فيلم «عبدالقادر الجزائري» يعيد السينما الجزائرية إلى الواجهة العالمية

  • 1/6/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الجزائر آمال قوراية تم الإفراج أخيراً عن مشروع فيلم سينمائي عن الأمير عبدالقادر الجزائري، بعد مدٍّ وجزر بين وزارة الثقافة الجزائرية وعديد من المنتجين الجزائريين للظفر بالمشروع، هو الآن بين أيدي المخرج الأمريكي شارل بورنت، والمنتج الفرنسي فليب دياز، وبدأ تصويره في مدينة الجزائر نوفمبر الماضي. العمل بدأ رواية حوَّل عديد من الكتاب الجزائريين قصة الأمير عبدالقادر إلى عمل أدبي، ربما ما جعل كثيراً من هؤلاء يتمنى أن يتم تحويل الرواية إلى سيناريو فيلم يحمل عنوان «الأمير عبدالقادر»، وكان أول من طرح رواية عن هذه الشخصية التاريخية البالغة الأهمية بالنسبة لبلد كالجزائر، الروائي واسيني الأعرج حين أصدر عمله «الأمير» عام 2006، بعد بحث طويل في الأرشيف الفرنسي عن القصة الغائبة وحقائق أخرى عن حياة الأمير عبدالقادر الجزائري، اللافت أنه بعد سنة من صدور الرواية أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في الوزيرة خليدة تومي، عن نيتها في إنتاج عمل سينمائي بطله الأمير عبدالقادر، ومنذ ذاك الوقت، والسيناريوهات تتهاطل على لجان لقراءة الأعمال السينمائية المكلفة بإنجاز المشروع، رفضت من خلالها عرض واسيني الذي قدم سيناريو أولياً للفيلم، ورفضت أيضاً كُتَّاباً آخرين، فيما طالبت اللجان بمزيد من الوقت للحصول على عرض جيد فيما يخص السيناريو، وحدث نقاش خلال فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الدولي للفيلم الملتزم الذي انعقد أواخر السنة الماضية، في العاصمة، بين المنتج الفرنسي فليب دياز مدير شركة «استوديو الحرة السينمائي»، وبين وزيرة الثقافة الجزائرية، وكان عرض دياز في مستوى المشروع، ومن هنا بدأ يتشكل الطاقم الفني الذي سيشتغل على العمل. رفض فرنسي قبل انطلاق العمل بداية الشهر المقبل بدأ يثير جدلاً في الجزائر، كونه يقدم شخصية تاريخية وهي شخصية الأمير عبدالقادر ومقاومته الاستعمار الفرنسي، الأمر الذي جعل بعض الممثلين الفرنسيين الذين قرأوا سيناريو العمل يرفضونه، كما أكده تصريح فليب دياز: «لقد رفض عديد من الممثلين الفرنسيين المشاركة في الفيلم كونه يقدم قصة تاريخية لفرنسا علاقة بها، وربما هم على حق؛ لأنه من غير المعقول أن يشارك فرنسي في مشهد يتضمن معارك القتل والذبح للجزائريين، ويقدم المشهد الجندي الفرنسي كأنه مستعمر لبلاد أخرى، ولتجنب الحرج قمنا أنا والمخرج الأمريكي شارل بورنيت بالاستعانة بممثلين من بلجيكا وسويسرا أيضاً». ممثل عربي ليس فقط هؤلاء من رفضوا العمل، بل أيضاً الممثل طاهر رحيم الفرونكو جزائري، الذي قدم إليه سيناريو على أساس أن يتقمص دور الأمير عبدالقادر، ولكنه قدم عذراً للمخرج الذي اختاره للشخصية، بأنه منشغل بأعمال سينمائية أخرى في فرنسا، ما يضيِّق عليه الوقت، الذي لا يسمح له بالتفرغ للمشاركة في الفيلم، بالمقابل جمع المخرج حوالي ثمانية آلاف ممثل مشارك في العمل، والحل بيد المخرج الذي يصرُّ على أن يكون الأمير عبدالقادر في فيلمه الذي يدوم ساعتين من الزمن، ممثلاً عربياً، يتحدث العربية؛ لأن الفيلم سيكون باللغة العربية، مع توفر نسخة باللغة الإنجليزية، من أجل العروض العالمية للعمل. ستون مستشاراً ينضم إلى طاقم العمل المخرج الأمريكي أوليفر ستون، مستشاراً للمشروع ككل، وسيكون كذلك المنتج التنفيذي للفيلم، الذي كتبه فليب دياز بالتعاون مع الباحث في علم التصوف زعيم خنشلاوي، ويضيف فليب دياز: «وجدنا أن زعيم خنشلاوي يعرف جيداً تاريخ الأمير عبدالقادر، خصوصاً الجانب الصوفي في حياته كقائد للدولة التي بدأت تتشكل على يديه، وهنا قرَّرنا العمل سوياً، وشارك معي في كتابة السيناريو، وقدَّم عملاً رائعاً، ودونه لم يكن لهذا السيناريو أن يولد». وقد سبق لأوليفر ستون أن زار الجزائر، وكان متحمساً لاكتشاف البلد، وسجل انطباعاً جيداً عن السينما في هذا البلد، رغم أنه لا ينتج كثيراً من الأفلام ولا يحتوي حتى على استديو لتصوير الأعمال السينمائية، وبالتالي غياب صناعة سينماتوغرافية. تسامح الأديان من جهته، اعترف المخرج الأمريكي شارل بورنيت أنه يجهل كثيراً عن هذه الشخصية، ويعتبر العمل الذي سينجزه تحدياً؛ لأنه سينجز فيلماً يحكي قصة شعب يريد الحرية، وتابع بالقول: «أنا مفتون بشخصية الأمير عبدالقادر، ويظهر الفيلم الوجه الحقيقي للإسلام، لذلك سأنجزه من أجل الجزائريين». قصة الفيلم ملحمية تركز على التسامح الديني الذي أظهره الأمير تجاه الديانات السماوية الثلاث، واستطاع أن يقف أمام الأهوال التي ارتكبها الجيش الفرنسي، وبدأ التسامح يظهر في معاملة السجناء الفرنسيين ثم الوقوف إلى جانب المسيحيين في سوريا، ويضيف بورنيت: «كان الأمير سياسياً محنكاً، وأعتقد أن تصرفه مع السوريين في وقته لابد أن يكون مثالاً للسوريين الحاليين، ودعوته هي التسامح بين الشعب الواحد». انطلاقة جديدة في المقابل، يشكل الفيلم الذي يستغرق تصويره عدة أشهر بين الجزائر والمغرب، وفرنسا أيضاً، نقطة انطلاق جديدة في السينما الجزائرية، بعد ركود أثناء العشرية السوداء التي هدمت المؤسسات الإنتاجية السينمائية وهجرة المخرجين إلى فرنسا من أجل إنقاذ مشاريع أفلامهم، وبرز مرزاق علواش ونذير مخناش بصفتهما مخرجين جزائريين بقيا يمثلان الجزائر في عدد من المهرجانات السينمائية، ويقدمان صورة الجزائري عبر أفلامهما، ولكن الاهتمام بالفن السابع أصبح منذ خمس سنوات تقريباً بين أيدي الدولة الجزائرية، التي سنَّت قانوناً يخص التمويل المباشر للأعمال السينماتوغرافية التي تبرز في سيناريو أعمالها الثورة الجزائرية، وفيلم الأمير عبدالقادر أضحى مشروع الدولة الجزائرية، على أمل أن يعيد السينما الجزائرية للواجهة العالمية، وتم رصد مبلغ مالي معتبر للمشروع الذي سيستعين بالخبرة الأمريكية والفرنسية من الناحية التقنية والفنية، أما التوزيع فقد تمت دراسته من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مع صاحب شركة «ليبر استديو» فليب دياز من أجل أن يكون العرض العالمي للفيلم في مختلف القاعات السينمائية العالمية في أمريكا وأوروبا أيضاً.

مشاركة :