تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً في مؤشر الأداء الإلكتروني العربي للعام 2015 بمعدل 67,35%، بحسب تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015 - 2016 النوعي، الذي أطلقته وحدة أورينت بلانيت للأبحاث أمس في دبي. و تستحوذ مسيرة التحول إلى اقتصاد المعرفة في المنطقة على حصة كبرى من التقرير الذي يركز في المقام الأول على دراسة ما يُعرف بالمدن الرقمية، مع تسليط الضوء بشكل خاص على تجربة دبي، التي أثبتت مكانة مرموقة لها ضمن قائمة أفضل 10 مدن في العالم، من حيث الحوكمة الرقمية في عام 2014، متفوقة بذلك على أبرز العواصم العالمية مثل لندن وأوسلو وستوكهولم وفيينا. وفقاً للتقرير، يتوقع أن يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت، عربياً، نحو 226 مليون مستخدم بحلول 2018، فيما أشارت التقديرات الواردة في التقرير إلى أن معدلات نمو استخدام شبكة الإنترنت ستسجل ارتفاعاً ملحوظاً لتصل إلى 55% بحلول العام نفسه، مقارنة ب 37,5% عام 2014، متفوقة ب 7% تقريباً على معدل النمو العالمي المتوقع والبالغ 3,6 مليار مستخدم، وفقاً للبيانات الأخيرة الصادرة عن إي ماركتير المستقلة للأبحاث. ويعد تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015 - 2016 مرجعاً موثوقاً للحصول على نظرة شاملة حول ترتيب الدول العربية ضمن المؤشرات العالمية وأهم الإنجازات والتطورات والمبادرات الطموحة التي تدعم مسيرة التحول إلى اقتصادات قائمة على المعرفة في العالم العربي، فضلاً عن دراسة واقع بنية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة، ورصد مسيرة تطورها في سبيل الوصول إلى أعلى المستويات العالمية. ويكتسب التقرير، الذي أعدته وحدة أورينت بلانيت للأبحاث، بالتعاون مع عبد القادر الكاملي، مستشار الأبحاث في الوحدة، أهمية كونه دراسة بحثية شاملة تهدف إلى رفد السوق برؤى معمقة وإحصائات دقيقة حول واقع ومستقبل اقتصاد المعرفة في العالم العربي، في ظل التوسع المطرد الذي تشهده الاقتصادات الإقليمية. ويعد التقرير وسيلة هامة وأداة قيمة لتمكين العاملين في القطاع الحكومي ومجتمع الاقتصاد والأعمال الإقليمي من الوصول إلى فهم أعمق وأشمل للعوامل كافة، التي تعيد تشكيل ملامح الاقتصاد المعرفي العربي. وقال عبد القادر الكاملي: يشهد العالم العربي اليوم تغييرات جذرية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية كافة، وضمن سعيها لمواكبة المستجدات المتسارعة والتغيرات المتلاحقة، تواصل دول عدة في المنطقة تبني مبادرات نوعية في إطار جهودها الحثيثة لبناء اقتصاد متكامل يقوم على المعرفة، وأثمرت الجهود المستمرة وخطت دولة الإمارات خطوة متقدمة على صعيد التحول نحو نموذج الحكومة الذكية، وذلك عقب اختيارها في المرتبة الأولى عالمياً في 6 مؤشرات من إجمالي 114 مؤشراً. أضاف الكاملي: نتطلع بتفاؤل حيال تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015-2016، لا سيما وأننا على ثقة تامة بأن ما يحتويه من معلومات قيمة وبيانات موثوقة ستمثل مرجعية هامة بالنسبة للهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في العالم العربي، التي تسعى لتطوير استراتيجيات فاعلة تلبي الاحتياجات الناشئة، وتحقق التطلعات الطموحة خلال السنوات القليلة المقبلة. من جانبه، قال نضال أبو زكي، مدير عام مجموعة أورينت بلانيت: تتسارع حالياً وتيرة التطور الاقتصادي في العالم العربي بالتزامن مع التغيرات الحاصلة في أسعار النفط العالمية. وشكلت المعطيات الراهنة دفعة قوية لمسيرة التحول نحو اقتصاد متنوع يتسم بالمرونة مع التركيز بالدرجة الأولى على بناء اقتصادات متكاملة قائمة على المعرفة والابتكار، الأمر الذي ينعكس في زيادة حجم الاستثمارات في تحديث وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار الجهود الإقليمية المبذولة لتحقيق التنويع الاقتصادي والابتعاد عن الاعتماد على النفط. وبرزت دولة الإمارات باعتبارها رائدة عالمياً في تبني مفهوم الحكومة الإلكترونية والذكية، بعد أن خطت خطوات سباقة، أهلتها للوصول إلى مصاف أهم الدول المتقدمة في التحول الرقمي. وتوجت دبي نجاحاتها المتلاحقة في التفوق على أبرز المراكز العالمية الرائدة في التحول الرقمي، وفي مقدمتها لندن وأوسلو وستوكهولم وفيينا، في مجال الحوكمة الرقمية. وجاءت مسقط في المرتبة الثانية عربياً، من حيث الحوكمة الرقمية، تلتها كل من الرياض والقاهرة وعمان وتونس والدار البيضاء، ومن ثم بغداد والكويت والمنامة. وقدم التقرير بيانات شاملة حول الاتجاهات السائدة والناشئة ضمن اقتصاد المعرفة، مسلطاً الضوء على التوجه المتزايد نحو الاستثمار على نطاق واسع في تحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ورصد التقرير أيضاً التطورات الحاصلة على صعيد البحث والتطوير، التي تظهر بوضوح في تنامي أعداد براءات الاختراع المسجلة في العالم العربي، وبالأخص في المملكة العربية السعودية. ووفقاً للتقرير تصدرت دول مجلس التعاون الخليجي التصنيف العام في مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي خلال عام 2015. وجاءت البحرين في المرتبة الأولى بعد أن سجلت 74.15% في معدلات استخدام شبكة الإنترنت، فيما حققت الكويت أعلى نسبة في انتشار الهواتف النقالة ب 194.62%. ورصد مؤشر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي 4 مؤشرات رئيسية لكل دولة من الدول ال 18 في المنطقة وشمال إفريقيا، هي مؤشر لمشتركي الهواتف النقالة، ومؤشر لمشتركي الهواتف الثابتة، ومؤشر لمستخدمي شبكة الإنترنت ومؤشر لعدد أجهزة الكمبيوتر المثبتة. ويستعرض التقرير، أبرز متاجر التجزئة الإلكترونية وآفاق نموها وتوسعها في ظل الإقبال المتنامي على شركات الإنترنت القائمة في منطقة الشرق الأوسط وتأتي هذه الدراسة المستفيضة استجابة للنمو الكبير الذي سجله قطاع التسوق الإلكتروني إقليمياً على مدار السنوات القليلة الماضية، الذي أسهم في دفع عجلة الاستثمارات العالمية ضمن سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة. وفقاً لدراسة صادرة في شهر سبتمبر 2014 من قبل الجامعة الحكومية لولاية نيوجرسي روتجرز حول المواقع الإلكترونية الرسمية ل 100 من المدن الرئيسية في 100 دولة حول العالم، احتلت دبي المرتبة التاسعة وفق المؤشر العام، والمرتبة 4 من حيث تسليم الخدمات والمرتبة 5 من حيث الخصوصية والأمن. وتضمنت الدراسة، تحت عنوان الحوكمة الرقمية في البلديات حول العالم، تقييماً لمستوى حضور المواقع الإلكترونية أو البوابات الرسمية للمدن أو البلديات، التي تتيح أمام الحكومات المحلية إمكانية تقديم المعلومات الشاملة حول النظم الإدارية المتبعة والخدمات الحكومية الإلكترونية. وشملت الدراسة 10 مدن عربية هي عمان والمنامة، والرياض والقاهرة والكويت العاصمة، ومسقط، والدار البيضاء في المغرب، وبغداد في العراق وتونس العاصمة، إضافة إلى دبي. ويستعرض تقرير اقتصاد المعرفة العربي 2015- 2016 أبرز الإنجازات التي تحققت على صعيد تطوير المنظومة التعليمية وفقاً لنتائج الترتيب الأكاديمي للجامعات العربية 2015. ومن بين أهم هذه الإنجازات تصنيف جامعة الملك عبد العزيز في المرتبة السادسة عالمياً عن فئة الرياضيات، وتمثلت أهم الإنجازات الأكاديمية في العالم العربي في اختيار 5 من الجامعات العربية الكبرى ضمن تصنيف شنغهاي للجامعات العالمية (ARWU)، منها 4 جامعات سعودية احتلت المراكز الأولى على مستوى العالم العربي والإسلامي في النسخة الأخيرة من التصنيف الصادر خلال شهر يوليو/ حزيران 2015. وسلط التقرير الضوء كذلك على موضوع براءات الاختراع والحاجة الملحة لزيادة التركيز على دعم مجالات البحث والتطوير وترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار. وتصدرت السعودية سباق براءات الاختراع في العالم العربي، مستحوذة على 294 براءة اختراع 2014 وحده وإجمالي 1,152 براءة اختراع خلال السنوات الموثقة وتلتها دولة الكويت في المرتبة الثانية بواقع 98 براءة اختراع فقط في عام 2014 بإجمالي 370، ثم مصر في المرتبة الثالثة ب 45 براءة اختراع في عام 2014 بإجمالي 257 براءة اختراع.
مشاركة :