يا لسحر الابتسامة

  • 3/30/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يا لسحر الابتسامة ووقعها في النفوس ، وقوة تأثيرها في التماثل إلى الشفاء من كل علة ومرض سقيم والتخفيف من أي حدة وتوتر عند نشوب الأزمات وتعقد المفاوضات ، فهي غذاء للروح واكسير الحياة .وهي درب من دروب المناعة النفسية التي تحول بيننا وبين ما نتعرض له من ضغوط .. وقد وجد العالم الفرنسي «بيير فاشيه» في موضوع فوائد الضحك والابتسامة أنه يوسع الشرايين والأوردة، وينشط الدورة الدموية، ويعمّق التنفس، ويحمل الأكسجين إلى أطراف الجسم كافة . في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها عالمنا العربي ومع ازدياد مشاهد العنف والقتل والتجويع والهدم والتخريب ، لم تعد الابتسامة ترتسم في محيانا وقد حرمنا كثيراً من أسباب السعادة ، وبتنا نعتصر ألماً لما نشاهده ، وتدمى قلوبنا لما آل إليه حالنا ، حيث تشابكت سبل الحياة ، وأمست المزعجات والمُنغِصات تطاردنا في كل مكان. كم نحن بحاجة إلى الراحة الجسدية والفكرية، التي تعيدنا إلى الفطرة السليمة وتبعدنا عن الأنانية والمصالح الشخصية ، وتحفظ لنا توازننا العقلي، وتبعث في النفس الراحة والطمأنينة وتقوي العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع الواحد . وقد يكون الحل في الخروج من حالة الضيق والاكتئاب هذه التي لازمتنا ، ومن عناء التفكير وتبعات الواقع المرير الذي أحاط بنا ، في التسليم بقضاء الله وقدره واليقين بأن الفرج آت بإذنه تعالى وفي الأخذ بنصيحة رسولنا الكريم : ” روحوا عن انفسكم ساعة بعد ساعة فان القلوب اذا كلّت عميت.” ، والترويح عن النفس يتأتى من خلال البعد عما يثير الشحناء والتوتر والضغينة بين الناس ، والتصالح مع الذات ومع الآخرين ومحاولة إسعادهم بالتبسم في وجوههم ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج منهم ، والقاء التحية على الجار القريب والأخ البعيد والعامل في الطريق ، وبث روح المحبة والتسامح بين المتخاصمين ابتغاء لمرضاة لله وتعزيزاً لأواصر الأخوة الحقة في الدين كقول رسول الله ” خيركم الذي يبدأ بالسلام “. كما أن الترويح عن النفس قد يأتي من خلال التسلية بمتابعة بعض أنواع البرامج والفنون الكوميدية الهادفة وممارسة الرياضة اليومية وقراءة القصص والروايات المشوقة .. الابتسامة تدخل السرور والفرح إلى قلوب الناس وتعتبر ضرباً من العطاء وبلسماً شافياً حين تصد رعن طبيب مداوي أو ممرض مسعف، علاوة على أنها تعالج الكثير من اضطرابات القلب وأمراض الشيخوخة ولها تأثير أكبر على الدماغ كما تبين من خلال المسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي .وعندما يقال أنه من أسباب كسب الوقار والهيبة عند الانسان هو قلة الكلام فإن من لفحات الجمال وطيب المعشر هو خفة الدم ورسم الابتسامة.. فلنكن جميلين ذو هيبة ، ولنهتم بصحتنا وسلامة أسناننا فهما مبعث سعادتنا وسر تألقنا ومكمن جاذبيتنا وقبولنا لدى الآخرين وقديما قال الشاعر عنترة بن شداد: ولقد ذكرتك والرماح نواهل….مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها….لمعت كبــارق ثغرك المتبسم

مشاركة :