جواد بابيلي يحكي قصة تكيّف وقبول في 'لعزيب'

  • 1/6/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - اختتمت فعاليات الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة بفوز الفيلم الوثائقي"لعريب" الجائزة الكبرى. وقد قامت لجنة التحكيم بتقديم إشادتها للفيلم الوثائقي "لعزيب"، الذي أخرجه الشاب جواد بابيلي، كما أثنى عدد من صناع السينما المغاربة على تميز الفيلم الصحراوي "لعزيب" في بنيته ومضمونه، من خلال البناء السردي والحكاية، واللمسات الشاعرية التي طبعته منذ لحظاته الأولى، مما أدى إلى جعل الجمهور يستمتع، ويتأمل أمام شاشة السينما لمدة ساعة. تتناول قصة الوثائقي "لعزيب" حياة ثلاث أخوات يعيشن في عراء الصحراء حيث تتجول "دويدة" وأختاها بحثًا عن مراعٍ توفر لهن ولقطيعهن سبل العيش، وتتصف حياتهن بأسلوب يومي رتيب، يظهر بساطته في كل جانب من جوانبه، بدءًا من الأثاث حتى الأنشطة اليومية، في مناطق الداخلة. وتعشن حياتهن بدون رجال، وتندمجن على نحو غريب مع البيئة المحيطة، رغم قساوتها ومع ذلك، تتعارض هذه الاجواء العائلية مع التهديد المستمر من قبل الحيوانات المفترسة، ومع مرض السرطان الذي يأكل ببطء جسد الأخت الصغرى، وكانت التراجيديا غير المتوقعة للمرض هي مغادرتها خلال عملية التصوير، وهو ما جعل الجمهور يشعر برباط وثيق مع الفيلم، إذ عاش مع شخصياته فرحًا بفرحهن وحزنًا بحزنهن ورافقهن في رتابة الحياة لحظة بلحظة كما لو كان رفيقًا لهن حتى أمام شاشة السينما. وفيما يلي حوار أجرته ميدل ايست مع المخرج المغربي جواد بابيلي حول تتويج فيلمه وكواليس تصويره: حدثتنا عن جائزتك الاخيرة وعن أهمية الجوائز بالنسبة لك؟ أسعدني للغاية فوزي بالجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم عبر الصحراء، في صنف الفيلم الوثائقي، باعتبار هذه التظاهرة الفنية محفل سينمائي يجمع عشاق السينما من جميع أنحاء العالم، إذ يتميز باختياراته الفنية الدقيقة التي تعكس شغفه بتقديم سينما إبداعية ومستقلة، وأعلم أن الجوائز ليست كل شيء، لكن لا شك أنها تُعد حافزًا مهمًا للإبداع والاستمرار في العمل بجدية، خاصة لمخرج في بداية مشواره الفني. ما هي الفكرة الرئيسية والرسالة التي ترغب في نقلها من خلال هذا الفيلم الوثائقي؟ في الحقيقة ليس هناك رسالة محددة اريد ارسالها من خلال الفيلم، بقدر ما أريد أن أروي حكاية عاشتها روحي في الصحراء، حكاية مليئة بالتناقضات والأضواء والظلال، حكاية عن التكيف والقبول والفهم، وخصوصا أنني قادم من الصحراء من ثقافة أخرى منذ الطفولة. كيف تم اختيار مكان التصوير وما هي التحديات التي واجهها الفريق أثناءه  في الصحراء؟ كانت الصدفة حاضرة معنا في كل خطوة من خطوات صناعة فيلمنا، بدءً من اختياراتنا الأولى للشخصيات وصولًا إلى اكتشاف مرض الأخت الصغرى الذي قلب الموازين تمامًا، وأجبرنا على تغيير مسار القصة بالكامل، كما أن الصدفة لعبت دورًا إيجابيًا في تصوير العمل، على الرغم من التحديات التي فرضتها علينا، وهذا أعطى للقصة بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا قويًا وجعلها أكثر واقعية وتأثيرًا. كيف استفاد الفيلم من العنصر الشاعري في تصوير حياة هذه العائلة وتفاعلها مع البيئة المحيطة؟ الشعر هو روح الصحراء وهو ما يميز أهلها عن غيرهم ولهذا كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أستخدم العنصر الشاعري في أفلامي من أجل خلق قصة أكثر صدقًا وتأثيرًا، وبالتالي العنصر الشاعري هو اختيار فني أساسي في أفلامي قصيرة كانت أم طويلة، ففي الصحراء حيث نشأت يولد الإنسان شاعرًا أو مولعًا بالشعر ولهذا كان من الضروري بالنسبة لي أن أستغل هذا العنصر المهم في الحكي. كيف استجاب المشاهدون للفيلم؟ هل كان هناك تأثير محدد أو ردود فعل ملحوظة من الجمهور؟ كان العرض الأول للفيلم حدثًا لا يُنسى بالنسبة لي حيث كان رد فعل الجمهور والنقاد إيجابيًا للغاية وشعرنا كفريق عمل أننا قد حققنا هدفنا في تقديم فيلم سينمائي محترم، وقبل خوض تجربتي الأولى للفيلم الطويل وبعد مجموعة من التجارب في الفيلم القصير كنت متخوفًا للغاية، خاصةً وأنني قادم إلى السينما بعد سنوات من العمل في مجال الصحافة والأفلام الوثائقية ذات الطابع الصحفي إذ كنت أخشى أن تتغلب اللغة الصحفية على اللغة السينمائية، ولهذا كان وعيي بهذا التحدي حافزًا لي للانتصار للغة السينمائية. هل كانت هناك تحديات خاصة في تصوير حياة العائلة دون التأثير على حياتهم اليومية؟ كان اختياري من البداية أن ألعب دور مخرج مراقب أكثر من أن أكون مخرجًا يتدخل في الأحداث حتى أحافظ على صدق الحكاية وكان هذا التحدي الكبير الذي واجهني وفريق العمل أثناء التصوير. كيف نجعل الشخصيات ينسون وجود الكاميرا في حياتهم اليومية؟ تطلب منا هذا التحدي تحضيرًا خاصًا، فقد رافقنا الشخصيات بدون كاميرا في البداية لعدة أيام، وعشنا معهم في نفس الفضاء وفي نفس الظروف حتى نشأت بيننا الألفة والثقة، عندها بدأنا التصوير.

مشاركة :