يوسف طارق يعيد الحياة سينمائيا في زوايا قرية أبيدوس

  • 1/10/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - تدور أحداث فيلم "يونس: لا أستطيع العيش بدونك" للمخرج المصري يوسف طارق في قرية أبيدوس بمحافظة سوهاج عام 1945، حيث يتعرض يونس لغيبوبة سكر، ويتم تشخيص مرضه على أنه وباء، وبسبب التشخيص الخاطئ، تم الإعلان عن وفاته. وأتاحت مشاركة  فيلم "يونس: لا أستطيع العيش بدونك" له فرصة للتألق والفوز بجوائز قيمة في مهرجانات متنوعة أضاف له مكانة مميزة في عالم السينما. وفيما يلي حوار أجرته ميدل إيست أونلاين مع المخرج يوسف طارق حول تجربته السينمائية: كيف جاءت فكرة قصة الفيلم وما الذي ألهمك لاختيار تلك الحقبة الزمنية والمكان؟ الفيلم يستمد فكرته من حكاية حقيقية لشاب عاش تجربة فريدة، حيث تم تشخيصه بشكل خاطئ وأُعلِنَ عن وفاته، ولكن عندما كانوا يقومون بغسل جثته، أُعيدَ إلى الحياة وتم اختيار الفترة الزمنية والمكان بعناية، مستندين إلى تفاصيل الحادثة الحقيقية، إذ اتخذوا هذا الاختيار بناءً على اعتبار أن مستوى التقدم الطبي في تلك الحقبة لم يكن يُقارن بالتقنيات الحديثة واختيرت نفس القرية التي شهدت تلك القصة الحقيقية لتكون موقعًا ملهمًا للأحداث. كيف واجهت التحديات في تصوير الأحداث التي تقع في قرية أبيدوس بمحافظة سوهاج في عام 1945؟ كانت تجربة ممتعة مع فريق العمل، حيث استمرت عملية التصوير لثلاثة أيام، حيث كانت الأجواء بسيطة ومريحة وذلك لأنني نشأت في قرية أبيدوس بمحافظة سوهاج، وكان ذلك مناسبًا لتصوير الفيلم في بلدي مما أضفى جوًا أكثر أصالة على العمل. كيف تعاملت مع تصوير المشاهد التي تظهر 'يونس' وهو في حالة غيبوبة سكر؟ كانت التجربة تحديًا صعبًا خاصةً مع الاستعداد للمشاهد التي استغرقت وقتًا طويلاً، إذ كان التحضير للممثلين أمرًا يستلزم العناية الفائقة لأنهم كانوا يخوضون تجربة التمثيل للمرة الأولى، وتلك الفترة المخصصة للتصوير كانت فرصة لتكوين جوٍّ مريح وداعم للممثلين الجدد، مما ساهم في تحقيق أداء مميز وجعل النتيجة ناجحة. كيف استطعت التعبير عن البيئة والثقافة المحلية في القرية من خلال الفيلم؟ كنتُ أعبر عن هذه التجربة بواسطة ظهور البيوت القديمة جدًا والقصور التي تمتد تاريخها إلى أيام الملوك، حيث كانت الأراضي الزراعية والجلباب الصعيدي الشهير يعكسان جوانب من ثراء التراث والتاريخ، و تلك المشاهد تحقق لمسة من الجمال الأثري وتعكس الرونق الثقافي للمكان، مما تضيف عمقًا وأبعادًا إضافية للقصة التي تروى. ما الرسالة التي تأمل أن يستوعبها الجمهور من خلال قصة يونس وتشخيصه الخاطئ؟ رسالة العمل تحمل في طياتها تحذيرًا من الاندفاع في تشخيص حالات البشر، حيث قد يكون الانسان على قيد الحياة رغم التشخيص السابق، ويمكن أن يحدث خطأ في التقدير يقلب الموازين، ويظهر الفيلم أهمية إعادة التفكير وإعادة التشخيص للتأكد من الحقائق قبل اتخاذ أي إجراء، و تتشابه هذه القصة مع الحكايات الشعبية القديمة التي علمتنا دروسًا حياتية قيمة وتبرز تعقيد الطبيعة البشرية والحياة كيف تعاملت مع المواقف الدرامية والمؤثرة في الفيلم لنقل العاطفة والتأثير على المشاهدين؟ أظن أن المزج الرائع بين الموسيقى والمشاهد يخلق تجربة غنية للمشاهدين، حيث تعزز الأحداث وتساهم في تعزيز العواطف التي يشعر بها الجمهور. كيف كانت تجربتك في المشاركة في المهرجانات المختلفة وكيف تأثرت الردود التي حصلت عليها بعرض الفيلم في هذه المهرجانات؟ تجربة لا تُقدَّر بثمن، حيث حظي فيلمنا بجائزة أفضل فيلم قصير في سينما الموبايل خلال دورة المهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون في نيويورك عام 2023، وشعرت بسعادة لا توصف عندما تم قبول فيلمي وعرضه أمام جمهور سينمائي يفهم قيمة الفن وصناعة السينما على مستوى عالمي، ومن بين المهرجانات التي شارك فيها فيلمي القصير: مهرجان القدس السينمائي الدولي في فلسطين، الذي كان فضاءً مميزًا لعرض الأفلام القصيرة وتبادل الخبرات بين صناع السينما، ومهرجان السينما الفلكورية الدولي في الهند، حيث تألق فيلمنا، والمهرجان المصري الأميركي للسينما والفنون في نيويورك، حيث أُسدلت الستارة عن الدورة الثالثة بفوزنا بجائزة أفضل فيلم قصير، ومهرجان أيام سينمكنة للأفلام في تونس، والمهرجان الدولي للفيلم القصير الرقمي في الجزائر، حيث شهد تقديم عملنا وتبادل الأفكار حول تقنيات السينما الرقمية، والمهرجان الدولي لسينما الشعوب في المغرب، حيث تألق فيلمنا بين مجموعة متنوعة من الأفلام التي تعكس التراث وتنوع الثقافات. وهذه المشاركات في المهرجانات الدولية  جعلت للفيلم مكانة مرموقة في عالم السينما. هل كان لديك تحضير خاص لتناسب أعمالك المهرجانات المختلفة التي شاركت فيها؟ نعم، أنا أطلع على الشروط وأفهمها جيداً قبل التقديم لأي مهرجان، وبعد ذلك أكون جاهزًا لتقديم فيلمي الخاص. كيف كان استقبال الجمهور العالمي لقصة فيلمك القصير في مختلف المهرجانات؟ كان الجمهور سعيدًا و معجب باللقطات التي تصف مناظر الأماكن في قرية أبيدوس، وكذلك حبكة الفيلم التي تعتبر غير تقليدية تماماً. هل تعتزم الاستمرار في تناول قضايا اجتماعية أو تاريخية في أعمالك السينمائية القادمة؟ نعم، بالتأكيد نحن في مرحلة التحضير لفكرة فيلم قصير خلال الفترة القادمة مع وفريق العمل الذي يشاركني في هذا المشروع.

مشاركة :