مقالة خاصة: هجمات الحوثيين والغارات الجوية الأمريكية تصعد أزمة البحر الأحمر وتعطل حركة الشحن العالمية

  • 2/1/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر غليانا منذ قرابة ثلاثة أشهر مدفوعة بهجمات الحوثيين على السفن التجارية والغارات الجوية الأمريكية على أهداف الحوثيين، وهو ما أدى إلى تعطيل حركة الشحن، وإرغام شركات الحاويات الكبرى على تغيير مسارها، وارتفاع التكاليف، وإرهاق سلاسل التوريد الأوروبية والأفريقية. وقد حذر محللون أيضا من أن المسار الحالي قد يجعل البحر الأحمر "ساحة لعمليات الانتقام والانتقام المضاد"، مع احتمالية وقوع أحداث غير متوقعة قد تؤدي بدورها إلى تصعيد كبير. -- دائرة من العنف أطلق الحوثيون في اليمن عدة صواريخ على مدمرة أمريكية في البحر الأحمر يوم الأربعاء، ما زاد من حدة الأزمة المستمرة منذ شهرين والتي عطلت حركة الشحن العالمية وأثارت المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة. فقد قال الحوثيون إنهم استهدفوا المدمرة الأمريكية "يو إس إس غريفلي" دعما للفلسطينيين في غزة وردا على العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة ضد اليمن. كما أعلنوا أن جميع السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب أصبحت أهدافا "مشروعة" وتعهدوا بمنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر البحر الأحمر حتى يتم رفع الحصار عن غزة. وكان هذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من أكثر من 30 هجوما للحوثيين على السفن منذ أواخر أكتوبر. وبدوره قال ياسين التميمي، الكاتب والمحلل السياسي اليمني، إن الحوثيين ما زالوا يملكون القوة النارية الكافية لإطالة أمد الأزمة لأن الغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لم تؤثر بشكل كبير على قدرات الحوثيين الصاروخية. -- تعطل حركة الملاحة العالمية في أعقاب اندلاع الأزمة، أصبحت سفن الحاويات، وهي المستخدم الرئيسي لطريق قناة السويس - مضيق باب المندب، أول ضحية للأزمة. فقد كشفت بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن شركات الشحن الكبرى مثل ((ميرسك)) و((إم إس سي)) و((سي إم إيه - سي جي إم)) قد تحولت إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأطول، الأمر الذي تسبب في خفض عمليات العبور اليومية بنسبة 39 في المائة وحمولة البضائع بنسبة 45 في المائة عبر قناة السويس منذ شهرين. وارتفعت تكاليف الشحن لكل وحدة تعادل عشرين قدما من الصين إلى أوروبا إلى عنان السماء، الأمر الذي أثر على التجارة الدولية وأرهق سلاسل التوريد الأوروبية والأفريقية. ومن ناحية أخرى، أفادت التقارير بأن شركات تيسلا وفولفو وسوزوكي موتورز وميشيلين أوقفت الإنتاج في أوروبا مؤقتا بسبب نقص المكونات الناجم عن الأزمة. وما يزيد المخاوف المتصاعدة هو أن هجمات الحوثيين لم تعد تقتصر على سفن الحاويات. فمع تحول حركة الحاويات إلى رأس الرجاء الصالح، أصبحت ناقلات السوائب وناقلات النفط أهدافا في كثير من الأحيان. ويؤكد الهجوم الذي تعرضت له ناقلة النفط البريطانية "مارلين لواندا" مؤخرا على هذا الخطر الجديد، الذي قد يعيق تدفقات النفط من الموانئ الخليجية والهندية إلى أوروبا. كما أثر الوضع على التغطية التأمينية، إذ يُقال إن شركات التأمين الكبرى تستبعد السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة وبريطانيا من التغطية عند عبورها البحر الأحمر، وفقا لتقرير صادر عن ((بلومبرغ)). علاوة على ذلك، تطلب شركات التأمين على نحو متزايد من السفن تجنب هذه البلدان، الأمر الذي يؤدي إلى تحديات مرتبطة بالخدمات اللوجستية والتكاليف. وقد ذكرت شركة كلاركسون سكيورتيز في تقرير نشرته مؤخرا أنه مع إسراع الشركات إلى استيراد السلع قبل الأعياد الآسيوية، يمكن أن تؤدي أزمة البحر الأحمر إلى تفاقم مشكلات سلاسل التوريد القائمة. -- أوجه عدم يقين إقليمية مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر، أدى هجوم بطائرة بدون طيار على موقع أمريكي بالقرب من الحدود السورية الأردنية، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات، إلى استمرار زعزعة استقرار الوضع المعقد بالفعل في الشرق الأوسط. وألقى البيت الأبيض باللائمة في هجوم الأحد على الميليشيات المدعومة من إيران. وأفادت التقارير بأن الولايات المتحدة، التي تعهدت بالرد، تستعد لشن ضربات انتقامية ضد إيران وحلفائها. وأصدرت إيران بدورها تحذيرات قوية، مهددة برد "حاسم" على أي عدوان أمريكي. ومن جانبه، حذر التميمي من أن المسار الحالي يمكن أن يحول البحر الأحمر إلى "ساحة لعمليات الانتقام والانتقام المضاد". ولدى إشارته إلى الفعالية المحدودة للغارات الجوية الأمريكية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، قال إنها لم تردع الهجمات على عمليات الشحن التجاري. كما انتقد الموقف الأمريكي من الصراع في غزة، الذي رأى أنه زاد من تعقيد الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة الإنسانية. وذكر أنه في أزمة البحر الأحمر، قالت جميع الأطراف إنها تريد تجنب نشوب حرب إقليمية لكنها تنقل المسؤولية عن إدارة المخاطر إلى بعضها البعض، مضيفا أن عدم التواصل وعدم الرغبة في الانخراط في الدبلوماسية يثير مخاوف بشأن احتمال حدوث سوء تقدير وعواقب غير مقصودة.

مشاركة :