تصاعدت حرب تكسير العظام بين حزب النور والسلفيين من ناحية، وجماعة الإخوان من ناحية أخرى لأسباب كثيرة، أحدثها دعم وتأييد حزب النور للدستور الجديد وتحرك الحزب في المحافظات لحشد الدعم له، وتأكيده أن مواد الهوية واضحة تماما، وأن تفسير المحكمة الدستورية لمبادئ الشريعة التي نص الدستور على أنها المصدر الرئيس للتشريع هو أفضل بكثير من المادة 219 التي كانت في دستور الإخوان. على الجانب الآخر تتهم جماعة الإخوان حزب النور بأنه صنيعة أمن الدولة، وحاولت الجماعة التعدي على منازل شيوخ السلفية وقياداتها ومنها منزل مساعد رئيس الحزب نادر بكار. عضو المجلس الرئاسي لحزب النور الدكتور أشرف ثابت، اعتبر أن إساءة وتشويه الإخوان لصورة الحزب نوع من الإرهاب الفكري، مؤكدا أن ما يحدث يزيد عزم أعضاء وقواعد الحزب على الصمود والتحدي لمواجهة الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد. وقال إن تظاهرات جماعة الإخوان هدفها تعطيل حركة الحياة، ووصول الدولة إلى مرحلة الانهيار الاقتصادي، مشيرا إلى أنه يجب على الدولة تعجيل بناء باقي مؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وأضاف مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام نادر بكار، أن جماعة الإخوان تسعى لإدخال الحزب فى مواجهة مع الشارع المصري، وتشتيت انتباه مؤسسات الدولة، وإفشال خارطة الطريق، مؤكدا أن الحزب لن يدخل فى صراع عدائي مع الشارع مهما حدث. وأكد بكار أن المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق أبلغ رسالة للرد على إرهاب الإخوان، مشيرا إلى أن حزب النور يرى أن الأفضل عدم تغيير خارطة المستقبل لتحقيق الاستقرار. وأفاد المتحدث باسم حزب النور شريف طه، أن جماعة الإخوان سوف تشارك فى الاستفتاء على الدستور، موضحا أن مقاطعتها للاستفتاء إعلامية، لكي لا تقع في تناقض المناداة بإسقاط النظام ثم تشارك في استحقاقات خارطة الطريق. مؤكدا أنه على قناعة بأنها سوف تدفع أفرادها للتصويت بـ"لا" وعزا غضبة الإخوان من حزب النور إلى اعتقادهم أن تصويت حزب النور بنعم سوف يرجح كفة المصوتين، وكسر حالة الاستقطاب الديني التي كانت تريد جماعة الإخوان أن تلعب عليها، مشددا على أن حزب النور فوت على جماعة الإخوان الفرصة الذهبية التي كانت ستستثير بها عاطفة المتدينين البسطاء ضد الدستور. وقال طه "نحن نرى من جانبنا أن ما يحدث هو صراع سياسي على السلطة، ولا ينبغي إقحام الدين فيه".
مشاركة :