أخرى تدعمها طهران مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. في بادئ الأمر، كانت إدارة بايدن حذرةً في ردّها على الحوثيين، إذ إنها تسعى للحفاظ على تهدئة هشّة في اليمن. واندلع النزاع في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، في 2014. وسيطر الحوثيون على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. في العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل ملحوظ منذ إعلان هدنة في نيسان/أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها بعد ستة أشهر. ويكرّر الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن طالما لم تدخل كميات كافية من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل بصورة مطبقة وتشن عليه حملة قصف متواصلة وعمليات برية منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. بورز-شت/أم/دص

مشاركة :