كشف رئيس قسم العلاقات الخارجية في مركز جنيف، ناصر زهير، عن السبب وراء نجاح محاولة اتهام إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، خلال القضية التي تقدمت بها جنوب إفريقيا. وقال زهير، في تصريحات لـ«الغد» من باريس: «هذا الحدث تاريخي، للمرة الأولى تقف إسرائيل أمام محكمة دولية، قد تدينها بالجرائم التي ارتكبتها في فلسطين ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال، وهذه سابقة تاريخية طوال فترات الصراع العربي الإسرائيلي». وأضاف أن «النقطة الأساسية أو المشكلة الأساسية لإسرائيل ستكون في ما إذا أدينت في هذه المحكمة، بالرغم من أن قرارات الإدانة أو قرارات هذه المحكمة لا يُتوقع لها أن تنفذ أو تكون ملزمة أو نافذة تجاه إسرائيل، ولكن على أقل تقدير هذا يعني أن قادة إسرائيل الذين يقومون بمجازر ضد المدنيين سيقفون أمام المحكمة الدولية، وقد يصدر بحقهم أحكام إدانة، وهذا يعني أنه في المستقبل أيضا سيكون هناك إطار آخر لقضايا أخرى أكبر تتعلق بالتصفيات وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وحتى الجرائم السابقة التي ارتكبتها إسرائيل». وردا على سؤال الغد عن سبب نجاح جنوب إفريقيا في جر إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، بالرغم من أنه كانت هناك محاولات سابقة لكنها فشلت، قال زهير: «لعاملين اثنين، الأول أن من قام الآن برفع القضية هي جنوب إفريقيا وليست السلطة الفلسطينية أو دولة عربية، بمعنى أن النظر إلى حيادية الطرف الذي قام برفع هذه القضية نقطة إيجابية، أما الثاني فهو حجم المجازر التي ترتكب الآن، إذ إنه طوال 40 أو 50 عاما، لم نصل إلى مرحلة قتل أكثر من 7 أو 8 آلاف طفل، ولم نصل إلى استهداف المدنيين ليصل عدد الضحايا إلى أكثر من 20 ألف، هذه هي النقطة الأساسية، أيضا الزخم الدولي والرأي العام الدولي الذي بدأ يتغير، وبدأ يلمس أن هناك مسألة حقيقية في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة وتهجير الفلسطينيين، وهذه ليست استنتاجات أو تحليلات وإنما هو ما يصرح به قادة إسرائيل وخصوصا قادة اليمين المتطرف الحاكم». ما هي قضية جنوب إفريقيا؟ في الملف الذي يتكون من 48 صفحة، تقول جنوب إفريقيا إن قتل إسرائيل للفلسطينيين في غزة والتسبب في أذى نفسي وجسدي جسيم لهم وتهيئة ظروف معيشية تهدف إلى «تدميرهم جسديا» يعد إبادة جماعية لهم. وتقول الدعوى إن إسرائيل تتقاعس عن توفير الغذاء والماء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة خلال الحرب الدائرة مع حركة حماس منذ 3 أشهر. وتشير أيضا إلى حملة القصف المستمرة التي دمرت جزءا كبيرا من القطاع وأجبرت حوالي 1.9 مليون فلسطيني على النزوح وأسفرت عن مقتل 23 ألف شخص وفقا لمسؤولي قطاع الصحة في غزة. وجاء في الدعوي أن «جميع هذه الأعمال تُنسب إلى إسرائيل التي فشلت في منع الإبادة الجماعية وترتكبها في انتهاك لاتفاقية الإبادة الجماعية»، مضيفة أن إسرائيل تقاعست عن منع مسؤولين فيها من التحريض على الإبادة الجماعية مما يخالف ما تنص عليه الاتفاقية. وتطلب الدعوى من محكمة العدل الدولية فرض تدابير طوارئ لوقف الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل. ____________________ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :