الدوحة - (أ ف ب): قد تُمثل العودة إلى المدرسة الإسبانية خلال كأس آسيا لكرة القدم، فأل خير وترياق يداوي به المنتخب القطري آلام خروجه المخيّب من كأس العالم التي استضافها على أرضه قبل نحو عام، مُتطلعاً، وفي جعبته شخصية حامل اللقب، إلى مصالحة جماهيره عندما يستضيف البطولة القارية بدءاً من يوم الجمعة. لكن تلك العودة التي تمثلت بتعيين الإسباني «تينتين» ماركيس لوبيس، لم تأت في ظروف مثالية، إذ تعيّن على مدرب الوكرة السابق قيادة العنابي للدفاع عن لقبه قبل شهر واحد من البطولة التي ظفر بها عام 2019 للمرة الوحيدة في تاريخه، بعد فوزه على اليابان القوية 3-1 في النهائي ومسيرة استثنائية تحت قيادة المدرب السابق الإسباني فيليكس سانشيس. يقرّ لوبيس أن الوقت قصير جداً، لكنه يأمل أن يثق اللاعبون بطريقته واسلوبه «إذا كنا يدًا واحدة سنتساعد». ويضيف لوكالة فرانس برس «هذا هو الوضع الآن، بالتأكيد الوقت قصير، وفي كرة القدم، الضغوط موجودة بشكل دائم، لكن الأمر يعتمد على الضغط الذي تضعه على اللاعبين. الأهم، برأيي، بالنسبة إلى اللاعبين، هو أن يستمتعوا بالمباريات». ويتابع «في قطر، ليس لدينا العديد من اللاعبين، ويتواجد الآن 80 بالمئة من لاعبي المنتخب الذين خاضوا كأس العالم. أنا أثق بالجميع، وسنقدّم أفضل ما لدينا». وعُيّن لوبيس بدلاً من البرتغالي كارلوس كيروش، الذي أعفي من مهامه بشكل مفاجئ، بعد استقدامه بهدف التأهل لمونديال 2026، إثر مشاركة مخيبة في مونديال 2022 مع سانشيس، عندما مُني بثلاث هزائم في دور المجموعات. «صدمة» يؤكّد نجم العنابي سابقاً رائد يعقوب أن «الشارع القطري لا يزال حزيناً حتى اليوم جراء الخروج المبكر من كأس العالم»، لكنه يتوقف عند إقالة كيروش واصفاً القرار بـ«الصدمة». يقول يعقوب (50 عاماً) لوكالة فرانس برس إن إقالة كيروش هي تكرار للخطأ المرتكب في التحضيرات لكأس العالم، «عندما وُضع اللاعبون تحت ضغط بعد تفريغهم بشكل كامل وابتعادهم عن المباريات الرسمية، وكأن بطولة الدوري هي مكان للإصابات، فظهروا وقتذاك بمستوى غير جيد». وفيما أشاد يعقوب بالمدرب لوبيس «المحبوب في قطر، والمقبول من الجماهير نظرًا لما قدمه مع الوكرة»، رأى أن تحميله المسؤولية قبل البطولة بشهر فقط هو خطأ. وفي السياق عينه، قال عضو الاتحاد القطري السابق محمد مبارك المهندي «تغيير المدرب في مثل هذه المدة القصيرة هو بلا شك سلاح ذو حدين.. فالكرة الآن في مرمى اللاعبين. ردّ فعلهم يؤثر كثيرًا». ولفت لاعب العنابي سابقا لفرانس برس إلى أن تينتين (61 عاماً) هو مدرّب موقت، وسيعود بعدها لقيادة الوكرة من جديد، مضيفاً أن «الوقت المتاح له قبل انطلاق البطولة قصير جداً». بالمقابل، يشير لوبيس إلى أنه يعرف كل اللاعبين، «أنا مدرب في الدوري القطري منذ ست سنوات، أثق بأفكاري وأعرف عقليتي». لكن لوبيس يقر بصعوبة المهمة «نحن الابطال، هي مسؤولية كبيرة، فالبطولة صعبة والمنتخبات قوية». واستهل لوبيس مشواره مع العنابي بفوز ودي على كمبوديا في الدوحة بثلاثية نظيفة، قبل أن يخسر الجمعة أمام الأردن 1-2 في الدوحة. «ليس المرشّح الأوّل» وفيما يرفض المدافع طارق سلمان الحديث عن التوقعات «البطولة صعبة، وبالنسبة لنا كحامل اللقب يجب علينا أن نقدم الأفضل»، يرى أن «وجود مدرب جديد يدفعنا إلى أن نقدم معه شيئاً لتحقيق اهدافنا، ونأمل أن نتأقلم مع لوبيس وخصوصًا أنه سبق لنا التدريب تحت قيادة المدرسة الإسبانية». يتفق المهاجم أحمد علاء الدين مع زميله «لوبيس مدرب جديد للمنتخب لكنه موجود في الدوري منذ فترة طويلة، وهو يعرف نقاط القوة والضعف لدى اللاعبين». ويقصّ العنابي شريط البطولة أمام لبنان الجمعة في ستاد لوسيل مضيف الافتتاح والنهائي، ضمن مجموعة أولى تضمّ أيضاً الصين وطاجيكستان. ويعول منتخب قطر على نجوم يأتي في مقدمتهم أكرم عفيف أفضل لاعب في آسيا 2019، المدافع خوخي بو علام، والمعز علي أفضل لاعب وهداف النسخة السابقة من كأس آسيا بتسعة أهداف. يطمح الأخير بتحطيم رقم الإيراني علي دائي، الهداف التاريخي للنهائيات برصيد 14 هدفاً. وفيما يؤكد يعقوب أن الطريق ليس سهلاً بشكل عام، يشدّد على أنه «من غير المسموح بأن يحتل المنتخب مركزاً أقل من الصدارة، ومن بعدها قد يرتفع الايقاع، وربما نتأهل الى دور الثمانية ثم دور الأربعة». يختم «بصراحة، المنتخب القطري ليس المرشح الأول». وفي استضافتين سابقتين، ودع العنابي نسخة 1988 من الدور الأول، فيما خرج أمام المنتخب الياباني من ربع نهائي 2011، كما تعرض إلى الخسارة الأقسى «تاريخياً» في أولى مشاركاته في المعترك القاري، أمام المنتخب الكويتي برباعية نظيفة في نسخة 1980 التي توّج «الأزرق» بلقبها.
مشاركة :