رام الله – واشنطن - (وكالات الأنباء): قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقشا الجهود الأمريكية لمعالجة العنف في الضفة الغربية وتقليل الأضرار التي لحقت بالمدنيين في غزة خلال اجتماعهما أمس الأربعاء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن الرجلين ناقشا أيضا «الإصلاحات الإدارية التي في حال تنفيذها ستفيد الشعب الفلسطيني»، وذلك في إشارة إلى مساعي إصلاح السلطة الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرئيس الفلسطيني محمود عباس تأييد واشنطن «تدابير ملموسة» لإقامة دولة فلسطينية. وعقد بلينكن اجتماعا مع عباس في الضفة الغربية المحتلة التي وصلها قادما من إسرائيل حيث نبّه الى الكلفة «الباهظة» التي يتكبّدها المدنيون جراء الحرب التي تخوضها الدولة العبرية ضد حماس في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد موقف واشنطن الثابت بوجوب قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل «والعيش في سلام وأمن». واصطدمت الآمال الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة في أعقاب اتفاقية أوسلو خلال التسعينيات من القرن الماضي بعقبات شتى أبرزها توقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي منذ سنوات طويلة. ولم تبدِ الحكومات الإسرائيلية اهتماما بإحياء المفاوضات، بينما يعيق الانقسام المستمر في الجانب الفلسطيني بين حركتي فتح بزعامة الرئيس عباس وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، إمكان تكوين موقف موحد. وأكد عباس لبلينكن ضرورة «الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، لنتمكن من تنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، بدءا بنيل دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن، وعقد مؤتمر دولي للسلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يحقق السلام والأمن للجميع»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا». وجدد عباس التأكيد «أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله، أو اقتطاع أي جزء منه»، وفق ما نقلت «وفا». وحذر من «خطورة الإجراءات الإسرائيلية لتهجير أبناء شعبنا في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس». وخلال لقائه عباس، أشار بلينكن إلى «تزايد الاضطرابات» في الضفة الغربية المحتلة التي تشهد تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في غزة. وقتل أكثر من 330 فلسطينيا برصاص الجيش والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة منذ السابع من أكتوبر، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. ودعا وزير الخارجية الأمريكي إسرائيل إلى صرف عائدات الضرائب المستحقة للفلسطينيين بالكامل. وتجمع زهاء 30 شخصا في الساحة الرئيسية لرام الله احتجاجا على زيارة بلينكن والدعم الذي تقدّمه بلاده لإسرائيل منذ اندلاع الحرب. ورفع البعض لافتات بالإنجليزية كتب في بعضها «بلينكن ليس مرحبا بك هنا». وقال بلينكن الثلاثاء إن إسرائيل وافقت على مبدأ إرسال «بعثة تقييم» أممية لدراسة الوضع في شمال القطاع تمهيدا لعودة الفلسطينيين النازحين.
مشاركة :