- فلسطينيون لجأوا إلى مدرسة "الفوقا" بمخيم جباليا بعد أن دمرها الجيش الإسرائيلي وأحرقها - النازح أبو أحمد: لم نجد مسكناً آمناً ولا أي مكان نقيم فيه إلا هذه المدرسة المدمرة - النازح عماد الحمادين: نعيش في المدرسة المدمرة والمحترقة ونعاني من نقص بالطعام والشراب - الأم أم أحمد غزل: دمر الاحتلال منزلنا ونزحنا مرارًا، وفي النهاية وجدنا أنفسنا نقيم بالمدرسة المدمرة لم يجد نازحون فلسطينيون ملاذًا سوى مدرسة دمرها الجيش الإسرائيلي وأحرقها بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، بعد أن أُجبروا تحت تهديد النيران على النزوح من مناطق سكنهم. هؤلاء النازحون الذين يقيمون في مدرسة "الفوقا" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالمخيم، يواجهون معاناة معيشية شديدة بسبب نقص الطعام والمياه. المدرسة كسائر المدارس والمباني السكنية في المخيم التي أحرقها الجيش الإسرائيلي ودمرها خلال عمليته العسكرية الأخيرة التي بدأها في 12 مايو/ أيار الماضي، واستمرت لمدة 20 يوما، وأسفرت عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين وحرق وتدمير مبان وأحياء سكنية. مأوى للنازحين بين أنقاض قبل بدء العملية الإسرائيلية الأخيرة، كانت المدرسة تؤوي مئات النازحين الذين فقدوا منازلهم وشكلت آنذاك خيارا أفضل من "الخيام" التي لا تحمي من حر الصيف أو القوارض والحشرات. لكن خلال العملية، عاد الفلسطينيون بالنزوح مجددا من المدرسة إلى أماكن أخرى بعيدة عن منطقة العملية البرية، تحت حمم الهجمات الجوية والمدفعية. واستهدف الجيش الإسرائيلي المدرسة إذ لم يبق على أي مبنى داخلها إلا وقصفه بالصواريخ أو استهدفه بالرصاص الحي ما جعل مبانيها آيلة للسقوط. ورغم ذلك إلا أن النازحين، كما قالوا للأناضول، فضلوا العودة إليها مع انتهاء العملية العسكرية لانعدام خيارات النزوح أمامهم. وأعربوا عن خشيتهم من انهيار مبانيها فوق رؤوسهم مع أي اهتزاز جراء وقوع أي غارة إسرائيلية قريبة، نظرا لوجود تصدعات كبيرة فيها. ظروف قاسية داخل المدرسة، يحيا النازحون ظروفا معيشية وصحية قاسية مع انعدام توفر وسائل الحياة والطهي والنظافة. ويضطر معظمهم للاعتماد على النار المشتعلة من احتراق الحطب والأوراق لطهي ما يتوفر لديهم من طعام قليل، بحسب إفادتهم. كما يعاني غالبيتهم من عدة أمراض منها معوية كالإسهال، وجلدية كالحساسية، فضلا عن انتشار حشرة "القمل" بسبب انعدام النظافة الناجمة عن الشح الشديد في المياه. وتتزامن هذه الظروف القاسية مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة وعدم وجود وسائل تهوية بسبب انقطاع التيار الكهربائي مما يزيد من معاناتهم. إلى جانب ذلك، تزداد مخاطر الإصابة بالأوبئة جراء تراكم النفايات قرب أماكن نزوحهم وبفعل تسرب مياه الصرف الصحي حولهم بفعل تدمير الجيش للبنى التحتية في المخيم. كما يعاني النازحون، وفق مؤسسات صحية وحقوقية، من ضعف في المناعة بسبب سوء التغذية وانعدام الغذاء الآمن ما أدى إلى زيادة احتمالية إصابتهم بالأوبئة. ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات صحية محلية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين نتيجة التكدس في مراكز الإيواء وانعدام سبل النظافة الشخصية والعلاجات اللازمة. وبحسب آخر بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، منذ بداية الحرب تم رصد نحو 71 ألف و338 حالة عدوى بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح، حيث بلغ عدد النازحين نحو مليوني فلسطيني من أصل مليونين و300 ألف نسمة. خطر انهيار المباني النازح أبو أحمد (44 عاما) المقيم بإحدى غرف المدرسة المتصدعة يقول: "لم نجد مسكناً آمناً ولا أي مكان نعيش فيه إلا هذه المدرسة المدمرة". ويضيف أبو أحمد الذي نزح من بلدة بيت لاهيا (شمال) بعد تدمير الجيش منزله: "نعاني من أمراض ونقص في المياه والغذاء، بينما نتنشر النفايات حولنا وتتسرب مياه الصرف الصحي إلينا كما تتسلل الحشرات للغرف، ورغم المعاناة لا يوجد بديل". وأعرب عن خشيته من "انهيار المبنى فوق رؤوسهم في أي لحظة، بسبب حرقه واستهدافه وما نجم عنهما من تصدعات كبيرة". وعن حياة النزوح، يقول: "الأوضاع صعبة للغاية، نعيش في أماكن غير مهيأة للسكن، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة البشرية". لا يختلف النازح من بلدة "بيت حانون" (شمال) عماد الحمادين (52 عاما) عن سابقه، قائلا: "أعيش مع 6 من أفراد عائلتي داخل المدرسة المدمرة والمحترقة ونعاني من نقص في الطعام والمياه فضلا عن عدم وجود مراحيض". ويضيف: "نحن بحاجة إلى المساعدة لإيجاد مأوى آمن لنا، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة والصعوبة في توفير الطعام خاصة للأطفال". منزل مدمر ونزوح مؤلم الفلسطينية أم أحمد غزل (43 عاما)، لجأت إلى المدرسة بعدما دمّر الجيش الإسرائيلي منزلها في بلدة بيت لاهيا. تقول غزل وهي أم لـ4 أطفال: "دمر الاحتلال منزلنا خلال الحرب، ونزحنا مرارًا، وفي النهاية وجدنا أنفسنا نقيم في هذه المدرسة المدمرة والمحترقة". وأضافت: "هنا لا تصلنا مساعدات ولا يوجد طعام، نعاني من الجوع والأمراض". وعن حاجتها للمياه، تقول: "نسير ٔمسافات طويلة للحصول عليها، رغم إصابتي بعدة أمراض وعدم قدرتي على المشي ورفع الأوزان الثقيلة، لا يوجد بديل آخر لنا". وتعبر غزل عن أملها في أن انتهاء معاناتهم ووقف الحرب، كي تستطيع العودة والعيش على أنقاض منزلها المدمر. ودمر الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب نحو 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و 80 ألف وحدة أخرى أصبحت غير صالحة للسكن، وتم تدمير 200 ألف وحدة بشكل جزئي. كما ألقى الجيش 80 ألف طنا من المتفجرات على القطاع الذي ألحق به أضرارا كبيرة. ومطلع يوليو/ تموز الجاري حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خصوصا بين الأطفال جراء مواصلة إسرائيل منع إدخال المساعدات والغذاء إلى القطاع وإغلاق المعابر بشكل كامل منذ 7 مايو الماضي. وقال المكتب في بيان آنذاك: "يواصل جيش الاحتلال ارتكاب جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر بشكل كامل ومتواصل، وذلك في إطار تعميق المجاعة واستمرار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء للشهر العاشر على التوالي". وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة شحا شديدا في إمدادات الغذاء والماء والدواء، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا وحشية على غزة أسفرت عن نحو 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :