تنقسم الكويت بين فريقين، الأول يضم أعضاء من الأسرة الحاكمة ومن الشعب، من الإسلاميين ومن الليبراليين والعلمانيين، من المؤمنين بالدستور واللعبة السياسية القائمة، ومن المؤمنين بوجوب تعليق الدستور وتعديل مواده وتغيير قواعد اللعبة السياسية، سنة وشيعة، حضراً وقبائل، بدوناً ومقيمين وجميع من سبق يضمهم ويجمعهم الحب الشديد للكويت والإخلاص لها والعمل على ديمومتها ورفع شأنها وعزها واعتبارها «بلداً دائماً» لجميع محبيها ممن يعيشون على أرضها. *** يقابل ذلك فريق ثانٍ يضم كذلك جميع مكونات الفريق الأول، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم ومكوناتهم، إلا أن منضويه وبعكس منضوي الفريق الأول، يعتبرون الكويت «بلداً مؤقتاً» وأقرب لـ «محطة وقود» سبب وجودها الوحيد بنظرهم هو ملء الجيوب منها قبل الرحيل الأخير، وفي عقل هؤلاء أنه لا معنى ولا مغزى من الحديث عن التنمية وجودة الخدمات التعليمية والصحية والبحث عن بدائل للنفط ومحاربة الفساد والعمل على خلق مستقبل مشرق للبلاد... إلخ، فنحن بنظرهم بلد منتهٍ لا مستقبل له فلمَ إضاعة الوقت بكل القضايا السابقة؟! *** آخر محطة: (1) للأسف الشديد.. إن أفكار وأعمال رجال الفريق الثاني هما من تسيدا الموقف في حقب سابقة، لذا رأينا السرقات الكبرى في المشاريع الكبرى وهدم الأعمدة الإدارية التي تقوم عليها الدول عبر الانزال لغير الأكفاء بالباراشوت ومشاريع تبديد الثروة بدلاً من تنميتها والفساد بالصفقات المنوط بها الدفاع عن الكويت أمام المخاطر المحيطة، والتفريط بالعلاقات الاستراتيجية مع الأشقاء الخليجيين والأصدقاء العرب والحلفاء الغربيين وعدم الخجل أو الحياء من إظهار الولاء الفاضح لغير الكويت ممن يأكلون من خيرها وولاؤهم لـ... غيرها! (2) يقيناً إن كل محب للكويت سيشهد ضمن أوضاعنا القائمة والقادمة ترجيح مسار وأفكار الفريق الأول والمحاسبة الشديدة لأفعال الفريق الثاني التي أضاعت الكويت أو كادت... وغداً لناظره قريب، فالشعار القريب من الواقع هو «حب الكويت واعمل لأجلها أو... اتركها».
مشاركة :