رغم السعادة التي أظهرها في الملعب، عبّر المتألق عفيف (5 أهداف) عن حزنه لعدم ترشيح قطر "حزين لأنه لم يرشّحنا أحد قبل البطولة، وحزين لعدم الثقة بمنتخبنا". كما في 2019 حين توّج بأوّل ألقابه الكبرى، خالف المنتخب القطري كل التوقعات وبلغ النهائي ضارباً موعداً تاريخياً مع الأردن، السبت في استاد لوسيل المونديالي. بعد تصدّره مجموعته بثلاثة انتصارات على لبنان، طاجيكستان والصين من دون استقبال أي هدف، تجاوز فلسطين، ثم أوزبكستان بركلات الترجيح، قبل أن يطيح إيران العنيدة في مباراة دراماتيكية أظهرت ارتفاع نسقه الفني. وحقق المنتخب القطري رقماً قياسياً بوصوله إلى 13 مباراة متتالية دون خسارة، لكنه، وبتعادله سلباً مع أوزبكستان في ربع النهائي (حُسمت بركلات الترجيح) أخفق في الوصول إلى رقم نظيره الإيراني الفائز 12 مرة توالياً بين 1968 و1976 حين توج باللقب ثلاث مرات. يضيف عفيف، أفضل لاعب في آسيا 2019 "استمعت إلى بعض المحللين يرشحون إيران لأنها تملك بعض المحترفين في أوروبا أو قوّة بدنية، لكن المهم أن تملك الروح". لم يأتِ استبعاد الخبراء والمحللين من فراغ، إذ يؤكد فهد العمادي، مدير تحرير صحيفة الوطن أن الترشيحات لم تصب لمصلحة العنابي، "عطفاً على النتائج الأخيرة وتغيير المدرّب، لكن هذا الأمر كان نقطة تحول للاعبين بعدما ابتعدوا عن الضغوط". تابع العمادي لفرانس برس "رأينا المنتخبات التي كانت مرشحة مثل السعودية، العراق، اليابان، وكوريا الجنوبية كيف خرجت من البطولة". مصالحة الجماهير شكّلت الاستعانة مجدداً بالمدرسة الإسبانية، عبر تعيين الإسباني "تينتين" ماركيس لوبيس خلفاً للبرتغالي كارلوس كيروش قبل شهر من البطولة، فأل خير على المنتخب القطري الذي كان مدعواً لمصالحة جماهيره الحزينة بعد خروجه المخيّب من كأس العالم التي استضافها على أرضه قبل نحو عام، حين تكبّد ثلاث هزائم وخرج بخُفَّي حُنين من الدور الأول. يؤكد عفيف (27 عامًا) أن التجربة في كأس العالم كانت صعبة "كل بطولة نخوضها، يجب أن نتعلم منها، وكأس العالم كانت أول مشاركة، وكانت صعبة علينا". بالمقابل يرى العمادي أن بلوغ النهائي للمرة الثانية تواليًا، هو بمثابة مصالحة كبيرة وتاريخية "رغم أننا كنا نعذر المنتخب في كأس العالم بحكم أنها اول مشاركة، وبسبب الضغوط الجماهيرية الكبيرة، لكن في كأس آسيا صالح العنابي الجماهير من الباب الكبير، وأوفى بالوعد وأصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب". أصعب من 2019 اغرورقت عينا المعز علي، أفضل لاعب في النسخة الماضية وهدافها (9) بالدموع بعد نهاية المباراة "تعرّضنا لضغوط كبيرة قبل البطولة، وكان البكاء أمراً طبيعيًا بعد إعلان تأهلنا إلى النهائي، هو أمر رائع للغاية أن نتواجد مرتين وإن شاء الله نكون أبطال آسيا للمرة الثانية تواليًا". يصف المعز، الذي سجل هدف الحسم في المرمى الإيراني، البطولة بـ"الصعبة"، مضيفاً أن النسخة الحالية أقوى من الماضية، وبالتالي التواجد في النهائي لم يكن بالأمر السهل". وفيما لفت مدير تحرير صحيفة الوطن إلى أن مجرد وصول حامل اللقب إلى نصف النهائي كان بمثابة إنجاز، اعتبر محمد وعد، أحد نجوم المنتخب القطري في هذه البطولة أن "الكأس لن تخرج من لوسيل". قال وعد (25 عاماً) وهو أحد الوجوه الواعدة التي حجز مكانه أساسيا في تشكيلة العنابي لفرانس برس "كانت مباراة وملحمة كروية كبيرة والهدف كان الوصول للنهائي الذي لعبنا وخضنا البطولة من أجله". التنويع والتدوير بسرعة، طبع لوبيس، القادم من تدريب نادي الوكرة القطري، بصمته مع "الأدعم" فارضًا بعض التغييرات التكتيكية التي اعتمدها سلفه كيروش، وقبله مواطنه فيليكس سانشيس، فلجأ إلى التدوير المستمر في المباريات مع تثبيته الثلاثي لوكاس منديش، المهدي علي، وبيدرو ميغيل في الدفاع، فضلاً عن جاسم جابر، ومحمد وعد في الوسط، والثنائي المعز علي وأكرم عفيف في الهجوم. أنعشت خطة لوبيس الحيوية بين اللاعبين، مع لجوئه الدائم إلى التنويع في الخطط واللاعب. لم يعتمد على لاعب معيّن إلا وفق الظروف التي تناسبه، مثل الجوكر خوخي بوعلام، أحد نجوم البطولة السابقة الذي جلس احتياطياً معظم فترات البطولة قبل أن يشركه لوبيس في نصف الساعة الأخير من لقاء إيران معززاً ترسانته الدفاعية أمام المدّ الإيراني. يرفض خوخي المقارنة بين نهائي 2019 الذي انتهى بفوز العنابي على اليابان وبين النهائي الحالي أمام الأردن "خسرنا أمام الأردن ودياً في قطر قبل البطولة، وأعتقد أن المواجهة في لوسيل ستكون مختلفة". يقول لوكالة فرانس برس "الأردن منتخب كبير وقدّم كل شيء حتى يصل إلى النهائي، هذه المباراة مختلفة تماماً عن مواجهة اليابان في 2019، فهو نهائي عربي، ومن سيفوز سنبارك له".
مشاركة :