قراءة في كتاب: "أسلوب جبّة في الفنون الصخرية بالجزيرة العربية

  • 1/7/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض 25 جمادى الآخرة 1445 هـ الموافق 07 يناير 2024 م واس أنجزت الباحثة الدكتورة سارة بنت فالح الدوسري، كتاباً تخصصياً في الآثار، بعنوان "أسلوب جبة في الفنون الصخرية بالجزيرة العربية". ويقع الكتاب الصادر عن "دار ملامح للنشر والتوزيع"، في 148 صفحة مقسمة على ثلاثة فصول، الأول عن مواقع الدراسة وأسلوب جبة وأبرز سماته وبداية ظهوره ومراحل تلاشيه، والثاني والثالث عن الدراسة الوصفية والتحليلية المقارنة لنقوش جبة والشويمس والحناكية مع ذكر الدلالات الحضارية لها. وعرفت الباحثة بمواضع الدراسة، وهي: "جبة" وتقع في الشمال الغربي من مدينة حائل بنحو 90 كيلاً في وسط صحراء النفود الكبير، و "الشويمس" وهي قرية صغيرة تقع شمالاً غرباً من محافظة الحائط، وتبعد ما يقارب من 350 كيلاً عن مدينة حائل، و "الحناكية" وهي من محافظات منطقة المدينة المنورة وتبعد عنها نحو 90 كيلاً في جهتها الشمالية الشرقية، ذاكرة أن مصطلح "أسلوب جبّة"، يعود إلى مدينة جبّة بحائل التي تعد أكبر مسرح مفتوح للفنون الصخرية النادرة في شمال المملكة. وبيّنت أن الجزيرة العربية تعد من أغنى الأماكن بالفنون الصخرية، ويرى المختصون أن هناك منطقتين رئيسيتين للفن الصخري بالمملكة كلتاهما تتمحوران حول المناطق الصخرية الكبيرة، فالمنطقة الأولى تتمركز حول صحراء النفود التي تتميز باحتوائها على صخور رملية حالتها جيدة وصالحة للفن الصخري ويقع أغلبها في منطقة حائل، أما المنطقة الثانية فتتمركز حول صحراء الربع الخالي بين جبال طويق والعارض شرقاً، والسراة غرباً في منطقة بيشة وتثليث ونجران، وتتميز هذه المناطق بوجود صخور رملية صالحة للفن الصخري. وتناولت الدراسة "أسلوب جبة"، وهو أحد أساليب الفنون الصخرية التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ بالجزيرة العربية؛ إذ يعد الأشهر والأكثر كثافة في النحت، خاصة في أماكن الدراسة المختارة، ونفذ هذا الأسلوب بطريقة النقر غير المباشر وبأدوات حجرية متطورة الصنع. ويضم هذا الأسلوب أشكالاً بشرية لرجال ونساء وأطفال، والعديد من الأشكال الحيوانية من بقر وماعز وحمير وضأن وغزلان ووعول وأسود ونمور ووشق، وبعض الرموز والأشكال المبهمة، وطبعات الرؤوس والأقدام والأيدي. وأهم ما توصلت إليه هذه الدراسة أن "أسلوب جبّة"، نشأ وتطور ووصل إلى ذروة ازدهاره في موقع "أم سمنان"، ثم انتشر في باقي الأماكن، ولم يكن هذا الأسلوب هو الأقدم؛ بل سبقته مجموعة من الأساليب التي من أبرزها: نحت النساء بأحجام ضخمة وهن بكامل زينتهن، ونحت الجمال والأبقار بحجم طبيعي وبأسلوب في غاية الإتقان. ويتضح من خلال الدراسة أن "أسلوب جبة"، وصل إلى "الشويمس"، وهو في أوجه، ويبدو أن جماعات بشرية انفصلت عن الجماعات التي كانت تسكن "جبة" وانتقلت إلى العيش في "الشويمس"، ولم تفسر الفنون الصخرية تلك سبب ذلك الانفصال هل هو لدوافع دينية؟ أم اجتماعية بحتة؟، ووصل ذات الأسلوب أيضاً إلى "الحناكية"؛ لكن رسومها الصخرية أقل بكثير من الموضعين السابقين. مما يذكر أن أصل الكتاب رسالة علمية تقدمت بها الباحثة إلى "قسم الآثار" في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود لنيل "درجة الدكتوراه"، ويزخر عملها بالكثير من صور النقوش النادرة، والرسومات البيانية، والخرائط، والجداول المقارنة للأشكال البشرية والحيوانية في جبة والشويمس والحناكية.

مشاركة :