سيدي.. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين من أبرز أولئك الأفذاذ الذين شاءت إرادة الله -عز وجل- أن يصنعوا تاريخنا المعاصر، ويسطروا مجدنا الحاضر، ويكتبوا قصة الموازنات الإنسانية على الكرة الأرضية من جديد، بما أمده الله -عز وجل- من حضور ذهني متقد، وكاريزما قيادية فذة، ومهارات وقدرات ذاتية متميزة، وعلم ومعرفة ودراية متأصلة راسخة، وفي الوقت ذاته متجددة حية؛ لذا فما يصدر منه -حفظه الله ورعاه- في الغالب الأعم، حتى ولو كان في نظرنا أمرًا عاديًّا، له -حسب اعتقادي- بُعده غير المنظور الذي يحتاج من الراصدين لما يقوله ويفعله، ويأمر به ويوجِّه، إلى تفكير جاد خارج المألوف من أجل التوصل للمعنى المراد. لقد ظل العربي محل تهكم وسخرية في الثقافة الغربية منذ ثمانينيات القرن العشرين حتى بزوغ عصر العولمة الجديد إلى اليوم؛ فهو كما تصوره الأفلام السينمائية، وتكتب عنه الأقلام الغربية، وتنظر إليه الشعوب الأوروبية والأمريكية، إنسان بدوي بسيط، متخلف حضاريًّا وعلميًّا، يعيش في الصحراء القاحلة حيث الخيمة والإبل والكلأ والماء، وليس له طريقٌ للوصول إلى المدنية والحضارة المرتجاة إلا بأخذ الثقافة الغربية كاملة غير منقوصة. وكنا حينها -وما زلنا- نشعر بالهزيمة النفسية أمام هذا المد الثقافي الجارف. نحاول تحسين صورتنا بكل ما أوتينا من قوة قولية وفعلية بعد أن كان منا التسليم المطلق لما يقال لنا، ويُكتب عنا، ويصوَّر فينا. خلافاً لكل ما ورد أعلاه، التقى مطلع هذا الأسبوع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في المخيم الشتوي في العلا، وزير الخارجية الأمريكي السيد أنتوني بلينكن. ولابد أنه وجد سموه غير، يُملي لا يُملى، فهو صاحب موقف مستقل، ومنه يستمد الجميع ثقتهم من مواقف سموه في القضايا المهمة. وحسب ما نشرت دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- في موقعها على الانترنت فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيدي ولي العهد خلال استقباله عدداً من المشرعين الأمريكيين في خيمة في منطقة العُلا الأمر الذي أثار تفاعلاً. وتعددت تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن وصف أسلوب الاستقبال بأنه «رسالة للغرب» واستذكر البعض بتعليقاتهم العاهل السعودي الراحل، جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، في حين ذهب آخرون للترحيب بهذا الأسلوب الذي ينم عن الأصالة وينبع من العادات والتقاليد. هذه ليست المرة الأولى التي يستقبل ولي العهد وفداً رسمياً بالخيمة فقد سبق وأن استقبل رئيس وزراء اليابان (شينزو آبي)، في (الخيمة الصحراوية، والعرضة الشعبية، والملابس التراثية، والابتسامة المحمدية، والضيافة السعودية)، ومعها حضر الاعتزاز بالذات، والافتخار بالهوية،. حفظ الله لنا قادتنا، وأدام عزنا، ونصر جندنا، ودمت عزيزًا يا وطني. وإلى لقاء. والسلام
مشاركة :