يعيش مئات الآلاف من النازحين في جنوبي غزة، في ظل أزمة إنسانية تتفاقم كل ساعة، وتدفع كل شبكة أمان ممكنة إلى حافة الهاوية، يغتسلون في مياه البحر الملوثة، وينامون في خيامٍ مكتظة، ويأكلون القليل من الخبز، ويعيشون أزمة عطش في غياب المياه الصالحة. ولا يحصل النازحون الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة على مياه صالحة للشرب، إلا بشق الأنفس، حيث تفتقر هذه المخيمات إلى خدمات المياه والصرف الصحي، بينما أصبح تفشي الأمراض على نطاق واسع يلوح في الأفق. وأصبحت طوابير الانتظار جزءاً من حياة سكّان القطاع، الذين يصطفون في طوابير طويلة منذ الفجر، كي يحصلوا على بعض المياه، ويعودوا لأطفالهم وعوائلهم العطشى ببضعة لترات، لا تكفي إلا ليومٍ واحد، فيما يظل تدبير اليوم التالي مجهولاً متروكاً للحظ، إن تمكنوا من النجاة من الصواريخ ليلاً. مجاعة وأوبئة وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن المجاعة والجفاف والأوبئة تشكل مثلث الموت الذي يحاصر 1.9 مليون نازح في أماكن الإيواء بقطاع غزة داعية الأمم المتحدة ومؤسساتها التدخل العاجل لمنع الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها النازحون. من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي في منشور على منصة «إكس» إن «الجميع في غزة جائعون! إن تخطي وجبات الطعام هو القاعدة، وكل يوم يمثل بحثاً يائساً عن القوت. غالباً ما يمضي الناس طوال النهار والليل دون تناول الطعام. الكبار يعانون من الجوع، حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام». ويتعرض الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية لخطر خاص، في حين أن «نصف سكان غزة يتضورون جوعاً»، وفقاً للمنظمات الإنسانية الأممية،وتؤكد منظمة الأمم للطفولة «يونيسف»، أن غزة هي أخطر مكان على الأطفال في العالم. وفي آخر تقرير للمنظمة، فقد أشارت إلى أن التحدي لا ينحصر في عدم توفر مكان آمن من القصف والعمليات الحربية، بل يمتد إلى الظروف المأساوية الناتجة عن تدمير البنية التحتية، ما أدى إلى شلل الخدمات، وانهيار القطاع الصحي، مع كل ما يعنيه ذلك من عجز العائلات عن تقديم الأكل والشرب لأطفالها، وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنه تم توثيق أمراض وحالات في الملاجئ بجميع أنحاء القطاع من منتصف أكتوبر الماضي، إلى منتصف نهاية ديسمبر الماضي. وأوضحت أن ما يقرب من 180 ألف شخص يعانون من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فضلاً عن وجود 136 ألفاً و400 حالة إسهال، نصفهم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، إضافة إلى إصابة 55 ألفاً و400 شخص بالجرب، و5330 بالجدري. ويصعب علاج المرضى في غزّة، مع انهيار القطاع الصحي، وانقطاع معظم أنواع الأدوية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :